عاقبة المكر والخداع لا تكون إلّا السوء والخسران، هذا ما حدث مع الذئب الماكر الذي تخفّى بجلد الخروف، وكان يأكل كل يوم فريسة حتى قضى على القطيع كلّه، وعندما علم الراعي بذلك قام بذبح هذا الذئب الماكر ونال جزائه.
قصة الذئب الخروف
في إحدى المزارع يعيش الذئب بجوار المرعى المليء بالخراف والأغنام، وكان هذا الذئب لديه خبرة كافية باصطياد فرائسه، ويذهب كل يوم ويحضر فريسة بكل سهولة، ولكن مع تقدّمه في العمر شعر بأنّه أصبح يتعب من البحث عن الفرائس، وأنّها أصبحت طريقة مرهقة؛ لذلك قرّر التفكير بطريقة أخرى يصطاد بها فرائسه.
جلس الذئب عند حافّة النهر وبدأ يفكّر بطريقة جديدة للاصطياد، وبينما هو كذلك إذ شعر بالنعاس وذهب بالنوم، استيقظ في اليوم التالي وكان لا يزال لا يجد الطريقة المناسبة، وعندما شعر بالجوع ذهب ليختبئ خلف إحدى الآبار ينتظر مرور قطيع الخراف.
وعندما مرّ قطيع الخراف، كان هنالك خروف يسير لوحده، اغتنم الذئب هذه الفرصة وأسرع وهجم على هذا الخروف، وافترسه وقام بتقطيعه بأسنانه، وأكله حتى شبع، وعندما تبقّى جلد الخروف فقط، خطر بذهن الذئب فكرة أن يتخفّى بجلد الخروف.
وبالفعل تخفّى الذئب بجلد الخروف وذهب وانضم للقطيع، سأله أحد الخراف: أين كنت أيّها الخروف الصغير؟ قال له الذئب بصوت الخروف: لقد كنت ألعب، وصار الذئب يفترس كل يوم واحد من الخراف ليأكلها، ولم يتنبّه لذلك أي أحد.
وبعد مدّة من الوقت لاحظ الراعي تناقص عدد الخراف يوماً بعد يوم، ولم يكن يعرف ما هو السبب لذلك، وعندها سأل زوجته عن السبب لكنّها لم تكن تعرف أيضاً، ظل عدد الخراف يتناقص كل يوم حتّى بقي الخروف الوحيد وهو الذئب المتخفّي.
وفي يوم من الأيام جاء أقارب الراعي لزيارته، وكان هذا الراعي كريم النفس؛ فطلب من زوجته أن يذبح الخروف الوحيد المتبقّي، لأنّه كان سميناً من أكل الخراف الأخرى، وكانت الزوجة سعيدة بهذه الفكرة؛ فذهب الراعي وأخذ الخروف، وعندما أراد ذبحه اكتشف وقتها أنّه الذئب وعلم بأنّه السبب في فقدان الخراف.
في ذلك الوقت فرّ الذئب هارباً، ولكن الراعي استطاع أن يخرج بندقيته وأن يصيبه ويقتله، وبذلك تخلّص الراعي من شر هذا الذئب، ونال الذئب جزاء مكره.