اشتهر المؤلف والكاتب فرنسيس سكوت فيتزجيرالد وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية بأنه من أبرز الأدباء النموذجيين والمثاليين الذي تخصص في كتابات عصر الجاز، وقد كان هذا المفهوم هو في الأساس من أطلقه، وهذا المصطلح قد زاد من شهرته حول العالم، وقد صدر عنه العديد من القصص القصيرة والروايات ومن ضمنها رواية هذا الجانب من الجنة، حيث كانت من أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم، وقد تم العمل على إصدارها سنة 1920م.
نبذة عن الرواية
اقتبس الكاتب عنوان الرواية من إحدى الجمل التي برزت في إحدى القصائد التي تعود إلى الشاعر العالمي روبيرت بروك، وقد كان من الشعراء التياريين، وتناولت الرواية في مضمونها الحديث حول موضوع الحياة التي يعيشها فئة الشباب والأخلاق التي يتسمون بها في تلك المرحلة من حياتهم، وقد كان أحداث الرواية تدور ما بعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم اختيار بطل الرواية والذي يدعى أموري بلين، وهو طالب في المرحلة الجامعية يتلقى تعليمه في جامعة برينستون، وقد كان شاب وسيم ولطيف وجذاب يحب أن ينغمس في مجال الأدب، وتكشف الرواية عن موضوع الحب الذي يتم تشويهه جراء الجشع والارتقاء الاجتماعي الذي يسود في تلك المجتمعات في تلك الآونة.
بعد مرور ما يقارب العام على خطوبة الكاتب من فتاة تدعى زيلدا، وعلى وجه التحديد أثناء فصل الصيف من سنة 1919م، حدث انفصال في الخطوبة وقد كان في ذلك الوقت يبلغ الكاتب من العمر الثاني والعشرين عامًا، وأثناء ذات الصيف وبسبب ما تعرض له الكاتب من حالة اكتئاب وإحباط أدمن على شرب الممنوعات، وفي أحد الأيام قرر العودة إلى مدينة سانت بول الواقعة في مينيسوتا، حيث تقيم عائلته؛ وذلك من أجل إكمال أحداث الرواية وقد كان السبب الذي يخفيه وراء ذلك هو أنه على أمل منه في عودة زيلدا إليه في حال أصبح روائيًا مشهورًا، وكان قد قسم الرواية إلى ثلاثة أجزاء تضم أحداث ووقائع متسلسلة، إذ أنه تم كتابة الجزء الأول منها والتي تحمل عنوان الرومانسي الأناني أثناء فترة إقامته في مدينة برينستون وعلى وجه التحديد حينما كان يتردد على مكتبة جامعة كوتيدج كلوب.
وفي ذات العام قدم الكاتب الجزء الأول من الرواية والتي خطها بيده إلى أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى شين ليزلي؛ وذلك من أجل القيام بتسليمها إلى شخص يدعى ماكسويل بيركنز، وقد كان من أهم وأبرز المحررين التابعين إلى دار نشر أبناء تشارلز سكريبنر الواقعة في مدينة نيويورك، في البداية رفض المحررون الموافقة على نشر الكتاب الذي يضم الرواية، لكن بعد العديد من المحاولات حصل على الموافقة، وهنا طلب الكاتب من الدار العزم على نشر كتابه في أقرب وقت، إذ أنه بهذا اعتقد بأنه سوف يصبح من الكُتاب المشاهير ويحظى بإعجاب زيلدا من جديد، ولكن صاحب الدار صرح بأن الكتاب سوف ينتظر حتى الربيع ليتم نشره، ولكن مع ذلك ذهب لزيارة زيلدا بعد الموافقة على نشر روايته، ووافقت على طلبه للزواج منها.
رواية هذا الجانب من الجنة
في البداية كانت الرواية مقسمة إلى ثلاثة أجزاء والجزء الأول يحمل عنوان الرومانسي الأناني، حيث تدور الوقائع والأحداث حول البطل الرئيسي وهو شاب يدعى أموري بلين، إذ كان تنحدر أصوله من مناطق الغرب الأوسط، وقد كان ذلك الشاب مقتنع إلى حد كبير أنه لديه مستقبل واعد وزاهر على نحو استثنائي، إذ في بداية انطلاق حياته التحق بإحدى المدارس الداخلية ثم بعد ذلك التحق بجامعة برينستون.
وفي أثناء تلك الفترة كان قد ترك خلفه والدته والتي تدعى بيا، وقد كانت سيدة غريبة الأطوار وعلى الدوام تكون برفقة أحد الأصدقاء المقربين من العائلة والذي يدعى المونسنيور دارسي، وقد كان من الأشخاص المخلصين والوفيين للعائلة؛ وكان ذلك الأمر الذي يطمئنه على والدته بوجوده بجانبها أثناء فترة إقامته في برينستون، وفي أحد الأيام رجع أموري إلى مدينة مينيابوليس، وهناك التقى مع إحدى الفتيات التي كانت ما زالت في مرحلة الشباب وتدعى إيزابيل، وقد كان ذلك اللقاء هو اللقاء الثاني بينهم، إذ كان اللقاء الأول حينما كان أموري ما زال في مرحلة الطفولة، وبعد العديد من اللقاءات بينهم أصبحا شخصين تجمعهم علاقة عاطفية سوياً.
ومنذ ذلك الوقت وبدأ نشاط أموري في كتابة القصائد والدواوين الشعرية يزاد يوماً بعد يوم، وبعد مرور فترة من الوقت حصل فتور في العلاقة بينهم، وكانت قد تغيرت العلاقة إلى الحد الذي أصبح كل منهما غير راضي عن الآخر، وقد كان قد حصل ذلك البرود والفتور في العلاقة بعد لقائهم في إحدى الحفلات الراقصة التي أقامتها الجامعة في ذلك الوقت.
وفي الجزء الثاني من الرواية والذي كان يحمل عنوان الفترة الفاصلة، حيث أنه تناول الأحداث التي جاءت بعد انفصالهم، وأولها هو أن أموري عزم على الذهاب إلى الخارج؛ وذلك من أجل المشاركة في الخدمة العسكرية أثناء قيام الحرب العالمية الأولى، وقد كان المؤلف كذلك ملتحق بقوات الجيش في ذلك الوقت كذلك، وبعد أن انتهت الحرب كان أموري في ذلك الوقت يخدم في مدينة لونغ آيلاند، ولم يتطرق الكاتب من خلال الرواية إلى الحديث عن التجارب التي خاضها خلال الحرب، إلا أنه في وقت لاحق قد ذكر أنه كان يعمل كمدرب في تعليم الجنود كيفية استعمال الحربة.
وفي الجزء الثالث من الرواية والذي يحمل عنوان دراسة شخصيات الرواية تطرق الكاتب للحديث عن الفترة التي عاشها البطل بعد انتهاء الحرب، حيث أشار إلى أن أموري كان قد وقع في عشق فتاة شابة من مدينة نيويورك وتدعى روزا ليدا، وفي تلك الأثناء كان أموري يعمل كاتب لدى إحدى الوكالات الخاصة بالإعلانات، ولكنه في تلك الفترة كان قد كره عمله ووظيفته؛ وذلك لأنه كان يعتبر نفسه أنه إنسان مبدع وطموح ولديه شغف، ولا يليق به هذا النوع من العمل، حيث أن طموحاته وأحلامه تطمح إلى ما هو أكبر من ذلك، ومن هنا يصبح إنسان مدمن على تناول الكحول.
وقد بقى على هذا الحال لما يقارب على ثلاثة أسابيع، وأثناء ذلك ترك الوظيفة، واستمر في تناول الكحول مما تسبب له في خسارة معظم الأموال والنقود التي ورثها عن والده؛ وذلك جراء فشله في جميع الاستثمارات التي خاضها، وبعد التدهور في حالته المادية انهارت علاقته مع روزا ليندا كذلك، حيث أن روزا كانت قد قررت الزواج من رجل ثري عوضاً عنه، وعلى أثر ذلك دخل أموري في حالة من الحطام النفسي، وقد ازداد بشكل كبير بعد سماعه بخبر وفاة معلمه الذي كان يحبه إلى درجه كبيرة والذي يدعى السنيور دارسي، ويتم وضع النهاية للكتاب برثاء أموري لمعلمه.