الاتجاه العروبي في الشعر العباسي

اقرأ في هذا المقال


في كل دراسة أدبية بحثية عن الشعر في العصر العباسي نلاحظ أنه غني بجميع المجالات الأدبية، وذلك من ناحية الموضوعات والأغراض والأساليب، وكيف لا وقد ظهر في هذا العهد مجموعة من الشعراء العظماء مثل المتنبي، البحتري، أبو تمام وأبو فراس الهمذاني.

الاتجاه العروبي في الشعر العباسي

لقد تنوعت الأغراض الشعرية في الشعر العباسي فكان منها ما يتناول المدح والهجاء والوصف والغزل وغيرها، فهذه تعبر من الأغراض التقليدية للشعر، فلم يكتفِ شعراء هذا العصر بهذه الأغراض بل قاموا بتجديد الأغراض وظهر الإبداع فيها ومنها شعر العروبة.

ومن خلال هذا الشعر تبين مقدار اهتمام الشعراء بآمال أمتهم، وتكلموا عن قوة شخصية العربي وبروزها بين الشخصيات، وأحسوا بعروبتهم وسماتهم العربية المتأصلة، والتطلع إلى مكانة الأمة العربية.

فقد كان الشعراء يؤمنون بأهمية النهضة العربية، وذكر أمجادها والتغني بها، فقادهم ذلك إلى نظم الشعر الذي تتجلى فيه مظاهر العروبة ومميزاتها في شعرهم.

موضوعات شعر العروبة في الشعر العباسي

1- توثيق البطولات وتمجيدها، والاعتزاز بالقومية العربية، وذكر مناقب الشجاعة فيها، والتهليل لوقائعها المشرفة.

2- المدح للشخصيات العربية مثل الخلفاء والملوك والقادة العرب، فهم بمثابة رموز قومية بارزة يُتغنى بها؛ بسبب مواقفهم المشرفة والدفاع عن العروبة وحمايتها.

3- الشكوى من تحكم الغريب في العرب، فقد قام الشعراء بالتغني بأمجاد العرب وبيان استقلاليتهم وعدم التدخل في شؤونهم، وقاموا بتصور الواقع الأليم الذي حل بالعرب جراء الاحتلال فقد كان الشعراء يشكون الانقسام بشعرهم، ولم يقتصر الأمر على الشكوى بل حرضوا بقصائدهم الناس على التمرد ورفض التدخل الخارجي فيهم.

أهمية شعر العروبة في العصر العباسي عند الشعراء

كان العديد من الشعراء في العهد العباسي واعيين بأن الهدف من الشعر يجب أن يكون سامي ورفيع ويحمل دلالة سامية، فقد كانوا يصورون في شعرهم جميع ما يعزز عروبتهم ويبني أمجاد العرب.

فالشعر من وجهة نظرهم يجب أن يشحذ الطاقات للوصول إلى أمة عربية سامية تتحلى بالأخلاق السامية والتاريخ العريق، ومن أبرز الشعراء العباسيين اللذين تغنوا بالبطولات العربية هو أبو تمام، فقد كان من أوائل الشعراء اللذين أشاد بمكانة العرب وبطولاتهم ومعاركهم ضد الأعداء، وكان يصور عزمهم وثباتهم في شعره ويتغنى بهم.

في النهاية نستنتج أن شعر العروبة يعتبر من الأغراض الشعرية الجديدة التي خرج فيها الشعراء العباسيين عن الأغراض التقليدية للشعر، فتغنى الشعراء  بأمجاد العرب وبطولاتهم وصفاتهم السامية.


شارك المقالة: