القرآن الكريم والحديث النّبويّ المرجعان الأوْليان في تشريع الأمّة الإسلاميّة وقد كان علماء الأمّة من زمن الصّحابة يعطونَهُما كل الإهتمام ويتوجّهان لتعَلُمِهِما، وقد برزَ من الجيل الأول وهم الصّحابة والجيل الثاني وهم التّابعون من برعوا في العِلْمين معاً، فنجد فيهما قراءَ للقرآن الكريم ورواه للحديث النّبويّ الشّريف، ونجد في جيل الصّحابة منهم مثلاً أُبيُّ بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم ونجد في جيل التّابعين منهم أبو عبدالرّحمن السُّلَميٌّ وهو ما سنتحدث عن سيرته العطرة فتعالوا معنا.
نبذة عن السّلميّ
هو التّابعي الجليل أبو عبدالرّحمن، عبدالله بن حَبيب ، ووالده الصّحابي الجليل حبيب ، ولد في حياة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم يره وكان أبو عبد الرّحمن من الّذين قرأوا القران الكريم على عدد من الصّحابة كزيد بن ثابت وعبدالله بن مسعود وروى عنه القرآن كثير كعاصم بن أبي النّجود وعطاء وغيرهم وروى الحديث من طريق الصّحابة أيضاً، وكان فاقداً للبصر، ولم يعيقه ذلك على التعلّم والنقل، وكان من الّذين يلتحق به طلاب القرآن والحديث في الكوفة حيث مجالس علمه في مساجدها وكان يتَعفّف عن أخذ شيٍْ من طلاب العلم والعلماء وبقي في ذلك حتى توفّاه الله تعالى في العام الثالث والسّبعين من الهجرة عليه رحمة الله.
روايته للحديث
كان أبو عبد الرحمن السُّلَميّ من الّذين لحقوا بركب عدد من الصّحابة وروى عنهم الحديث ومنهم: الفاروق عمر وعثمان بن عفّان وأمين السر حذيفة وأبي هريرة وغيرهم رضوان الله عليهم وروى الحديث من طريقه الكثير منهم: عطاء بن السائب والسّبَيعيّ وإبراهيم النّخعيّ وغيرهم عليهم رحمة الله تعالى، كما وثّقه كثير من أهل الجرح والتّعديل، وروى له جماعة السنن النّبويّة.
من رواية السّلميّ للحديث
ممّا جاء من الحديث من رواية أبي عبدالرّحمن السُّلَميّ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((عن أبي عبدالرّحمن السُّلّميّ عن عليّ بن أبي طالب قال: بعَثَنِي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبا مَرئدٍ الغَنَوِيَّ والزّبير بن العوّام وكُلُّنا فارِسٌ فقال: ( انطلِقُوا حتى تأتوا روضةَ خاخٍ فإنَّ بها امرأةٌ من المشركين معها كتابٌ من حاطِبٍ إلى المشركين) من كتاب فضائل الصّحابة، رقم الحديث 2495 )).