تدبر القرآن الكريم في زمن الرسول وأصحابه

اقرأ في هذا المقال


إن للقرآن الكريم وقع عظيم في نفس كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، كيف لا وهو منهج لحياته منذ ولادته إلى يوم موته، فكيف عاش الصحابة مع القرآن الكريم وتدبروه؟

مفهوم تدبر القرآن الكريم

هو التفكر والتأمل في كلام الله تعالى، وفهم آياته ومفرداته ومعانيه والخوف من وعيده، وتمني الفوز بجناته ونعيمه.

كيف عاش الصحابة رضي الله عنهم مع القرآن الكريم

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يعلم أصحابه ويربي نفوسهم على كتاب الله الذي هو منهجهم في هذه الحياة فهذا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال: نعم فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية “فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا” (سورة النساء:41)،قال: حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.

وكان أشد الناس تأثراً بالقرآن الكريم وتدبراً لآياته النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن الشِّخِير رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وفي صَدره أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى من البُكَاءِ صلى الله عليه وسلم” لشدة تأثره بكلام الله سبحانه وتعالى.

وقال عبدالله بن عروة بن الزبير رضي الله عنهما: “قلتُ لجدتي أسماء: كيف كان أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تَدْمعُ أعينهم، وتقشعر جلودهم، كما نعتهم اللَّه، قال: قلتُ: فإن ناسًا هاهنا إذا سمع أحدهم القرآن خر مغشيَّا عليه! فقالت: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم”.

عن البراء بن سليم قال: سمعت نافعاً يقول: ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قط من آخر سورة البقرة إلا بكى، “وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ” (سورة البقرة:284) ثم يقول: إن هذا لإحصاء شديد.


شارك المقالة: