العلاج الوظيفي والإدمان

اقرأ في هذا المقال


الإدمان:

يُعرف الإدمان على أنّه استعمال لمواد بصفة مستمرة وبدون أسباب طبية وبشكل دائم بحيث يصبح المرء معتمداً عليها نفسياً أو جسمياً أو كليهما معاً، ولا يستطيع العيش بدونها حتى ولو حاول ذلك،
ومن الممكن أن يكون الإدمان إدماناً على المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة.

المخدرات:

يُمكن تصنيف المخدرات إلى نوعينح نوع ذو مفعول قوي مثل الأفيون والهيروين والمورفين ومشتقاته والكوكايين، ونوع من مفعول خفيف نسبياً مثل الحشيش، عقار الهلوسة، الأمفيتامين ومشتقاته.

تتميز المخدرات ذات المفعول القوي في:

  • مع دوام تعاطيها تصبح الجرعة الأولى غير كافية ويضطر المدمن على زيادة جرعة المادة الإدمانية ومضاعفاتها للحصول على نفس المفعول الأول.
  • التوقف المفاجئ عن استعمالها ينتج عنه آثار جسمية ونفسية حادة تسمى أعراض الانقطاع المفاجئ، كما أنّ المشروبات الكحولية لها أيضاً هذه الصفة، لكن يلزم لحدوث ذلك فترة طويلة من الاستعمال.
  • لا يحتاج الجسم الكمية المتزايدة للحصول على نفس التأثير، كما أنّ هذه الجرعة لا تترك آثاراً حادة عند انقطاع المدمن عنها بشكلٍ مفاجئ.

أسباب الإدمان على المخدارت:

إنّ استعمال المخدرات والكحول معروف في جميع المجتمعات عبر العصور المختلفة، ولوحظ أنّه ازداد زيادة كبيرة منذ أوائل الستينات وخاصة بين أوساط الشباب، حيث يحصل المدمنون على هذه المواد إمّا من خلال عصابات التهريب والمروجين في أوساط المجتمع لدفع تجارتهم أو من خلال سرقتها من الصيدليات أو مخازن الأدوية أو بتزوير الوصفات الطبية المسروقة والاحتيال بمختلف الطرق، ولا شك أنّ لهذه العصابات دور كبير في ترغيب الناس على استعمالها ومن ثم الإدمان عليها.

إلى جانب ذلك فإنّ الإدمان على المخدرات بعد مرحلة تعاطيها الأولى يحدده عوامل وراثية وظروف بيئية خارجية واستعدادات عصبية، ولعل أهم الأسباب التي تؤدي إلى لجحوء الفرد إلى تعاطيها هي:

  • يبدأ الشخص في تعاطي المواد المخدرات إما لتقليد غيره؛ وذلك رغبةً منه في تجربتها أو لقتل وملء الفراغ.

  • للهروب من مشاكل اجتماعية أو مشاكل شخصية أو لتخفيف من حدة آثار الصراع في مجابهة أعباء المعيشة الصعبة.

أعراض الإدمان على المخدرات:

تعتمد الأعراض على نوع المخدر؛ فالأفيون والمورفين وما يشابهه كالهيروين والميثادون تؤدي إلى جعل الشخص يشعر بحالة من الخدر الحسي، حيث يكون شعوره بالحلم والانفصال عن الواقع وقد تستمر لبضعة ساعات يعقبها شعور بالانحطاط والإنقباض، لذا يضطر المريض إلى أن يأخذ جرعة أخرى للرجوع للحالة الأولى، وهكذا تستمر إلى أن يضطر إلى زيادة الجرعة تباعاً، حيث تبدأ الأعراض بالظهور بعد ثمان ساعات من الانقطاع عن تناوله، وهذه الأعراض هي:

  • القلق والخوف وعدم الاستقرار.
  • التثاؤب والعرق وزيادة إفرازات الفم والأنف والعينين.
  • الغثيان والقيء.
  • الآم بالساقين.
  • إسهال.
  • تقلصات في عضلات البطن.
  • إرتفاع ضغط الدم وازدياد السكر فيه، وتظهر بعد انقطاع 24 ساعة من الإنقطاع.

مضاعفات الإدمان على المخدرات:

  • نتيجة تلوث الحقن تحدث التهاباتٍ مختلفة خراج في مكان الحقن، إلى جانب حدوث التهاباتٍ تحت الجلد وتخثر الأوعية الوريدية والزهري، الملاريا ومرض الإيدز أو فقدان المناعة المكتسبة.
  • التدهور الاجتماعي والخلقي: ارتكاب الجرائم للحصول على المال لشراء المخدرات.
  • الاحتيال والسرقة التي يلجأ إليها المدمن بواسطة عصابات المخدرات مقابل الحصول على المخدر.
  • إهمال االأسرة وضياع الصغار من أفرادها.
  • فقدان الوظيفة وما يتبعه من نقص في الموارد المعيشية والانغماس أكثر وأكثر في الجريمة.

الكوكايين:

يلجأ المدمن إلى استعمال هذا النوع من الإدمان بواسطة الحقن أو الاستنشاق، حيث ويشعر بعد استعماله بنشاطٍ زائد وازدياد الرغبة الجنسية والشعور بالغبطة.

الأعراض الناتجة عن استخدام الكوكايين:

  • التسمم: يظهر بعد الاستعمال لمدة زمنية طويلة.
  • ظهور أعراض الذهان( الاضطراب العقلي).
  • شعور الاضطهاد والتعب.
  • إحساس بزحف الحشرات تحت الجلد وفوقه.
  • قرحات بمخاطية الأنف أو ثقب الحاجز الأنفي، إذا تم استعمالها بالاستنشاق.

الحشيش:

يُعتبر الحشيش من أقدم أنواع المخدرات المعروفة وأكثرها انتشاراً في العالم بين مختلف الأجناس والطبقات والأعمار.

تّعدّ مادة الكانابينول المادة الفعالة في الحشيش،حيث يتم استخدامه عن طريق التدخين أو عن طريق الفم أو في السوائل أو الأكل وهو يسبب حالة تشبه الحلم “Dream state” حيث تكون الأفكار غير مترابطة وتجري بغزارة دون سيطرة أو قيود ويكون إدراك الوقت والمكان والمسافات والأوان مختلطاً ومضطرباً.
يشعر الشخص المستعمل للحشيش بشعور من الرضا والابتهاج وحسن الحال والعلو والانفصال عن الواقع وبعد انتهاء مفعولة يشعر بالخمول والاكتئاب وعدم الاهتمام، وبالتعود على استخدامه يصبح المرء متبلداً، كسولاً، لا يعنيه ما يدور حوله، كما أنّه يفقد الدافع والإرادة وينعزل عن النشاط الإيجابي.

القات:

تُمضغ أوراق اللقات وتخزن في الفم ويستحلب عصيرها ويبلع، كما يسبب القات تنبيهاً للجهاز العصبي مع الشعور بالغبطة وحسن الحال ويصاحب ذلك حالة تشبه النوم مع ميل إلى الثرثرة وبعد إنتهاء مفعول القات يشعر المستعمل بالتبلد أو الاكتئاب وفقدان الشهية للطعام.

العقاقير المهلوسة:

تّعدّ المسكالين أو حمض الليسارجيك وعقار بسيلوسبين من أهم الأنواع على تلك العقاقير، كما تحتوي هذه العقاقير على نبات يشبه الفطر ينمو معظمها في المكسيك، ويمكن فصل المادة النشطة منها أو تخليقها كيماوياً.
تؤخذ هذه العقاقيرعن طريق الفم بجرعات صغيرة جداً أو بالحقن في الوريد، حيث تتسبب حدوث الهلاوس وبالأخص البصرية؛ فتظهر للمستعمل مناظر عجيبة متغيرة وتفاصيل غريبة وتراكيب تتصل وتنفصل وتتداخل وتتلاشى وتختفي وتظهر على هيئات وأشكال لا نهائية.
إلى جانب ذلك فقد تسبب هذه العقاقير إحساساً بالذهول والاغتراب وهو مستغرق فيما يراه، وفي أثناء الشعور بهذه المدركات الحسية البصرية يكون الوعي صافياً والذهن يراقب ما يدور ويتابع ما يحدث، كما أنّه ومن الممكن أن يتذكر الشخص جميع التفاصيل والأحداث بعد إنتهاء مفعول العقار والبعض يرى ويشعر تغيرات في أعضاء جسمه من حيث الحجم والشكل واللون وتداخلها في بعضا وابتعادها وإعادة اتصالها مما يجعلهم في حالة إندهاش واستسلام واستغراق.
البعض مما يتناولون هذه العقاقير يمكن أن تحدث لهم حالات عقلية تتشابه مع الفصام في أغلب الأحيان طوال فترة عمل العقار وتزول بزوال تأثيره والبعض ممن عندهم الاستعداد الخاص يمكن أن يحدث لهم حالات عقلية شبه فصامية تحتاج لعلاج طويل كعلاج مرض الفصام.


شارك المقالة: