إن طفيليات البلهارسيا هي ديدان مسطحة تشبه الورقة، ولها العديد من الأنواع والأجناس التي تسبب داء البلهارسيا للإنسان، وتنتقل هذه الطفيليات من خلال المسابح والبحيرات عن طريق ابتلاع المياه أو دخول المياه من فتحات الجسم كفتحة البول، وتكون المياه محملة بالطور المعدي لهذه الديدان التي عاشت جزءاً من حياتها في إحدى أنواع حلزونات المياه.
دورة حياة طفيليات البلهارسيا
- تبدأ دورة حياة إحدى أنواع طفيليات البلهارسيا عندما يتم إفراز بيوضها في البول أو تمريرها مع البراز.
- تفقس البيوض في بيئة مائية وتخرج منها الميراسيديا (miracidia)، وهي يرقات تمتلك الأهداب لتستطيع السباحة في المياه.
- تبحث الميراسيديا عن عائل وسيط لها ويكون حلزون مائي من أنواع وأجناس مختلفة حسب نوع الطفيل الذي سينقله، فتخترق الميراسيديا جلده وتبقى في داخل أنسجته.
- تتحول الميراسيديا خلال جيلين إلى أكياس بوغية (sporocysts) محتوية على أبواغ، ثم تتحول إلى السركاريا (cercariae)، والتي تخرج من جسم الحلزون وتبحث عن عائل آخر.
- تمتلك السركاريا ذيل متشعب حتى تتمكن من السباحة في المياه، وتدخل جسم الإنسان عن طريق ابتلاعها الماء أو الجروح الموجودة في جسمها أو من خلال فتحة البول.
- تتحول السركاريا في جسم الإنسان على صورة البلهارسيا، وتهاجر البلهارسيا عبر الدورة الدموية الوريدية إلى الرئتين، ثم إلى القلب، ثم تتطور في الكبد، وتخرج من الكبد عبر نظام الوريد البابي عندما تنضج.
- تتكاثر الديدان البالغة من الذكور والإناث وتقيم في الأوردة، ويختلف موقعها حسب الأنواع البلهارسية، فقد تكون في الأوردة للأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة في المستقيم أو القولون أو في أوردة المثانة أو غيرها.
- تفرز الديدان البالغة الأنثوية البيوض التي يتم إفرازها في البول أو تمريرها مع البراز وتُكرر الدورة.
داء البلهارسيا
ما هو مرض البلهارسيا
- البلهارسيا (Schistosomiasis): هو مرض يُصيب الأمعاء أو الجهاز البولي وينتقل عبر الأوعية الدموية للكبد والقلب والرئة، وتُسببه إحدى أنواع طفيليات البلهارسيا، ويُسمى هذا المرض باسم البلهرزيا (bilharzia) أو حمى الحلزون (snail fever) أو حمى كاتامايا (Katayama fever).
- ينتقل هذا المرض عن طريق الطور المعدي لطفيليات البلهارسيا وهي السركاريا، وذلك عن طريق الملامسة واختراقها الجلد أو دخول عن طريق الجروح أو الفم أو فتحات الجسم.
ما هي أعراض مرض البلهارسيا
- إن كثيراً من الأشخاص المصابين بالبلهارسيا لا يشعرون بأية أعراض في الجسم، ولكن قد تظهر الأعراض بعد 4 إلى 6 أسابيع من وقت الإصابة بالطور المعدي لطفيليات المرض.
- إن أول أعراض المرض هو الشعور العام بالتعب، وبعد غضون 12 ساعة من الإصابة، قد يشكو الفرد من الإحساس بالوخز أو الطفح الجلدي الخفيف، والذي يشار إليه عادة باسم حكة السباحين (swimmer’s itch)؛ وذلك بسبب التهيج عند نقطة الدخول.
- يمكن للطفح الجلدي أن يتطور ويشبه الجرب وأنواع أخرى من الطفح الجلدي، ويمكن أن تحدث أعراض أخرى بعد 2-10 أسابيع ويمكن أن تشمل الحمى أو الألم أو السعال أو الإسهال أو القشعريرة أو تضخم الغدة.
- قد تشمل الأعراض السعال الجاف مع تغيرات في تصوير الصدر بالأشعة السينية والحمى وآلام العضلات وتضخم كل من الكبد والطحال عادة ما تتحسن الأعراض من تلقاء نفسها فقدان الوزن المستمر والإسهال وآلام البطن المنتشرة والطفح الجلدي ووجود دم مع البول أو البراز.
- في داء البلهارسيات المعوي يكون بيض هذه الطفيليات في جدار الأمعاء ويسبب رد فعل جهاز المناعة يسمى تفاعل الورم الحبيبي (granulomatous reaction)، ويمكن أن تؤدي هذه الاستجابة المناعية إلى انسداد القولون وفقدان الدم.
- يمكن أن يستقر البيض في الكبد، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم البابي، وتضخم الطحال، وتراكم السوائل في البطن، وتوسع مناطق المريء أو الجهاز الهضمي التي قد تهدد الحياة والتي يمكن أن تمزق وتنزف بغزارة في المريء.
- في داء البلهارسيا البولية يحدث تليف وانسداد في المسالك البولية وتسمم الكلية والفشل الكلوي،وربما يؤدي ذلك إلى سرطان المثانة والوفاة.
- في حالات نادرة قد يتأثر الجهاز العصبي المركزي حيث تهاجر البويضات إلى الدماغ أو النخاع الشوكي، مما يؤدي إلى حدوث نوبات أو شلل أو التهاب في النخاع الشوكي.
ما علاج مرض البلهارسيا
- إن مرض البلهارسيا مرض خطير وصعب العلاج وأفضل طريقة للعلاج هي الوقاية منه.
- يمكن الوقاية من البلهارسيا عن طريق تناول جرعة واحدة من عقار البرازيكوانتيل (praziquantel) عن طريق الفم سنوياً في البلدان التي تتواجد فيه طفيليات هذه المرض، كما يمكن استخدام هذا الدواء عند الإصابة به.
- يمكن استخدام دواء أوكسامنيكوين (Oxamniquine) ولكنه غير فعال ضد البلهارسيا البولية الدموية.