يُعد عنترة بن شداد من أشهر أدباء عصره وامتاز بالكثير من الصفات وعانى في حياته من مرارة العشق كما تألم من سوء المعاملة التي كان لها أثر في أدبه وتنوع الأغراض فيه.
أبرز الأغراض الشعرية في شعر عنترة بن شداد
1- الفخر: احتل هذا الموضوع مكانة مرموقة في مقطوعات عنترة خاصة التي تتعلق بتباهيه بنفسه وصفاته كما أنه ارتبط عنده بالمحبوبة محاولاً الظفر بها ومما نظمه في التفاخر والتباهي:
خلقتُ من الحديدِ أشدَّ قلباً
وقد بليَ الحديدُ ومابليتُ
وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلا
ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ
2- الهجاء: كان يتحاشى الأديب النظم في هذا الموضوع وكان يرفض الشتم والسب ولا يرد هذا إلا في المقطوعات التي وجهها للمجتمع الظالم الذي يحكم على الفرد من شكله ومما نظمه في التهكم:
نِبِّئتُ عَمرواً غَيرَ شاكِرِ نِعمَتي
وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِمِ
3- الغزل: يعتبر من أكثر الأغراض التي برزت في أدبه خصوصًا بعد عشقه لعبلة وتميز غزله بالعفة والطهارة وكان يبتعد عن النسيب الحسي وتمكن من توضيح مشاعره لمحبوبته بصدق وفصاحة ومما نظمه في هذا:
زارَ الخيالُ خيالُ عَبلَة َ في الكَرى
لمتِّيم نشوانَ محلول العرى
فنهضتُ أشكو ما لقيتُ لبعدها
فتنفَّسَتْ مِسكاً يخالطُ عَنْبَرا
4- الحماسة: اهتم عنترة بن شداد بهذا الموضوع وأبدع فيه ومن خلاله استطاع من وصف المعارك التي خاضها والأسلحة التي استعملها وهدفه من هذا بث الحماسة والتشجيع لخوض الحروب دون خوف مما نظمه في هذا:
لَقينا يَومَ صَهباءٍ سَرِيَّه
حَناظِلَةً لَهُم في الحَربِ نِيَّه
5- المدح: كان عند عنترة مرتبط بالنسيب وينتقل إليه بعد الانتهاء من الغزل وكان يكثر من مدح نفسه من هذا أنشد:
يا عَبلَ كمْ منْ غمْرة ٍ باشَرْتها
بمثَقَّفٍ صلْبِ القَوائمِ أسْمرِ
6- الوصف: أكثر عنترة بن شداد من الوصف الذي ساد جميع مقطوعاتِه فكان يتوجه إلى نعت كل ما تقع عليه عينه ومنها الديار والحيوانات والمحبوبة وغيرها ومما قاله في الديار:
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ