الصدق هو الطريق الأقصر والأكثر استقامة لكل أمر يواجهنا، أمّا الكذب فحبله قصير وسرعان ما يودي بصاحبه إلى الهلاك والوقوع في العثرات والمشاكل، سنحكي في قصة اليوم عن سيدة تقدم لطلّابها في مدرسة الصم والبكم مثالاً كبيراً عن أهميّة الصدق وجزائه، وتحكي لهم قصة الفلاح الصادق، الذي نال بصدقه المال الوفير من جاره الثري.
قصة الصدق هو الطريق الصحيح
كان هنالك مدرسة للصم والبكم في إحدى البلدان، وفي يوم من الأيّام جاءت إحدى السيدات لزيارة تلك المدرسة من أجل شرح مفهوم الصدق لهم، وعندما دخلت الصف كانت تريد أن تسأل الطلاب عن معنى الصدق، ولكنّها تعلم بأنّه يجب عليها أن تكتب السؤال على السبورة، فكتبت السؤال وهو (ما هو الشيء الذي يشبه الصدق؟) وانتظرت الإجابة، وكانت تنتظر بأن يرسم لها أحد الطلاب التشبيه.
رفعت إحدى الطالبات يدها تريد المشاركة، سمحت لها السيدة أن تخرج وتكتب على اللوح ما تريد؛ رسمت الفتاة خط مستقيم ، وكانت تشير بهذا الخط إلى أن الصدق مثل هذا الخط، بعد ذلك كتبت السيدة سؤالاً آخر وهو: الكذب ماذا يشبه؟ وانتظرت الرد من تلك الفتاة؛ فقامت بمحو الخط الذي رسمته من نقطة إلى أخرى ورسمت بدلاً منه خطّاً معوّجاً.
شعرت السيدة بالسرور من إجابة تلك الفتاة التي تعني بأن طريق الصدق هو الاستقامة، أمّا الكذب فهو يؤدّي للهلاك، وكثير التعرّج وبه الكثير من المشاكل، قدّمت تلك السيدة جائزة كبيرة لتلك الفتاة لقدرتها على التشبيه الصحيح.
بعد ذلك روت السيدة للطلّاب قصّة بطريقة الصم والبكم كي تؤكّد على كلام تلك الفتاة، وهي أنّه في أحد الأيام جاء فلّاح لجاره الغني يشتكي له أن كلابه سببّت له إتلاف بعض المزروعات؛ فسأله جاره الغني عن مقدار التلف، فأجابه الفلاح: تقدّر بخمسمائة جنيه، أعطاه الرجل الغني هذا المبلغ كتعويض له.
ولكن عندما جاء وقت الحصاد اكتشف هذا الفلّاح أن ثمن المحاصيل التي أتلفت أقل من هذا المبلغ الذي أخذه، ولصدقه وأمانته قرّر أن يعيد لجاره الغني نقوده، عندما علم الجار الغنيّ بصدقه أعطاه ضعف المبلغ، وكان هذا جزاء صدقه واستقامته