قصة قصيدة ولم أقض حق العلم إن كان كلما

اقرأ في هذا المقال


اهتم العرب بالعلم والعلماء، فأجلوهم وقدروهم واحترموهم، وصانوا علمهم.

قصة قصيدة ولم أقض حق العلم إن كان كلما

أما عن مناسبة قصيدة “ولم أقض حق العلم إن كان كلما” للقاضي الجرجاني، فإن العرب اعتادوا على صيانة العلم والاهتمام بالعلماء، ومن ذلك أن الخليفة هارون الرشيد بعث إلى الإمام مالك بن أنس أن يأتيه لكي يعرض عليه أمرًا ما، فبعث له الإمام مالك بأن العلم يؤتى، فخرج الخليفة هارون الرشيد إليه، وجلس بجانبه، فقال له الإمام مالك: يا أمير المؤمنين إنه من إجلال الله تعالى أن يجلّ العلم، فقام الخليفة وجلس بين يديه، ويروى بأن الثعلب والغراب تحاكما في يوم من الأيام إلى الضب، فقالا له: أخرج أيها الضب واحكم فيما بيننا، فقال لهما الضب: في بيته يؤتى الحكم.

ومن نصائح لقمان لابنه أنه قال له بأن يصون علمه فوق صيانة نفسه، ويروى بأنه لم ير أفضل من الخليل بن أحمد الفراهيدي في التلطف عن الكسب في العلم، فكان الناس يأكلون في علمه، وهو في بيت له من القصب، وخرج إلى مكة المكرمة، فوجد أن الناس يقولون هنالك بأن الفراهيدي قال كذا وكذا، فخرج منها وعاد إلى البصرة، فلم يعلم مكانه هنالك.

وفي ذلك أنشد القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني قائلًا:

وَلَـمْ أَقْضِ حَـقَّ الْعِلْـمِ إِنْ كَـانَ كُلَّمَـا
بَـدَا طَمَـعٌ صَيَّرتُـهُ لي سُلَّمَـا

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه لم يعط العلم حقه، وعندما يبدو له يجعله لنفسه سلم.

وَلَـمْ أبْتَذِلْ في خِدمَـةِ العِلْـمِ مُهْجَتِي
لِأَخْـدِمَ مَـنْ لَاقَيْتُ .؟ لَكِـنْ لِأُخدَمَـا

أَأَشْقَـى بِـهِ غَرسَـاً وَأَجْنِيـهِ ذِلَّـةً
إِذَنْ فَـاتِِّبَـاعُ الْجَهْـلِ قَـد كَـانَ أَحزَمَـا

ولَـوْ أنَّ أَهْـلَ العِلْـمِ صَانُـوهُ صَانَهُـمْ
وَلَـوْ عَظَّمُوهُ في النُّفوسِ لَعُظِِّمَـا

وَلَكِـنْ أهَانُـوهُ فَهَـانُـوا ، ودَنَّسُـوا
مُحَيَّـاهُ بِـالأطمَـاعِ حَتَّى تَجَهَّمَـا


شارك المقالة: