علم المجمل والمبين في علوم القرآن

اقرأ في هذا المقال


للعلم بمعاني القرآن الكريم أهمية كبيرة لما لمعرفتها من أهمية في معرفة المراد من الآيات الكريمة وتفسيرها، ومعرفة ما هو المراد من الآيات الكريمة، فهناك آيات تحتمل معنى واحد لا ثاني له، وهناك آيات كريمة تحتمل أكثر من معنى وهناك دليل يرجح معنى معين من هذه المعاني، وهناك آيات تشرح آياتٍ أخرى، فالمعرفة بمعنى الآيات مهم جداً للباحث في تفسير القرآن الكريم.

تعريف المجمل والمبين في القرآن الكريم

المجمل: هو ما عرف شيء من مجموعة أشياء، هو غير معرَّف بلفظه أي كلمته لا تعينه أن يتعرف، مثال ذلك قوله تعالى: وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ” فكلمة أَقِیمُوا۟” لوحدها تحتاج الى مبين لكي يبينها ويبين مرادها وما المقصود منها.

المبيَّن: وهو ما يفرق بين المعنى وما هو على شكله، وهو دلالة على المعنى الذي نريده من الآية الكريمة، فهو الذي يحتاجه المجمل لكي يفسره فالمجمل هو المجهول الذي يحتاج لبيان يبينه.

أسباب ورود المجمل في القرآن الكريم

1- عدم معرفة المراد لاشتراكه في الدلالة كقوله تعالى: “إِلا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ” (سورة البقرة:237)، فيمكن أن يقصد أن الذي بيده عقدة النكاح إما الزوج وإما الولي، وكذلك في قوله تعالى: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ” (سورة البقرة:228)، فيمكن المقصود بالقرء إما الطُهر وإما الحيض، أو أن يكون المفرد نفسه خفي الدلالة كما في قوله تعالى: “وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ” (سورة التكوير:17)، فمعناه يمكن أن يكون إذا أقبل ويمكن إذا أدبر.

2- عدم معرفة صفة العام إذا ورد له بيان، مثل قوله تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ” (سورة البقرة:43) فيحتاج القارئ إلى بيان لمعرفتها، فجاء الرد من النبي صلى الله عليه وسلم ببيان الصلوات الخمس، وبين مقدار الزكاة وما هيتها.

أقسام المجمل في القرآن الكريم

1- ما جاء فيه اللفظ يحتمل معاني كثيرة، ولا يمكن حمل بعضها أولى من الباقي.

2- الذي يحكم عليه بالإجمال.

3- الذي يحكم عليه بالإجمال في حال كان مستعملاً لا في موضوعه.

أقسام المبين في القرآن الكريم

1- البيان بالقول، وهو الظاهر ولا يحتاج لبيانه.

2- البيان بالفعل، وهو الذي يرد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية ويكون محتملاً لعدة معاني.

3- الترك.

وفي الخاتمة فالمجمل والمبين جزء لا يتجزأ من علم تفسير القرآن الكريم ولذلك اكتسب عند علماء التفسير أهمية كبيرة جدًا، لاقترانه بتفسير القرآن الكريم فمعرفة مصطلحات القرآن الكريم وما ترمي إليه واجب على كل مسلم معرفتها ليتعرف إلى معاني السور الكريمة ومن خلالها التعرف على ما يتوجب علينا من أوامر والابتعاد عن النواهي في الحياة الدنيا، لكي نكسب رضا الله عز وجل والفوز بالجنة.

المصدر: كتاب الأصول من علم الأصول،محمد بن صالح العثيمين،2009المعتصر من شرح مختصر الأصول من علم الأصول،أبو المنذر المنياوي،2011كتاب المعتمد في أصول الفقه، أبو الحسين البَصْري المعتزلي،1982كتاب التحصيل من المحصول،سراج الدين محمود بن أبي بكر الأرْمَوي،1988


شارك المقالة: