ذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام

اقرأ في هذا المقال


يُعدُّ سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليهم السلام، كما ويُعد أيضاً خليل الله عزَّ وجلّ، والذي بفطرته قد ترك عبادة الأصنام وبقي يبحث عن خالق للكون، وهذا إلى أن قد هداه الله تبارك وتعالى، وبقي أيضاً يدعو قومه وهذا بغية عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، ولكنَّهم لم يسمعوا له وعمدوا لأن يضعوه في النار إلى أن تحرقه، فكانت أولى معجزات الرسالة أنَّ النار لم تحرقه أبداً، وهذا بأمر من الله عزَّ وجل الواحد الأحد، وكان النبي إبراهيم عليه السلام يدعو الله سبحانه بشكل دائم ومستمر ومتضرعاً له.

ذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام

إنَّ الأدعية التي ناجا بها سيدنا أبراهيم عليه السلام الله تعالى متعددة، حيث دعا لأبيه وذريته ولقومه بالهداية ودعا لنفسه كذلك بالهداية ودخول جنات النعيم ودعا أيضاً لبلدته ففي هذا المقال سوف نتناول ذِكر تلك الأدعية والتي وردت في كتاب الله الكريم.

كما واستخدم النبي إبراهيم العديد من الصيغ المختلفة التي يدعو بها ربه، حيث ذُكرت تلك الأدعية في سور مختلفة من القرآن الكريم، حيث ذُكرت في سورة الشعراء وسورة مريم وسورة البقرة وسورة إبراهيم، وفي السنة النبوية أيضاً، وهي على النحو الآتي:

  • قال الله تعالى في محكم التنزيل بدعاء سيدنا إبراهيم: “رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ” 126 سورة البقرة.
  • كما ودعا سيدنا إبراهيم ربه للبلدة التي يعيش فيها، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ”.
  • كما ودعا سيدنا إبراهيم لذريته وقال: “الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء (39)رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40)رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) ” إبراهيم :39-41″.
  • ودعا سيدنا إبراهيم لأبيه عندما هداه الله تعالى، فقد توجه لكي يدعو أقرب الناس إليه لعبادة الله سبحانه وتعلى وحده، كما ودعا لنفسه بعد الخزي يوم القيامة وقال: “وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ *وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” [الشعراء: 85 – 89].
  • وقال تعالى في دعوة سيدنا إبراهيم لأبيه: “يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا* يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا* قالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا* قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا . وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا” [مريم:43، 48].
  • ويُذكر دعاء آخر لسيدنا إبراهيم كان يدعو فيه لنفسه بالهداية وأنَّه إذا مرض فإنَّ الله سبحانه وتعالى هو فقط الشافي المعافي وأنَّ الله تعالى هو الذي خلقه وهو الذي يتوفاه، وهو فقط من يغفر الذنوب جميعاً، ودخول جنات النعيم حيث قال الله تعالى في سورة الشعراء: “الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ *رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ *وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ“.
  • وفي رواية عن الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه أنَّ سيدنا إبراهيم عندما وضعوه قومه في النار ظل يقول: “حسبنا الله و نعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه و سلم حين قالوا له: إنَّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل“. رواه النسائي والبخاري.

حيث يمكن للفرد المسلم أن يدعو الله سبحانه وتعلى بأدعية سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكل دُعاء من أدعية إبراهيم عليه السلام تتناسب مع الحالة تلك التي يكون عليها الفرد المسلم، فهنالك الأدعية التي تتناسب مع الهداية والإنجاب وللدولة أو البلد التي يعيش فيها، ولا يُحرم على الفرد أن يدعو بأدعية النبي إبراهيم وإنَّما يعد هذا من الأمور المحببة أن يدعو الفرد بأدعية الأنبياء عليهم السلام.


شارك المقالة: