نقس عليكم اليوم خبر القتال الذي دار بين أسد القسري وملك الترك خاقان.
من هو ابن السجف المجاشعي؟
هو ابن السجف المجاشعي، شاعر من شعراء العصر الأموي.
قصة قصيدة لو سرت في الأرض تقيس الأرضا
أما عن مناسبة قصيدة “لو سرت في الأرض تقيس الأرضا” فيروى بأن أسد بن عبد الله وهو أمير خراسان سار بجيش إلى مدينة ختل وافتتحها، وتوزع جنوده في أرضها فأخذوا يقتلون ويأسرون ويغنمون، ووصل خبر ما يفعل جند أسد إلى ملك الترك خاقان، فسار من فوره في جيش إلى أسد، ووصل خبر مسيره إلى أسد فتجهز له، وأرسل إلى جنوده المتفرقين، لكن خاقان كان قد وصل إليه قبل أن يتجمع جيشه، وشاع بين الناس بأنه قتله ومن معه، وعندما سمع المسلمون بذلك أخذتهم حمية الإسلام، وعزموا على الأخذ بثأره، فتوجهوا إلى الموضع الذي فيه أسد، ولكنهم وجدوه حيًا، فاجتمع حوله الجند من كل جانب.
وسار أسد نحو ملك الترك، حتى وصل إلى جبل الملح، وقطعوا النهر هنالك، وبينما هم يقطعون النهر هجم الأتراك من ورائهم، فقتلوا من بقي وراء النهر، وتشاور الأتراك فيما بينهم وقرروا أن يقطعوا النهر بحملة واحدة، وكانوا خمسون ألفًا، فرموا بأنفسهم في النهر رمية واحدة، وخرجوا منه من جهة المسلمين، وكان المسلمون قد حفروا خندقًا حول معسكرهم، فلم يستطع الأتراك أن يتجاوزوه، وبات الطرفان في ليلتهم تلك بالقرب من بعضهم البعض، وتواجه الجيشان في يوم عيد الفطر، ومن ثام سار أسد من حتى وصل إلى منطقة يقال لها مرج بلخ، وأقام هنالك حت انتهى فصل الشتاء.
وعندما كان عيد الأضحى، قام أسد بين الناس وخطب فيهم، واستشارهم فيما يفعل، فأشاروا عليه بان يقاتل ملك الترك، ووافقهم الرأي وخرج بجيشه صوب خاقان، وسار حتى التقى جيشه بجيش خاقان، وتمكن المسلمون من قتل عدد كبير من الأتراك، وأسروا ثمانية أمراء من أمرائهم، وتمكن من هزم خاقان ومن معه، وعندما أدرك خاقان بأنه مهزوم لا محالة قام إلى زوجته وقتلها بخنجر، وهرب ومن معه إلى مدينة قريبة وتحصن بها.
وبعث أسد إلى أخيه يبلغه بنصره وبعث له بطبول ملك الترك، وشيء كثير من أمتعته وحواصله، فبعث بها أخيه إلى الخليفة هشام بن عبد الملك، ففرح الخليفة بذلك فرحًا شديدًا، وأنشد أحد الشعراء مادحًا أسد في قصيدة قال فيها:
لو سرت في الأرض تقيس الأرضا
تقيس منها طولها والعرضا
لم تلق خيرا إمرة ونقضا
من الأمير أسد وأمضى
يمدح الشاعر في هذه الأبيات أسد بن عبد الله القسري ويقول بأنك إن سرت في الأرض تقيسها طولًا وعرضًا لن تلقى رجلًا خيرًا من الأمير أسد القسري.
أفضى إلينا الخير حتى أفضا
وجمع الشمل وكان أرفضا
ما فاته خاقان إلا ركضا
قد فضَ من جموعه ما فضا
يا ابن سريج قد لقيت حمضا
حمضا به تشفى صداع المرضى
الخلاصة من قصة القصيدة: افتتح أسد القسري مدينة ختل، فسار إليه ملك الترك وقاتله، واستمر القتال بينهم حتى يوم عيد الفطر، ومن ثم سار أسد إلى مرج بلخ وأقام فيها حتى عيد الأضحى، ومن ثم سار إلى ملك الترك، وقاتله، وانتصر عليه.