حديث في إثم الغدر وعقاب الغادر يوم القيامة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حرصَ الإسلامُ على حفظِ العهود والمواثيق، وجعله عهدَ اللهِ في العهودِ منَ الواجباتِ الّتي يجبُ على المسلمِ الحفاظُ عليها، كما حرّمَ على المسلم صفةَ الغدرِ وجعلها منْ صفات المنافقينَ الّتي تلغي عنِ المسلمِ صفة الإيمانِ، سنعرضُ حديثاً في إثمِ الغادرِ بالعهدِ وشدّةِ حسابه يوم القيامة.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا سليمانُ بنُ حربٍ، حدّثنا حمّادٌ، عنْ أيّوبَ، عنْ نافعٍ، عنِ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُما، قال: سمعتُ النّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ يقولُ: (لكلِّ غادرٍ لواءٌ ينصبُ لغدرتهِ). رقمُ الحديث:3188)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الجزيةِ؛ بابُ إثمِ الغادرِ للبرّ والفاجر، والحديثُ منْ طريق الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ (ت:73هـ)، وهو منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ عنِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، أمّا بقيّةُ رجال الحديث:

  • سليمانُ بن حربٍ: وهوَ أبو أيّوبِ، سليمانُ بنُ حربٍ الأزْديُّ المكيُّ (140ـ224هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ تبع أتْباعِ التّابعينَ.
  • حمّادٌ: وهوَ أبو إسماعيلَ، حمّادُ بنُ زيدِ بنِ درهمٍ الأزْديُّ (98ـ179هـ)،وهوَ من ثقاتِ مشاهير الحديثِ منْ أتْباع التّابعينَ.
  • أيّوبَ: وهوَ أبو بكرٍ، أيّوبُ بنُ أبي تميمةَ كيسانَ السّختيانيُّ (68ـ131هـ)، وهوَ منْ رواة الحديث الثّقات المعروفينَ منْ أتْباع التّابعينَ.
  • نافعٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، نافعٌ مولى عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيِّ (ت:116هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ الرّواةِ للحديثِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ إلى إثمِ الغادرِ يومَ القيامةِ، والمقصودُ بالغادرِ في الحديثِ منْ نقضَ عهداً ووعداً عاهدَ بهِ غيرهُ سواء كانَ منَ المسلمينَ أمْ كانَ منْ غيرهمْ ممّنْ أخذ عهداً بالأمانِ منْ غيرِ المسلمينَ، كما يشيرُ إلى منْ أخذ عهداً بحفظِ أموالِ الغيرِ وممتلكاتهمْ وخانَ عهدهُ الّذي عاهدهُ باللهِ، ويشيرُ الحديثُ إلى أنَّ الغادرَ يأتي يومَ القيامةِ وقدْ وضعَ عليهِ رايةٌ للغدرِ جزاءً على غدرهِ بالدّنيا.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائد منَ الحديث:

  • حرصُ الإسلامِ على تنفيذِ العهودِ والمحافظةِ عليها، وتحريمه لنقضها.
  • جزاءُ الغادر يومَ القيامة بتنصيب رايةٍ عليه تشيرُ إلى غدره بالدّنيا.

شارك المقالة: