من أجمل المشاعر الصادقة هي مشاعر الأخوة، سنحكي في قصة اليوم عن عائلة الحمضيات التي ذهبت في رحلة، ولكنّهم فقدوا أختهم الصغرى الليمونة، وبسبب حبهم لها وتمسكّهم ببعضهم البعض استطاعوا إيجادها، وعادوا إلى منزلهم سوية.
قصة عائلة الحمضيات
كان هنالك عائلة كبيرة تتكوّن من الحمضيات المختلفة، كانت هذه العائلة تسير برحلة في فصل الشتاء، وكانت تريد زيارة الحقول والبساتين المختلفة، كان يسير في المقدمة الجريب فروت وهي الفاكهة الأكبر، ويسير ورائها باقي أخواتها من الحمضيات بكل ترتيب ونظام.
تعتبر البرتقالة والبوملي والكلمنتينا هن الأخوات الأوسط، أمّا حبة الليمون فهي الأخت الصغرى، وبينما هن في طريقهن إلى حقول جديدة إذ شعرت حبة الليمون بالتعب الشديد؛ فأرادت أن تستريح فوق تلة من التلال ومن أجل أن تقاوم الرياح وهبوبها كذلك، ولكن سرعان ما هبّت الرياح بقوّة ولم تستطع حبة الليمون مقاومتها؛ فوقعت وتدحرجت من أعلى التلة.
ظلّت هذه الليمونة تتدحرج حتّى وصلت إلى قاع الوادي، وبدأت تصرخ بصوت عالي: أنقذوني أنقذوني، ولكن لم يسمعها أحد من أخواتها الحمضيات، لا البرتقالة ولا الكلمنتينا أو حتّى حبة البوملي والجريب فروت الأخت الكبرى.
وفجأةً شعرت الأخوات البرتقالة والكلمنتينا والجريب فروت بالتعب؛ فجلسن من أجل الراحة، وفجأةً قالت البرتقالة: يا إلهي أين أختنا الصغيرة الليمونة؟ ولكن لا أثر وجود لها، بدأت الحمضيات تصيح بصوت عالي: أرجوكِ يا ليمونة أجيبينا أين أنتِ؟ ولكن دون جدوى فذهبت الأخوات كل منهن تبحث عن الليمونة في مكان ما.
ذهبت البرتقالة تبحث بين الصخور والبوملي كذلك، أمّا الكلمنتينا والجريب فروت فبدأوا بالبحث عنها بين الأشجار، ظلّت الحمضيات تبحث عن أختهم الصغيرة الليمونة ولكن دون جدوى، فصاحت البرتقالة: أرجوكِ يا كلمنتينا ساعدينا بإيجاد فكرة بذكائك المعهود كي نجد أختنا الصغيرة، وصاحت باقي الأخوات كذلك.
فكّرت الكلمنتينا قليلاً ثم قالت: انظروا إلى هذه التلّة العالية، لا بد أن أختنا الليمونة كانت جالسة هناك وأوقعتها الرياح القوية، فرح الجميع برأي أختهم وقالوا لها: أحسنتِ فهذا الكلام منطقي جدّاً، فذهبت الكلمنتيا وتبعها أخواتها الحمضيات إلى الوادي، وفجأةً قالت الأخت الكبرى الجريب فروت: صمتاً أنا أشعر أن هنالك صوت ما أسفل هذا الوادي.
عندما اقتربت الأخوات من الوادي فوجدتهم الليمونة وفرحت بهم كثيراً، وأمسكوا بيديها وأخرجوها من الوادي، فرحت الحمضيات بأختهم الصغيرة وعادوا مسرورات إلى منزلهن الكبير.