يشتمل المد على نوعين رئيسيين في علم التلاوة والتجويد، وهما المد الطبيعي والمد الفرعي الذي يزيد على المد الطبيعي، لأسباب معينة، وينقسم المد الفرعي إلى العديد من الأنواع، نتحدث عن واحد منها في هذا المقال وهو المد العارض للسكون.
تعريف المد العارض للسكون
وهو قسم من أقسام المد الفرعي الذي سببه السكون العارض، وفي المد العارض للسكون يأتي حرف مد يليه حرف ساكن سكوناً عارضاً بسبب الوقف، أي أن الحركة الأصلية للحرف الذي يلي حرف المد ليست السكون.
أقسام المد العارض للسكون
المد العارض للسكون الذي أصله مد طبيعي
وهذا النوع من المد حكمه الجواز بحالات متعددة، وهي: القصر بمقدار حركتين، والتوسط بمقدار أربع حركات، والمد بمقدار ست حركات، مثل كلمة تفعلون في آخر قوله تعالى: “إنّ اللهَ يعلمُ ما تفعلون” سورة النحل 91، وكلمة للمسلمين في قوله تعالى: “وهدًى ورحمةً وبشرى للمسلمين” سورة النحل 89، فيُمدّ كل من حرفي الياء والواو بمقدار حركتين، أو بتوسيطهما بمقدار أربع حركات، أو بمقدار ست حركات.
المد العارض للسكون الذي أصله مد لين
وهذا المد الذي يسبق فيه حرفُ اللين السكون العارض عند الوقف، وحكمه جواز المد بمقدار حركتين أو أربع أو ست حركات، مثل الكلمات (قريش، الصيف، البيت، خوف) في سورة قريش.
يُمد حرف اللين في الكلمات السابقة مقدار حركتين أو أربع أوست حركات، فيسبق حرف اللين حرف مفتوح ويتبعه سكون عارض، وهذه المدود جميعها عارضة للسكون أصلها مد لين.
المد العارض للسكون الذي أصله مد البدل
ويجوز مد هذا النوع من المد عند الوقف بمقدار حركتين أو أربع أو ست حركات، ومن الأمثلة على المد العارض للسكون الذي أصله مد بدل، كلمة (الْمَآبِ) في قوله تعالى: “وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” سورة آل عمران 14، ومثلها كلمة (خَاطِئِينَ) في قوله تعالى: “إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ”سورة القصص 8.
المد العارض للسكون الذي أصله المد الواجب المتصل
وهو المد الذي يكون المد فيه مد متصل واجب، وتكون همزته متطرفة، أما حكمه فهو جواز مده عند الوقف عليه أربع أو خمس أو ست حركات، أما عند وصله فيُمدّ أربع أو خمس حركات.
ويكون المد العارض للسكون الذي أصله مد واجب همزته متطرفة، كما في الأمثلة التالية:
- الوقف على كلمة الماء في قوله تعالى: “فأنزلنا به المآء“.
- الوقف على كلمة العلماء في قوله تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”.
- الوقف على كلمة قروء في قوله تعالى: “وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ”.
فالمد العارض للسكون هو المد الذي يأتي فيه المد قبل حرف ساكن سكوناً عارضاً بسبب الوقف، أي أن الحركة الأصلية للحرف الذي يلي المد ليست السكون، ولم يكن المد العرض للسكون فقط على المد الطبيعي، وإنما يكون على مد لين، أو مد بدل أو مد واجب متصل.