قصة لغز السفينة العجيبة

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول واحدة من السفن البحرية التي تم صناعتها في الأصل من أجل خدمة إحدى المناطق التي تشهد تزاحم كبير، ولكن ما حدث هو أن كابتن السفينة في إحدى الرحلات قام بتغيير مسار السفينة لتصبح السفينة في زمنين مختلفين.

قصة لغز السفينة العجيبة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في نهاية التسعينات من القرن الثامن عشر، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك واحدة من السفن التي تجوب في المياه الهادئة الصافية في منتصف أحد المحيطات وهو ما يعرف باسم المحيط الهادئ، وقد كانت تلك السفينة قادمة من واحدة من المدن ومتوجهة إلى دولة أستراليا، وفي ذلك الوقت كان الكابتن المسؤول عن السفينة ويدعى جون قد انتهى للتو من رؤية النجوم والتي كان يحدد من خلالها مكان تواجده والوقت.

ومن خلال اطلاعه على حركة النجوم أشار إلى أن درجة صفر اقتربت أي بداية العام الجديد، وأوضح أن هناك واحد وثلاثون دقيقة من الجهة الشمالية وبواقع مئة وتسعة وسبعون درجة، وثلاثون دقيقة من الجهة الغربية، وهذا الأمر كان يشير إلى أن السفينة قريبة جداً من خط الاستواء كما أنها قريبة من النقطة التي تلتقي فيها مع خط التاريخ الدولي.

وفي تلك الأثناء لاحظ الكابتن بعض الأمور الأخرى المهمة مثل الطبيعة الجوية التي كانت بهدوئها تثير الاهتمام، وفي لحظة من اللحظات أدرك الكابتن أنه أصبح في ليلة الثلاثين من شهر ديسمبر؛ ولذلك على الفور قام بإحداث تغيير بسيط في مسار الرحلة، وبذلك يكون قد تمكن من تغيير توقيت مروره عبر ذلك المعبر، كان كابتن جون من الملاحين المبدعين والذي باستمرار يتفقد موقعه، ثم قام بإحداث تعديل على سرعة السفينة بحيث أنه في تمام الساعة الثانية عشر صباحًا سوف ترسو تلك السفينة على خط الاستواء في النقطة ذاتها التي عبرت بها خط التاريخ الدولي.

وفي لحظة من اللحظات كان الجزء الأمامي من تلك السفينة في المناطق الجنوبية من الكرة الأرضية والذي كان بها وقت فصل الصيف، بينما الجزء الخلفي من تلك السفينة في المناطق الشمالية في النصف الآخر للكرة الأرضية والتي كان بها وقت فصل الشتاء، كما أن التوقيت في كلا النصفين كان مختلف، إذ أنه النصف الخلفي من السفينة ما زال في الثلاثين من شهر ديسمبر لعام 1899م، بينما الجزء الأمامي من السفينة كان في اليوم الأول من شهر يناير لعام 1900م، ولم تكن تقتصر تلك الاختلافات في تلك السفينة على يومين مختلفين، وشهرين مختلفين، وعامين مختلفتين، وموسمين مختلفين، ونصفين مختلفين للكرة الأرضية فقط، وإنما كذلك كانت في قرنين مختلفين في ذات الوقت.

ولكن ماذا حدث في يوم الواحد والثلاثون من شهر ديسمبر هو أن السفينة كانت متوجه في رحلتها من دولة كندا إلى دولة أستراليا، وبالتالي فإن وجهتها تكون إلى المناطق الغربية من الكرة الأرضية، وفي ذلك الوقت الذي تجتاز به السفينة خط التاريخ الدولي باتجاه المناطق الغربية، فإنها سوف تكون حركتها بشكل تلقائي نحو الأمام لمدة أربعة وعشرون ساعة؛ وذلك بسبب أن المناطق الزمنية على جانبي خط التاريخ الدولي تختلف كل أربعة وعشرون ساعة، ولذلك إذا كانت الساعة العاشرة صباحًا يوم الاثنين عند عبور خط التاريخ الدولي، فسوف يكون الوقت والتاريخ هو الساعة العاشرة صباحًا يوم الثلاثاء، وبهذا تخسر أربعة وعشرون ساعة كاملة.

وفي تلك الأثناء كانت السفينة في حال قامت بعبور خط التاريخ الدولي في ساعة منتصف الليل أو ما يطلق عليها أحياناً ساعة الصفر، فإنه حينها يتحول اليوم ذاته إلى يوم جديد، ولذلك حينما يكون على مدار الساعة صفر والدقيقة صفر والثواني واحدة في الواحد والثلاثون من شهر ديسمبر لعام 1899م، وانتقلت الشحنات إلى منطقة زمنية جديدة وتم نقلها على الفور لأربعة وعشرين من المستقبل، أي في الساعة صفر والدقيقة صفر والثانية واحدة في واحد من شهر يناير لعام 1900م، وهذا الأمر بالنسبة إلى الركاب الذين كانوا على متن تلك الرحلة هو من الأمور العادية، فقد كان الانتقال من الواحد والثلاثون من شهر ديسمبر إلى واحد من شهر كانون الأول لا يمثل لهم سوى جزء من الثانية.

ولكن في النهاية سواء كان هناك العديد من الشائعات حول أن ذلك الحدث قد وقع بالفعل مع السفينة أم أنه لم يحدث في ذلك الوقت، ولكن يبقى من المؤكد أن ذلك الأمر حدث في يوم من الأيام، ولكن الحساب الوحيد لذلك الحدث الاستثنائي جاء عبر إحدى الصحف الكندية العالمية وتعرف باسم جورنال الأواتا، ولكن على الرغم من كل ذلك، فإن تلك القصة لم يتم نشرها سوى بعد مرور ما يقارب اثنين وأربعين عامًا، وهذا الأمر لم يترك مجال للنشر.

إذ أن أشارت التقارير الإخبارية المعاصرة إلى أن تلك السفينة بالفعل قد عبرت خط الاستواء، وفي ذلك الوقت اتجهت في رحلتها من مدينة فانكوفر إلى مدينة بريسبان، وقد حدث ذلك في الثلاثين من شهر ديسمبر لعام 1899م، كما تمت الإشارة إلى أن السفينة في الواقع كانت في المنطقة المناسبة في الوقت المناسب؛ وهذا ما يشير إلى أن الحساب صحيح، حيث حاول كابتن السفينة وضعها على الطريق الصحيح.

ولكن من جهة أخرى كانت تشير العديد من الدراسات أنه قبل أن يُقام بقياس الملاحة حسب الأقمار الصناعية، كان يقوم كامل البحارة باستخدام واحدة من الآلات القديمة والتي تعرف باسم آلة السدس من أجل القيام بقراءة الزوايا بين النجوم أو الشمس والأفق، وبناءً على ذلك كان يتم حساب المكان بالتمام الذي تتواجد به السفينة، كما كان يتم أخذ القياس بدقة دقيقة واحدة في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى يقاس على أساس ستون درجة، وأي خطأ واحد كان يقدر بحوالي واحد ميل بحري، ويعود فضل ابتكار واختراع تلك الألة إلى العالم إسحاق نيوتن، وهي ما تقوم بقياس الزاوية بين جسمين أو نجمين.

وحسب تلك القياسات يكون من المرجح أن السفينة لم تستطيع التوقف بدقة في اللحظة المناسبة، ولكن من الممتع أن يعرف الإنسان أن هناك بقعة على وجه الأرض ممكن فيها السفر عبر الزمن، وفي ذلك الوقت كانت رحلات السفينة هادئة، فبعد أن كانت بمثابة سفينة لرحلات الركاب لأكثر من عقدين، تم تكليفها بحمل قوات تقاتل الحرب العالمية الأولى، وفي تلك الأثناء خلال نقلها للقوات عبر أحد البحار والذي يعرف باسم البحر الأبيض المتوسط في تاريخ السابع عشر من شهر مايو لعام 1918م، اصطدمت مع واحدة من السفن الحربية التي تعود إلى دولة فرنسا، مما تسبب في تدمير وتفجير السفينة الحربية العملاقة، وأدى الانفجار لموت الكثير من الضحايا الذين كانوا على متنها.

العبرة من القصة هي أن لدى كل إنسان شغف في السفر عبر الزمن، وحينما يحصل ذلك الأمر من أن يكون مخطط له يصبح ممتع أكثر.

المصدر: كتاب روائع الأدب العالمي في كبسولة - حسين عيد - 2012م


شارك المقالة: