قصة الأخطبوط

اقرأ في هذا المقال


من أجمل المعاني هي الوفاء والشجاعة، سنحكي في قصة اليوم عن أخطبوط كان يمتلك هذه الصفات، والتي ظهرت عند مواجهته لأحد الأسماك الكبيرة التي كانت تريد أكل الأسماك الصغيرة، قرّرت الأسماك بعدها أن تصاحب هذا الأخطبوط على الرغم من خجله وهدوئه لامتلاكه هذه الصفات الرائعة.

قصة الأخطبوط

كان هنالك أخطبوط يعيش في الماء، يمتاز هذا الأخطبوط بالهدوء والخجل ممّن حوله، ولكنّه كان دائماً يسعى للحصول على أصدقاء يلعب معهم؛ وفي مرة من المرات ذهب هذا الأخطبوط للبحث عن محار في أعماق البحر، ومن المعروف لدى الجميع أن هذا المحار زلق جدّاً، وهو يريد أن يصطاده.

ومن أجل تجنّب الانزلاق؛ عمد هذا الأخطبوط أن يربط نفسه بعقدة كبيرة، ولكنّه تعرّض لموقف محرج؛ حيث بقي عالقاً داخل هذه العقدة، وشعر أنّه عاجز عن الحركة، وعلى الرغم من ذلك اضطر أن يستنجد بالأسماك المحيطة به والقريبة منه.

بعض الأسماك التي سمعت نداء هذا الأخطبوط قامت بتجاهله وأكملت طريقها، ولكن البعض الآخر قرّر المساعدة، ظلّت الأسماك تحاول في تخليص الأخطبوط من العقدة الكبيرة حتّى استطاعت واحدة من هذه الأسماك أن تنجح في ذلك.

فرح الأخطبوط بنجاته من هذه العقدة التي كانت تشعره أنّه مقيّد، ولكن لشدّة خجله لم يستطيع التحدّث إلى السمكة التي أنقذته منها، واكتفى بتقديم الشكر البسيط لها ثم مضى في طريقه، عندما عاد الأخطبوط لمنزله شعر أنّه قد ندم لتضييعه فرصة تكوين صداقات مع الأسماك، وفي اليوم التالي كان الأخطبوط يجلس بين الصخور ولاحظ أن الأسماك تسبح بالاتجاه المعاكس.

تفاجئ الأخطبوط من ذلك وعندما التفت وجد سمكة ضخمة تهاجم هذه الأسماك، وتريد أن تتغذّى على الأسماك الصغيرة، أسرع للاختباء بين الصخور، ولكنّه لاحظ بأن السمكة الصغيرة في خطر وتتعرّض للهجوم من قبل السمكة الضخمة.

فقال في نفسه أنّه يجب أن يقدّم لها المساعدة، أسرع الأخطبوط في مواجهة هذه السمكة، وبدأ يطلق الحبر بكميات كبرة باتجاهها، وأمسك بالسمكة الصغيرة وعاد إلى مكانه، تابعت السمكة الضخمة بالبحث عن طعام لها، ولكنّها لم تجد؛ فقرّرت تغيير مسارها.

وعندما ذهبت السمكة الضخمة، خرجت الأسماك الصغيرة وبدأت تشكر الأخطبوط، وتهنئّه على شجاعته في مواجهة هذه السمكة الضخمة وإنقاذه للسمكة الصغيرة، وقف الأخطبوط وأخبر الأسماك أن هذه السمكة هي التي أنقذته منذ أيام، وأن البقية تجاهلوه، وعندما رأت الأسماك كمية الخجل والود في هذا الأخطبوط، وكمية رد الجميل الذي قدمّه شعرت أنّها نادمة، وقرّرت جميع الأسماك مصاحبته، وأصبح مثالاً للشجاعة والوفاء.


شارك المقالة: