إنه بمجرد أن يتلف السمع، فإنه قد يذهب إلى الأبد، ولهذا السبب يجب رفع مستوى الوعي حول انتشار ضعف السمع عند الأشخاص، وأهمية التشخيص المبكر لذلك، لكي يكون هناك خيارات للقيام بالإجراءات اللازمة لإيجاد أفضل حل لضعف السمع والحد من فقدانه، ولا يجب الانتظار حتى فوات الأوان لبدء العناية بالأذن والسمع.
طرق لحماية الأذن والصحة السمعية
فيما يلي تسع طرق لحماية الأذن والصحة السمعية:
1. استخدام سدادات الأذن عند حدوث الضوضاء الصاخبة
يعاني الكثيرين من فقدان السمع الذي ينتج عن الضوضاء بسبب العمل الصاخب أو البيئات التي يكثر فيها الضجيج المرتفع مثل النوادي والحفلات الموسيقية وصوت جزازات العشب والمناشير، وأي ضوضاء أخرى تجبر الشخص على الصراخ حتى يتمكن الشخص المجاور له من سماع صوته، كلها تُنتِج مستويات خطيرة من الصوت على الأذن، وسدادات الأذن مريحة ويسهل الحصول عليها واستخدامها، ويمكن أيضاً الحصول على زوج مناسب للأذن من قبل مقدمي الرعاية الصحية السمعية المتوفرة.
وسدادات الأذن عبارة عن سدادات أذن مخصصة مع مرشحات تسمح للشخص بسماع المحادثات والموسيقى، ولكنها لا زالت تعمل على التقليل من مستويات الصوت الضارة مع المحافظة على جودة الصوت الأصلي بأكبر مستوى ممكن.
2. خفض مستوى الصوت
حسب منظمة الصحة العالمية، فإن (1.1) مليار مراهق وشاب في جميع أنحاء العالم أكثر عرضةً لفقدان السمع الذي ينتج عن الصوت الصاخب والضوضاء نتيجة الاستعمال غير الصحيح والذي يخلو من السلامة للأجهزة الصوتية.
وإذا كان الشخص يرغب بالاستماع من خلال سماعات الرأس أو سماعات الأذن، فيمكنه حماية الأذن باتباع قاعدة خفض الصوت (60×60) أي الاستماع باستعمال سماعات الرأس بمستوى صوت لا يرتفع عن 60٪ لفترة لا ترتفع عن 60 دقيقة في اليوم.
تعتبر سماعات الأذن خطيرة بصورة خاصة؛ لأنها لا تتلاءم مباشرة مع طبلة الأذن، وإذا كان ذلك ممكنًا، فيجب اختيار سماعات الرأس التي توضع فوق الأذن. ولا ننسى أن أي صوت صاخب، وليس فقط الصوت الذي يتم تشغيله من خلال سماعات الرأس، يُمثل خطرًا لفقدان السمع الناتج عن الضوضاء. إذا كان الشخص سيستضيف حدثًا اجتماعيًا فيجب عليه الاحتفاظ بالصوت على مستوى صوت لن يُجبر الناس فيه على الصراخ لإجراء محادثة مع الطرف الآخر.
3. منح الأذنين وقت للتعافي والاسترخاء
إذا تعرض الشخص للضوضاء الصاخبة لفترة طويلة من الزمن، فإن الأذن وقتها بحاجة إلى وقت للتعافي، وباستطاعة الشخص الخروج من المنزل أو مصدر الضوضاء لمدة خمس دقائق بين الحين والآخر للسماح للأذن بالراحة. بالإضافة إلى ذلك، فقد وجد الباحثون أن الأذن تتطلب في المتوسط إلى 16 ساعة من الهدوء للتعافي من ليلة واحدة صاخبة.
4. التوقف عن استخدام أعواد القطن في الأذن
من الشائع أن يستخدم الناس أعواد قطنية لتنظيف الشمع من قناة الأذن، لكن هذا بالتأكيد غير مُفضل. القليل من الشمع في الأذن ليس طبيعيًا فحسب، ولكنه مهم أيضًا. الأذن هي عضو ذاتي التنظيف أي تنظف نفسها بنفسها، ووجود الشمع في الأذن يقوم بمنع الغبار والأجزاء الضارة الأخرى من دخول القناة السمعية.
وأيضاً يؤدي إدخال أي شيء داخل قنوات الأذن إلى إتلاف الأعضاء الحساسة مثل طبلة الأذن، وإذا كان لدى الشخص شمع زائد، يمكنه التنظيف حول القناة بمنشفة رطبة ويكون ذلك بلطف. يمكن كذلك استعمال محلول إزالة شمع الأذن على مدار عدة ليالٍ، يعمل ذلك على تليين الشمع بحيث يتدفق في النهاية من تلقاء نفسه، والحل الأفضل دائمًا هو البحث عن رأي متخصص ورعاية عندما يكون ذلك ممكنًا.
5. تناول الأدوية حسب التوجيهات فقط
هناك مضادات للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS) مثل الأسبرين والأيبوبروفين والنابروكسين، يمكن أن تساهم أحيانًا في فقدان أو ضعف السمع، ويجب المناقشة مع الطبيب حول هذه الأدوية إذا كان الشخص قلقًا من أنها ستؤثر على قدرته على السمع وتناولها وفقًا للتوجيهات الطبية فقط.
6. المحافظة على الأذن جافة
من الممكن أن تقوم الرطوبة الزائدة بالسماح للبكتيريا بالدخول ومهاجمة قناة الأذن، ومن المممكن أن ينتج عن ذلك الإصابة بما يُعرف “بأذن السباح” أو أنواع أخرى من التهابات الأذن، والتي يمكن أن تشكل خطورة على القدرة على السمع. والتأكد من تجفيف الأذن بالمنشفة بعد الاستحمام أو السباحة.
إذا شعر الشخص بوجود ماء في الأذن، فيجب القيام بجعل الرأس بشكل مائل إلى الجانب والقيام بشد شحمة الأذن برفق لإخراج الماء. يمكن أيضًا التأكد من بقاء الأذن جافة وصحية باستخدام سدادات أذن مخصصة للسباحين، والتي تمنع الماء من دخول قناة الأذن. وهي رائعة للكبار والصغار على حدٍ سواء، وهي تصنع المعجزات في منع ما يسمى بأذن السباح.
7. النهوض والتحرك واللياقة البدنية
إن التمارين مفيدة للأذن وهذه حقيقة، فتمارين الكارديو مثل المشي والجري أو الدراجات تعمل على ضخ الدم إلى كافة أجزاء الجسم، بما في ذلك الأذنين، يساعد ذلك على بقاء الأجزاء الداخلية للأذنين في حالة صحية والعمل بأقصى إمكاناتها، ويجب التأكد من البقاء بأمان عند ركوب الدراجة، الحرص دائمًا على ارتداء خوذة، فإذا وقع الشخص واصطدم برأسه، فقد يضر الارتجاج الذي سيحصل بالسمع.
8. إدارة مستويات التوتر
تم ربط التوتر والقلق مع كل من طنين الأذن المؤقت والدائم (وهو رنين شبحي في الأذنين)، تؤدي المستويات المرتفعة من التوتر إلى دخول الجسم في وضع القتال أو الهروب، وهو رد فعل غريزي يملأ الجسم بالأدرينالين للمساعدة إما على القتال أو الهروب من الخطر، تضع هذه العملية ضغطًا كبيرًا على الأعصاب وتدفق الدم وعلى حرارة الجسم وغير ذلك، ومن الشائع أن هذا الضغط يمكن أن ينتقل إلى الأذن الداخلية ويساهم في ظهور أعراض طنين الأذن.
9. إجراء فحوصات منتظمة
ينبغي الطلب من طبيب الرعاية الأولية الخاص دمج فحوصات السمع في الفحوصات المنتظمة؛ نظرًا لأن فقدان السمع يتطور تدريجيًا، ويوصى أيضًا بإجراء استشارات سمعية سنوية مع أخصائي رعاية صحية سمعية، وبهذه الطريقة ستزداد احتمالية التعرف على علامات ضعف السمع واتخاذ الإجراءات بمجرد القيام بذلك.
يعد اتخاذ الإجراءات أمرًا ضرورياً؛ لأن فقدان السمع الذي لم يُعالج وكذلك الانتقاص من كفاءة الحياة وقوة العلاقات، قد ارتبطت كلها بمخاوف صحية مختلفة أخرى، مثل الاكتئاب والخرف وأمراض القلب، ويجب البحث عن مزود الخدمة المحلي الخاص وتحديد موعد للفحص، ومن غير الممكن في بعض الأحوال منع فقدان السمع ففي بعض الأحيان يكون الفقد للسمع مجرد جزء من التقدم في السن.
لكن فقدان السمع الذي ينتج عن التعرض للضوضاء الصاخبة أمر يمكن تجنبه تمامًا، وهناك بعض الأمور السهلة التي يمكن القيام بها للمساهمة في منع الضوضاء الصاخبة من الإضرار الدائم بالسمع بغض النظر عن العمر.