القرآن الكريم والعلم الحديث

اقرأ في هذا المقال


من وجوه إعجاز القرآن الكريم، الإعجازالعلمي، وقد أشار كتاب الله الكريم، إلى إشارات لم يعرفها السابقون، بل لفت أنظارهم إليها، وقد وجّه أبصارهم إلى البحث والدراسة في آيات الكون والتأمل والإحاطة إلى ظواهره.   

وقد نقلت آيات القرآن الكريم بذور التقدم العلمي وأرشدتنا إلى بعض آيات الله في الكون، وتركت للعقل الإنساني رسالة صواب تدله على صنع الله في الكون.

قال تعالى (سَنُرِیهِمۡ ءَایَـٰتِنَا فِی ٱلۡـَٔافَاقِ وَفِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ یَتَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ یَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ﴾ [فصلت ٥٣] قال صاحب كتاب فتح البيان (سَنُرِیهِمۡ ءَایَـٰتِنَا ) أي دلالات صدق القرآن وعلامات كونه من عند الله ( في الآفاق) جمع أفق- سنريهم آياتنا في النواحي على ما أخبرهم به النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم .

أمثلة على الإعجازالعلمي :

لقد تمّ استخراج الكثير من الإشارات، والمستحدثات وما يحقق من بعض الغوامض من العلوم الطبيعية, والجيلوجية،والبشرية، وقد بسطوا كل ذلك في مكانه، منها ما جاء في أنّ الصعود إلى أنّه من يصل إلى أعلى طبقات الجو سيتم معه ضيق الصدر، أي الاختناق بسبب نقص الأكسجين، وهذا ما أشارت إليه الآية التي تقول ﴿فَمَن یُرِدِ ٱللَّهُ أَن یَهۡدِیَهُۥ یَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَـٰمِۖ وَمَن یُرِدۡ أَن یُضِلَّهُۥ یَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَیِّقًا حَرَجࣰا كَأَنَّمَا یَصَّعَّدُ فِی ٱلسَّمَاۤءِۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ یَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ﴾ [الأنعام ١٢٥].

كذلك ممّا ثبت أنَّ الأرض لها جاذبية، وكذلك للأفلاك الدائرة مثل الشمس والقمر لهما جاذبية، وكذلك سائر الأفلاك، وقد يحتاج الإنسان إلى سرعة قوية جداً لكي يندفع في الفضاء متخلصاً من هذه الجاذبية.

وهناك آية قد آشارت إلى هذه المعلومة ﴿یَـٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُوا۟ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُوا۟ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلۡطَـٰنࣲ﴾ [الرحمن ٣٣] والمعروف عند علماء التفسير بكلمة (السلطان ) إلّا “سلطان العلم والمعرفة” وهما من أقوى ما حصل عليهما الإنسان، بل هما من أعظم المنح للإنسان، وملك بهما زمام الأرض وما فيها.

وهناك آية آشار الحق فيها إلى حقيقة من حقائق الكون ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِی جَعَلَ فِی ٱلسَّمَاۤءِ بُرُوجࣰا وَجَعَلَ فِیهَا سِرَ ٰ⁠جࣰا وَقَمَرࣰا مُّنِیرࣰا﴾ [الفرقان ٦١] فكلمة البروج هي مجموعات من النجوم المعروفة تحت مسمّى (الدلو، والحوت، والحمل، والجوزاء، والعقرب.. الخ )

والسراج: هي الشمس المضيئة ، والإشارة إلى دور الشمس في إضاءة القمر، وأنّها مصدر الضوء والطاقة، لأنّها شبهت الشمس بالسراج المتقد بالحرارة والضوء.

قال تعالى ﴿وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِیهِنَّ نُورࣰا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجࣰا﴾ [نوح ١٦]

ومن المعروف أنّ الشمس تمدنا بجميع أنواع الطاقة التي تشرق على الأرض، وكما أشار القرآن إلى تغير الطاقة بتغيرالمواسم والشهور قال تعالى ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَیۡفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوۡ شَاۤءَ لَجَعَلَهُۥ سَاكِنࣰا ثُمَّ جَعَلۡنَا ٱلشَّمۡسَ عَلَیۡهِ دَلِیلࣰا﴾ [الفرقان ٤٥]

وكما أشار القرآن إلى بعض الظواهر الفلكية في وقت وتحديد مسار الشمس، كما جاء عند قوله تعالى ﴿قَالَ رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَمَا بَیۡنَهُمَاۤۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾ [الشعراء ٢٨] وكما جاء عند قوله تعالى ﴿فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِرَبِّ ٱلۡمَشَـٰرِقِ وَٱلۡمَغَـٰرِبِ إِنَّا لَقَـٰدِرُونَ﴾ [المعارج ٤٠]

مع أنّ الشمس لا تتخلف عن وظيفتها، ولا تظهر إلّا في وقتها،  كذلك القمر لا يستطيع تغيير مساره وفلكه الذي يمشي فيه، بنظام مرتب لا يختل، وقد ذكر القرآن ذلك، بإسلوب رائع حكيم فيقول ﴿وَءَایَةࣱ لَّهُمُ ٱلَّیۡلُ نَسۡلَخُ مِنۡهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظۡلِمُونَ (٣٧) وَٱلشَّمۡسُ تَجۡرِی لِمُسۡتَقَرࣲّ لَّهَاۚ ذَ ٰ⁠لِكَ تَقۡدِیرُ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡعَلِیمِ (٣٨) ﴿وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَـٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِیمِ (٣٩) لَا ٱلشَّمۡسُ یَنۢبَغِی لَهَاۤ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّیۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلࣱّ فِی فَلَكࣲ یَسۡبَحُونَ (٤٠)﴾ [يس] .

القرآن وعلوم الفضاء.

أشار القرآن إلى الكثير من الآيات التي تربط الإنسان بقدرة الله تعالى، وقد ذكر بعض الأجرام التي تظل تسبح في الفضاء، ولا يوجد ما يعيق حركتها في الفضاء الكوني، أو يغير من سرعتها عند حركتها كما قال تعالى ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ سَقۡفࣰا مَّحۡفُوظࣰاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِهَا مُعۡرِضُونَ (٣٢) وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلࣱّ فِی فَلَكࣲ یَسۡبَحُونَ (٣٣)﴾ [الأنبياء ٣٢-٣٣].

فكما تشاهد فالقرآن ذكر تحرك الأفلاك في الكون، بانتظام وترتيب.

والأعجب أن يذكّر القرآن، تقليبه لليل والنهار والدعوة إلى التفكر فيهما. ﴿یُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَعِبۡرَةࣰ لِّأُو۟لِی ٱلۡأَبۡصَـٰرِ﴾ [النور ٤٤].

المصدر: علوم القرآن - عبدالله شحاته تفسير ابن كثير - الامام ابن كثير مناهل العرفان - الزرقاني


شارك المقالة: