أحداث غزوة النبي - صلى الله عليه وسلم مع يهود خيبر

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأحداث التي حدثت في غزوة النبي مع يهود خيبر؟

تعتبر منطقة خيبر من أكثر المناطق التي كان يتواجد فيها أكبر عدد من اليهود في منطقة الحجاز، حيث كانت تشتهر خيبر بمناعـة حصونها القوية وبوفرة منتجاتها من الزراعة وتشتهر بقوة أهلها من ناحية العدد والعدة، كما أنها كانت تشكل خطراً كبيراً على الدولة الإسلامية في بداية نشأتها.

فعندما أمن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من الجبهة الجنوبية وذلك من خلال عقد صلح الحديبية مع قبيلة قريش في السنة السادسة هجرياً، سـار النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نحو منطقة خيبر وكان معه جيش من المسلمين يقدر بعدد ألف وأربعمائة أو ستمائة، وكان ذلك المسير فـي السـنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة وقد مضى عليه الصلاة والسلام بالمسلمين حتى نزل في منطقة الرجيع، وذلك حتى يحول عليه الصلاة والسلام بين أهل خيبر وبين حلفاء خيبر من غطفان.

النبي محمد ينزل في خيبر:

وبعد ذلك نزل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى خيبر في وقت اليل، فمكث عليه الصلاة والسلام حتى وقت الصباح، ومن ثم حاصرهم في حصونهم وقام بالتضيـيق عليهم، وقد سيطر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من خلال القتال على حصونهم حصناً تلو الحصن، وكان أول حصن قام النبي محمد بفتحه هو حصن ناعم ومن ثـم قام النبي بعد ذلك بفتح حصن القموص، ومن ثم فتح حصن بني أبي الحقيق، وكان يبدو أن جميع العمليات لتزويد وتموين المجاهدين المسلمين لم تكن ناجحة، مما أدى ذلك إلى أن يشكوا المسلمين حالتهم للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا له: “يا رسول الله لقد جهدنا وما بأيدينا مـن شيء، فدعا لهم قائلاً: اللهم إنك قد عرفت حالهم وإن ليس لهم قوة فافتح عليهم أعظم حصـونهم وأكثرها طعاماً وودكاً”، بعد ذلك فتح الله عز وجل عليهم حصن كان يكثر فيه الطعام وهو حصن الصعب بـن معـاذ.

وبهذا تمكن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالقيام بفتح حصون يهود خيبر، وذلك يبدو بشكل واضح أن جيش المسلمين بقيادة سيد الخلق والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد قاموا بفتح أو السيطرت على حصون يهود خيبر ما عدا حصنين، وذلك من خلال القتال مع اليهود، وبعد أن سمع بهم يهود أهل فدك فعلوا ما فعل يهود أهل خيبر، حينها طلبوا من الرسـول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن يقوم بحقـن دماءهم وأن يصالحهم، وبهذا فإن يهود فدك قد استسلموا للنبي ولم يكن هناك أي حصار عليهم أو أي قتال.

النبي محمد صلى الله عليه وسلم يستمر في المحاصرة:

وبعد أن انتهى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من يهود خيبر، سار عليه الصلاة والسلام ومعه جيش المسلمين إلى منطقة وادي القرى، حيث حاصر أهلها عدة ليالي، حيث قد وقع قتال بين الجهتين، وقد قتل في ذلك القتال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنهم قد استسلموا بعد ذلك القتال، ومن ثم نزلوا عند حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم.

وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد سيطر على تجمعات اليهود عن طريق الحصار ودون وقوع أي قتال،
وقد تبعه العديد من الاستسلامات والنزول عند حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يبدو بشكل واضح أن اليهود بما كانوا يملكون من قوى كبيرة من الناحية الاقتصادية ومن الناحية الفكريـة والسياسـية فـي منطقة الحجاز، وبشكل خاص في المدينة المنورة، وقفوا ضد دعوة النبي محمد إلى الإسلام وضد مسير تلك الدعوة في تكوين دولة الأمة الإسلامية التي تقوم على ولاء العقيدة، وهي الدولة التي تهدف إلى القيام بتوحيد العرب من خلال وحدة سياسية ووحدة دينية، وبذلك عمل اليهود على القيام بمحاربة دين الإسلام من جميع النواحي إن كانت من الناحية الفكرية أو من الناحية الاقتصادية أو حتى السياسية.

ولكن من الرغم من تبعيت اليهود السياسية للقبائل العربية، وذلك بعد أن قام الأوس والخزرج بمساعدة الغساسنة ومساعدة بيزنطة بانتزاع الدور السياسي المتقدم مـنهم، إلا أن اليهود قد عملوا في جميع الأحوال في السر وفي العلن وذلك من خلال التعاون مع الكفار والمشركين ضد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وضد مشروع النبي السياسي والمشروع الديني، وقد قاموا بإنهاء جميع المعاهدات والاتفاقيات مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن ثم انضموا إلى المعارضين للإسلام من الكفار والمشركين، وبسبب ذلك كان من الضروري وجود صدامات بين اليهود وبين الإسلام، مثلما كان هناك صدام كبير بين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبين المشـركين من العرب.

ونلاحظ أن الصدامات كانت تحدث في بداية المرحلة الأولى من الدعوة إلى دين الإسلام في المدينة المنورة، وهـي مرحلة التي كانت قبل فتح مكة المكرمة، وهي المرحلة التي لم تتضح فيها نجاحات الدعوة الإسلامية أو بناء الدولة الإسلامية، ولكن بعد ما جرى في فتح مكة المكرمة قام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بإزالة أعتى قوتين قد وقفتا ضد دعوة دين الإسلام، وهما قوة اليهود ومن ثم قوة المعارضة الوثنيـة العربية التي كانت موجودة في مكة المكرمة.


شارك المقالة: