تشغيل سورة البقرة في البيت

اقرأ في هذا المقال


ما هو فضل سورة البقرة؟

هي سورة نزلت في المدينة،وهي من السور الطوال، وسميت البقرة؛ لأنّها انفردت بذكر قصة البقرة التي تكلم الله عنها وأٌمر بذبحها وفيها الكثير من الأحكام العظيمة، فهي كما وصفها العلماء تشتمل على ألفِ خبر، وألفِ أمر، وألفِ نهي، وفيها بيان أسماء الله الحسنى، وصفاته، وذِكرِ الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ممّا جعلها جديرة بالفضل العظيم، وسميت فسطاط القرآن، وقد جاء ذكر هذا الفضل في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (البقرةُ سَنامُ القرآنِ وذروتُهُ نزلَ معَ كلِّ آيةٍ منْها ثمانونَ ملَكًا استُخرِجَتِ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ من تحتِ العرشِ فوُصِلت بِها) [الدر المنثور| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.
وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تجعَلوا بيوتَكم قبورًا، ولا تجعَلوا قبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغُني حيثُ كنتُم) وخلاصة حكم المحدث: إسناده حسن]، وتدّلُ الأحاديث الشريفة السابقة على الفضل العظيم لسورة البقرة، ففيها آية الكرسي وهي أعظم آية في كتاب الله، وقراءتها في الصلاة التي تُصلّى في البيوت تجعلها معمورة بالخير، وخروج الشيطان من البيت لا يعني أنّه لن يعود، فقد يخرج عند سماع القرآن، ويعود عند انقطاعه، ممّا يستوجب الاعتياد على قراءة السورة باستمرار، وكلما كَثُرت القراءة بَعُدَ شره وطال غيابه، فعَنْ عبداللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الشَّيطانَ يَفِرُّ مِنَ البيتِ الذي يُقرَأُ فيهِ سورةُ البقرةِ، وإنَّ أصفَرَ البُيوتِ الصِّفرُ مِن كتابِ اللهِ).
وقراءة سورة البقرة سبب لمنع تأثير السحرة في البيت، والدليل على ذلك ما جاء عن عبداللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (تعلَّموا سورةَ البقَرةِ فإنَّ أخذَها برَكةٌ وتَرْكَها حَسرةٌ ولا تستطيعُها البطَلةُ- أي السحرة-) [تفسير القرآن| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن على شرط مسلم.

ما هي فوائد تشغيل سورة البقرة في البيت؟

يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} صدق الله العظيم[الزخرف: 36] فقراءة سورة البقرة تطرد الشياطين من المنزل، وتقي من السحر، والأصل في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ لكلِّ شيءٍ سَنامًا وإنَّ سَنامَ القُرآنِ سورةُ البقرةِ مَن قرَأها في بيتِه ليلًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثَ ليالٍ ومَن قرَأها نهارًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثةَ أيَّامٍ) [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه].
أما حصول ذلك بمجرد تشغيل السورة من التلفاز أو الأشرطة، وقد حدث خلاف بين علماء هذا العصر، فالبعض ذهب إلى حصولِهِ، مثل ابن باز ، فقال: “أنّه يحصل بقراءة سورة البقرة كلها من المذياع أو من صاحب البيت ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- من فرار الشيطان من ذلك البيت، ولكن لا يلزم من فراره ألّا يعود بعد انتهاء القراءة”، وأجاب سماحته حين سئل عن فضل الاستماع للسورة: “يستحب السماع للقارئ وإذا قرأتم بأنفسكم فهو خير، ويستحب لكم سماع القارئ والإنصات والتدبر والتعقل”، ويجب الإكثار من قراءة السورة وعدم الغفلة عنها.
كذلك لما فيها من طرد الوساوس والهموم، فيقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَ ٰ⁠تِ ٱلشَّیَـٰطِینِ﴾ صدق الله العظيم [المؤمنون ٩٧]وقد قال غيره من العلماء أنّه لا يحصل بمجرد تشغيلها في البيت، مثل قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “صوت الشريط ليس بشيء، لا يفيد؛ لأنه لا يقال: قرأ القرآن يقال: استمع إلى صوت قارئ سابق، ولهذا لو سجلنا أذان مؤذن فإذا جاء الوقت جعلناه في الميكروفون وتركناه يؤذن، هل يجزئ؟ لا يجزئ، ولو سجلنا خطبة خطيب مثيرة، فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل وفيه الشريط أمام الميكروفون فقال المسجل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أذن المؤذن ثم قام فخطب هل تجزئ؟ لا تجزئ، لماذا؟ لأنّ هذا تسجيل صوت ماض، كما لو أنّك كتبته في ورقة، لو كتبت ورقة أو وضعت مصحفًا في البيت هل يجزئ عن القراءة؟ لا يجزئ”، وعليه يجب الحرص على قراءة السورة، وعدم الاعتماد على تشغيل السورة من الأجهزة الصوتية، وإن كان في ذلك خير في كل الأحوال.



شارك المقالة: