إنّ للحديث النّبويّ الشريف أهميّة كبيرة بعد القرآن الكريم وذلك في بيان عامّهِ وتوضيحهِ وتفسيرهِ والإتيان بحكمٍ جديدٍ لم يرد في القرآن الكريم، بوصف كل ما نقل عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في مجال التشريع وحيٌ من عند الله عزَّ وجلّ، وأوّل من نبَّهَهم عليه الصّلاة والسّلام لذلك هم الصّحابة، فكانوا يلتزمون بصحبته للاستزادة من علمه وكانوا أوّل طبقة في سند حديثه، نتكلّم اليوم عن صحابيّ من رواة الحديث ألا وهو زيد بن ثابت.
نبذة عن زيد بن ثابت
هو الصّحابي الجليل زيدُ بنث ثابِت الضّحاك، مدنيٌ من الأنصار، من كتَبَة الوحي، وكان ممّن قرأ القرآن على النّبي صلّى الله عليه وسلّم والحديث، وكان ممّن شهد غزوة تبوك ،عاش يتيماً ودعا له النّبي بالبركة فعاش ببركة دعائه له، وكان ممَّن تعلّم لغات القياصرة ليكتب لهم رسائله، وله الفضل مع الصّحابة في جمع القرآن الكريم ونسخه في عهد عثمان بن عفّان، وكانت له مكانة بين الخلفاء يرجعون إليه بالمشورة، عاش رضي الله عنه عالماً وفقيهاً وقارئاً إلى أنْ وافاهُ الأجل في العام الخامس بعد الأربعين من الهجرة.
روايته للحديث
كان زيدٌ بن ثابت من الّذين رووا الحديث النّبويّ وقرأه على النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد روى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحدّث عنه كثيرٌ من كبار رواة الحديث من الصّحابة كأبي هريرة وعبدالله بن عبّاس وأبو سعيد وعبدالله بن عمر ومن التابعين سعيد بن المسيّب وعطاء بن يسار وغيرهم كثير وروى له الشيخان البخاريّ ومسلم وجماعة كتب الحديث النّبويّ.
من حديث زيد
ممّا رواه الصّحابي الجليل زيد بن ثابت ما أورده الإمام مسلم في صحيحه من طريق عبدالله بن يزيد، أنّه حدّث عن زيد بن ثابت (( أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم خرج إلى أُحد فرجع ناس ممّن كان معه، فكان أصحاب النّبي صلّى الله عليه وسلّم فيهمْ فرقتين قال بعضُهم: نقتلهم، وقال بعضهم: لا فنزلت (فمالكم في المنافقين فئتين)النساء 44)).
في فضل زيد
ممَّا ورد في فضل زيد ما رواه الإمام البخاريّ من طريق أنس بن مالك أنّه قال: (جَمَعَ القرآنَ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربعة كلُّهم من الأنصار:أٌبَيَُ ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت قلت لأنس من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي).