دائماً ما تعطينا الحياة فرصاً كثيرة لكي نثبت أنفسنا؛ فيجب علينا استغلال هذه الفرص، سنحكي في قصة اليوم عن فنان جاءته فرصة تحدي رسم الملك، ولكن هذا الملك كان لديه تشوّه في وجهه؛ وعندما استغلّ مهاراته حاز من الملك على مكافأة ثمينة.
قصة الفنان الماهر
كان هناك ملك أعور العين يحكم بلد من البلاد، كان لهذا الملك ميّزات تجعله يختلف عن غيره من الملوك؛ فهو على الرغم من حزمه وصرامته إلّا أنّه طيب القلب، يحكم بالعدل ولا يقبل الكذب ولا يحب التظاهر أو التباهي، ولا يحب أن يستمع إلى الكثير من الثناء ممّن حوله ويعتبر هذا الشي رياء؛ على الرغم من أنّه ملك عادل ويحكم بما يرضي الله، ويحب أن يرى جميع شعبه سعداء.
كان أيضاً ممّا يميّز هذا الملك حبّه للفنون والحرف اليدوية، وفي يوم من الأيام من شدّة حبّه لهذه الفنون أعلن عن مسابقة سيقوم بها لرسم لوحة له هو، كان هذا الملك يضع قطعة من الجلد على عينه اليسرى أمّا عينه اليمنى فقد كان يرى بها جيّداً.
اجتمع لدى الملك جميع الفنانون الموهوبون، وبدأ يسألهم عن مهاراتهم ويقوم بتقييمهم؛ كي يختار منهم من يستطيع رسمه، وفي نهاية الأمر تم اختيار ثلاثة رسّامين فقط، أخبرهم الملك أن الذي سيقوم برسم لوحة تنال إعجابه فسيكون له مكافأة جزيلة، وإن حدث العكس فسوف ينال عقاب السجن.
بدأ الثلاثة برسم صورة الملك، وفي اليوم التالي ذهبوا له كي يستعرضوا لوحاتهم للملك، وكان كل منهم يحلم بالمال والثراء، جاء الرسام الأول وكان قد أظهر عاهة الملك الموجودة بوجهه، لم تعجب الملك اللوحة فأمر بسجن الرسام لمدّة عشر سنوات؛ وذلك لأنّه أظهر التشوّه الموجود بوجهه.
وعندما جاء دور الفنان الثاني وكان قد رسم الملك بعينين سليمتين، واعتقد أن هذا سيعجب الملك، ولكن الملك اعتبر أنّه رياء وثناء كاذب؛ فأمر بسجنه أيضاً، أمّا الفنّان الثالث عندما جاء دوره فلم برسم العينين بشكل سليم ولم يقم بإظهار التشوّه كذلك، بل رسم له عين واحدة فقط، وبذلك أعجب الملك بأسلوبه وأعطاه المكافأة الكبيرة التي يستحقّها.