دائماً ما تكون نهايات البخل وخيمة، سنحكي في قصة اليوم عن رجل بخيل كان يحرم زوجته وابنه من الطعام لشدّة بخله، وعندما علمت مجموعة من الفئران هذا الأمر، قرّروا معاقبته وكانوا يقومون بسرقة الطعام الذي يخفيه بجانب نافذة المطبخ كل يوم.
قصة الفئران والبخيل
كان هنالك حديقة مليئة بالشجر، يأتي لتلك الحديقة الكثير من الفئران دائماً؛ وذلك من أجل الحصول على بقايا الطعام والشراب التي تبقى من وراء زوّار هذه الحديقة، وكانوا الفئران قد آلفوا على تلك الحديقة، خاصّةً أنّهم استطاعوا تكوين العديد من الصداقات مع العصافير وغيرها من الحيوانات.
مع اقتراب فصل الشتاء؛ صارت زيارات الأشخاص لتلك الحديقة تقلّ شيئاً فشيئاً، حتى أنّها أصبحت شبه معدومة، وهذا الأمر تسبّب في عدم وجود الطعام والشراب الكافي لتلك الفئران؛ لذلك قرّرت تلك الفئران أن تذهب لمكان آخر للبحث عن طعام تسد به جوعها.
سارت الفئران في الأزقّة والشوارع بحثاً عن الطعام، وفي مرّة من المرّات بينما كانت الفئران تبحث عن طعام، إذ وجدت بعض الطعام الملقى في أحد الأزقّة، بدأت الفئران تأكل وتأكل ولكنّها فوجئت بسماع صوت شخص يقول بصوت عالي: من هذا الذي يأكل من طعامنا؟
اكتشف الفئران أن هذا الطعام كان لفئران أخرى، وكانت قد قامت بسرقته من أحد البيوت، حاولت تلك الفئران مراقبة الفئران الأخرى صاحبة الطعام؛ لمعرفة المنزل الذي تسرق منه الطعام، وعندما قاموا باتباعهم ووصلوا للمنزل قرّروا أن يذهبوا إليه لسرقة بقايا الطعام كالفئران الأخرى.
وعندما ذهب الفئران في اليوم التالي لهذا المنزل، دخلوا من نافذة المطبخ ووجدوا قطع من الجبن، وكان صاحب المنزل هذا يضعها في المطبخ كنوع من العقاب لزوجته وابنه، وكان رجلاً بخيلاً، لذلك كلمّا كان يغضب من زوجته أو من ابنه يقوم بوضع الجبن والطعام الآخر بجانب نافذة المطبخ لكي لا يعرف أي أحد مكانه.
عندما علمت الفئران بشدّة ببخل هذا الرجل قرّروا عاقبته، وكانوا يأتون كل يوم لنافذة المطبخ ويقوموا بسرقة الطعام الذي يضعه بجانب النافذة، ونال هذا الرجل البخيل عقابه، ولم يعد يجرؤ أن يقوم بحرمان عائلته من الطعام إلى الأبد.