قصة قصيدة يا صاحب القبر يامن كان ينعم بي

اقرأ في هذا المقال


هنالك العديد من الزوجات اللواتي بقين وفيات لأزواجهن بعد أن ماتوا، وأمضين حياتهن وهن يبكين حزنًا عليهم، ومن هؤلاء شاعرتنا لطيفة الحدانية التي أمضت حياتها من بعد أن توفي زوجها وهي تبكي عليه.

من هي لطيفة الحدانية؟

هي لطيفة الحدانية، شاعرة من شاعرات العصر العباسي، تزوجت من ابن عم لها، وكانت تحبه حبًا شديدًا، ولكنه بعد أن تزوج منها مرض مرضًا شديدًا، وتوفي بسببه، فحزنت عليه.

قصة قصيدة يا صاحب القبر يامن كان ينعم بي

أما عن مناسبة قصيدة “يا صاحب القبر يامن كان ينعم بي” فيروى بأن رجلًا من العرب مات، وكان متزوجًا من امرأة يقال لها لطيفة الحدانية، وكانت زوجته تحبه حبًا كبيرًا، وكانت مولعة به، فحزنت بسبب موته، واستولى عليها الحزن، وكانت كثيرًا ما تزور قبره، وتطيل البقاء عنده، وهي تبكيه، وتبكي فراقه لها، وكان من يراها عند قبر زوجها يضنها تمثالًا بسبب إطالتها الجلوس وعدم تحركها، وفي يوم من الأيام رآها جماعة من قومها عند قبر زوجها، وكانت ترتدي حليًا وحللًا كثيرة، وهي جالسة تبكي، فاقتربوا منها، وقالوا لها: يا هذه مالنا نراك حزينة، ولست ترتدين لباس الحزن، فنظرت إليهم، وقالت لهم:

يا صاحِبَ القبرِ يامَنْ كانَ ينعَمُ بِي
عيشاً ويُكثِرُ في الدُّنيا مُواساتي

ترثي الشاعرة زوجها وهي جالسة عند قبره، وتخاطبه قائلة يا صاحب القبر، وتقول له بأنه هو من كان ينعم عليها، وكان إن رآها حزينة جلس يواسيها.

قدْ زُرْتُ قبرَكَ في حِلّي وفي حُلَلي
كأنّنِي لسْتُ من أهلِ المُصِيباتِ

لمّا عَلِمتُك تهوى أنْ تَرانِيَ في
حلّي وتَهوَاهُ من تَرجِيعِ أصواتي

أرَدْتُ آتيكَ فِيما كنتُ أعرِفُه
أنْ قدْ تُسرّ بهِ من بَعضِ هَيئاتِي

فمَنْ رآني رأى حَيرَى مُولّهةً
عجِيبَة الزيّ تَبكِي بينَ أموَاتِ

وكان الخليفة هارون الرشيد قد علم بحالها، وشدة تعلقها بزوجها، وحزنها الشديد عليه بعد أن توفي، فقرر أن يتزوج منها، وبعث إلى عامله في البصرة بكتاب أمره فيه أن يبعث إليها مهرًا مقداره عشرة آلاف درهم، ففعل وبعث المهر إلى قومها، فزوجوها من الخليفة من دون أن تعلم، وبعثوها إليه، وبينما هي في الطريق إليه، وعندما وصلت إلى المدائن أنهكها السقم، فتوفيت هنالك، ولم يذكرها الخليفة من بعد ذلك إلا وذرقت عيونه دمعًا.

الخلاصة من قصة القصيدة: توفي زوج لطيفة الحدانية، فحزنت عليه حزنًا شديدًا، وكانت تطيل الإقامة عند قبره، فأتاها جماعة من قومها، وسألوها عن سبب حزنها، فأجابتهم بأبيات من الشعر، ومن ثم سمع هارون الرشيد بقصتها، وقرر أن يتزوج منها، وعندما سيقت إليه، توفيت في الطريق.

المصدر: كتاب "الدر المنثور في طبقات ربات الخدور" تأليف زينب فوازكتاب "تاريخ الآداب العربية" تأليف لويس شيخوكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: