الأحنف بن قيس والرّواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان في سيرهم عِبرةٌ وعِضةٌ ومنهجٌ لكلِ من طلب العلم الشّرعيّ، قضوْا حياتهم بالتنقٌّلِ بين العلماء ونسوْا نصيباً كبيراً منْ حياتِهم، إِنّهم رواة الحديث النّبويّ الشّريف، إنّهم أمثال أبي هريرة وأنس بن مالك، إنّهم من خلّفوا علماً ما يزال يٌدرّسُ إلى يومنا هذا، إنّهم سلَف الحسن البصريّ وسعيد بن المسيّب وغيرهم من التّابعين، سيرتهم حياة، وكلامهم حكمة وعلم، ما أجملَ القراءة عندما تكون في سيَرِهم!، سنكتب لتقرأوا معنا في سيرة واحدٍ منهم، أنّه الأحْنَفُ بنُ قيسٍ.

نبذة عن الأحنف

هو: التّابعيّ الجليل، أبو بحرٍ وقيل أبو عَمْرو، الأحنف بن قيس، من سادات تميم، من المخضرمين الّذين أسلموا في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلّم ولم يره، فلم يحضَ بفضلِ الصّحبة، من سكان البصرة بالعراق وهاجر للمدينة في عهد الفاروق عمر بن الخطّابِ وقيل أنّه لمّا جاء إلى المدينة المنوّرَةِ أبقاهُ عمرُ سنة هنالك ثمّ عاد إلى البصرة، وشهد كثيراً من الفُتوح الإسلاميّةِ وكان ممّن حَضَر صفّين في جيش عليّ بن أبي طالب،أُشْتُهِرَ بِحلْمِه حتى قيل: ( عاشت بنو تميم بحلمِ الأحْنفِ أربعين سنةً )، وكانت وفاته في العام السّابع والسّتين من الهجرة يرحمه الله.

روايته للحديث

كان الأحنَفُ بنُ قيسٍ من الرّواة للحديث عن بعض الصّحابة وممّن روى عنهم منهم: عمر بن الخطّاب وعليِّ بن أبي طالب وعبداللِه بن مسعود وعثمان بن عفّان رضي الله عنهم، كما روى من طريقه الحديث كثيرٌ من التّابعين وأتْبَاعِهم من أمثال: الحسن البصريّ وعُروة بن الزّبير بن العوّام وطَلْقُ بنث حَبيبٍ وغيرهم كثيرٌ يرحمهم الله وكان ممّن رووا الحديث بقلّة وهو من أهل الثّقة عند كثيرٍ من أهل الحديث.

من رواية الأحنف للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث النّبويّ من طريقِ الأحنَفِ بنِ قيسٍ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((حدّثنا حَفصُ بن غِياثٍ ويحيى بنُ سعيد عن ابنِ جُرَيْجٍ عن سليمان بنٍ عَتيقٍ عن طلقِ بن حبيبٍ عن الأحْنَفٍ بنِ قيسٍ عن عبدالله ـ ابن مسعود ـ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( هلَكَ المُتَنَطِّعُونَ ) قالَها ثلاثاً ))، من كتاب العلم، رقم الحديث 2670/7.


شارك المقالة: