قصة قصيدة وافلتهن المسحلان وقد رأى

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم ما حصل في يوم بزاخة بين جيش المسلمين وعلى رأسه خالد بن الوليد وبين طليحة بن خويلد الأسدي.

من هو القعقاع بن عمرو؟

القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي، من أهل الجزيرة العربية، وهو فارس وبطل مسلم.

قصة قصيدة وافلتهن المسحلان وقد رأى

أما عن مناسبة قصيدة “وافلتهن المسحلان وقد رأى” فيروى بأن طليحة بن خويلد الأسدي قد ادعى النبوة في عهد أبو بكر الصديق، فبعث له أبو بكر بخالد بن الوليد على رأس جيش من المسلمين، فالتقى مع عكاش بن محصن الأسدي عند ماء لبني طيء يقال لها بزاخة، وقام بقتله.

وكان مع طليحة رجل يقال له عيينة بن حصن، وكان معه سبعمائة رجل من بني فزارة، فاقتفى خالد بن الوليد أثرهم حتى أدركهم، وأخذ يقاتلهم، وعندما رأى عيينة بأن سيوف المسلمين قد استلحمت، قال لطليحة: ألا ترى ما يفعل المسلمون بجيشنا، ألم يأتك الخبر بما سوف يحصل لنا؟، فقال له طليحة: بلى، وقد قال لي بأن أول اليوم سوف يكون لهم وآخره سوف يكون لنا، ولكن خالد بن الوليد تمكن من أسر عيينة، وساقه إلى المدينة المنورة، ولكن أبو بكر الصديق أطلق سراحه، وحقن دمه، وتمكن طليحة من الهروب إلى الشام، ولكن المسلمون هنالك أمسكوا به، وبعثوا به إلى المدينة المنورة، فأسلم، واشترك فيما بعد في فتوح العراق، وأنشد القعقاع بن عمرو بخبر ذلك اليوم قائلًا:

وَافلتهُنَّ المُسحَلانِ وَقَد رَأى
بِعَينَيهِ نَقعاً ساطِعاً قَد تَكَوثَرا

وَيَوماً عَلى ماءِ البَزاخَةِ خالِدٌ
أَثارَ بِها في هَبوَةِ المَوتِ عِثيَرا

يمدح الشاعر خالد بن الوليد وما فعل في يوم البزاخة، حيث أثار في تلك الماء غبار الموت.

وَمَثَّلَ في حافاتِها كُلَّ مَثلَةٍ
كَفِعلِ كِلابٍ هارَشَت ثُمَّ شَمَّرا

وأنشد ربيعة بن مقروم الضبي:

وَقومي فَإِن أَنتَ كَذَّبتَني
بِقَولِيَ فَاِسأَل بِقَومي عَليما

أَلَيسوا الَّذينَ إِذا أَزمَةٌ
أَلَحَّت عَلى الناسِ تُنسي الحُلوما

يُهينونَ في الحَقِّ أَموالَهُم
إِذا اللَزَباتُ التَحَينَ المُسيما

طِوالِ الرَماحِ غَداةَ الصَباحِ
ذَوو نَجدَةٍ يَمنَعونَ الحَريما

بَنو الحَرب يَوماً إِذا اِستَلأَموا
حَسِبتَهُم في الحَديدِ القُروما

فِدى بُزاخَةَ أَهلي لَهُم
إِذا مَلَأوا بِالجُموع الحَزيما

وَإِذ لَقِيَت عامِرٌ بِالنِسا
رِ مِنهُم وَطِخفَةَ يَوماً غَشوما

بِهِ شاطَرو الحَيَّ أَموالَهُم
هَوازِنَ ذا وَفرِها وَالعَديما

وأنشد جحدر بن معاوية المحرزي:

يا دارُ بَينَ بُزاخَةٍ فَكَثيبِها
فَلوى غُبيرُ سَهلِها أَو لوبِها

سَقَتِ الصَبا أَطلالَ رَبعِكَ مُغدِقاً
يَنهَلُّ عارضُها بِلَبسِ جُيوبِها

أَيّامَ أَرعى العينَ في زَهَرِ الصِبا
وَثِمارَ جَنّاتِ النِساءِ وَطيبِها

الخلاصة من قصة القصيدة: ادعى طليحة بن خويلد الأسدي النبوة، فبعث له أبو بكر بجيش على رأسه خالد بن الوليد الذي تمكن من الانتصار عليه، فهرب إلى الشام، ولكن المسلمين هنالك أمسكوا به وبعثوا به إلى المدينة، حيث تاب وأسلم.

المصدر: كتاب "تاريخ آداب العرب" تأليف مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعيكتاب "معجم البلدان" تأليف ياقوت الحمويكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: