الكلمة الطيبة صدقة، وفي بعض الأحيان يكون الكلام أقوى من السحر؛ فالكلمات لها الأثر الكبير على النفوس إمّا سلباً أو إيجاباً؛ لذلك يجب علينا أن نختار كلماتنا بعناية خاصّة تلك التي ننطقها أمام الأطفال، سنحكي في قصة اليوم عن أثر بعض العبارات التي جعلت ضفدع صغير يفوز بسباق كبير.
قصة الضفدع والسباق
في إحدى الأيام تم الاتفّاق على عقد سباق كبير للضفادع، وكان هذا السباق يتضمّن مسافة طويلة ويجب على الضفادع الوصول لقمة جبل عالي جدّاً، قامت الضفادع بتجهيز نفسها لهذا السباق جيّداً؛ فهو سباق ليس سهل ويحتاج للكثير من الطاقة والقوّة وتحمّل الجري والقفز لوقت طويل.
حان يوم السباق وبدأت الضفادع بالتجمّع استعداداً لهذا السباق، وكانت الجماهير محتشدة ومتحمّسة لهذا اليوم؛ على الرغم من أنّ أغلب المتفرّجين كانوا يقولون في أنفسهم: لن يستطيع أحد أن يفوز في هذا السباق بالتأكيد؛ فهو سباق طويل وشاق جدّاً، وعندما انطلقت صفّارة البدء وصارت الضفادع تجري مسرعة.
كانت هنالك جزء من الجماهير يقدّم الدعم والعبارات التشجيعية والبعض الآخر يقدّم عبارات سلبية وسخرية عن عدم الأمل بفوز أحدهم، كان السباق صعب للغاية؛ حيث كانت الضفادع تسقط تلو بعضها البعض، ومنها من يصل لمنتصف الجبل ثم يعود فوراً من شدّة تعبه.
بدا هذا السباق وكأنّه سباق صعب ولن يستطيع أي ضفدع الفوز به، وظلّت الضفادع تحاول وتحاول دون فائدة؛ حيث كان كلّ منها يصل لمنتصف الجبل ثم يسقط وهكذا، حتّى بقي من المتسابقين ضفدع واحد، صمّم هذا الضفدع وكأنّه على إعادة المحاولة لأكثر من مرّة، وكان يريد الفوز، ولكن الجماهير كانت لا تتوقّع منه أي شيء.
ولكن حدث شيء غريب؛ حيث استطاع هذا الضفدع بعد عدّة محاولات أن يصل لقمّة الجبل، تفاجأ الجمهور بهذا الضفدع الرهيب الذي استطاع الفوز بالسباق الذي ظنّ الجميع أنّه لن يكسبه أحد، صفّق الجميع لهذا الضفدع وعندما سأله أحد الجماهير عن سرّ إصراره وتمكّنه من الفوز قال: لقد كانت عبارات الحماس من الأشياء التي ساعدتني أن لا أستسلم.
بدا للجماهير أن هذا الضفدع كان يسمع العبارات التشجيعية ولم يكن يستمع لعبارات السخرية، وهذا يدلّ على الأثر الذي تحدثه هذه العبارات.