الخطوات التنظيمية المقترحة للترجمة عند العرب

اقرأ في هذا المقال


كان هناك خلاف كبير بين الأدباء والفلاسفة حول الترجمة، ولكن الخلاف لم يكن يختصّ بأهميّتها؛ فلا أحد يمكنه إنكار أو تجاهل أهميّة الترجمة وما قامت به من دور كبير في تطوّر الحضارات، ولكن الخلاف كان حول مدى قدرتها على نقل المضامين بالشكل السليم، منهم من يرى أن الترجمة تخدم النص بشكل كبير، وبإمكانها مطابقة النصوص بمعايير محدّدة، ومنهم من يرى بأن الترجمة من الأمر المستحيل أن تستطيع مقاربة النصوص، سنحكي عزيزي القارئ في هذا المقال عن أهم الخطوات التي تم اقتراحها من أجل ترجمة سليمة.

خطوات الترجمة المقترحة في تاريخ العرب

طالما اعتبر العرب بأن الترجمة عبارة عن فن تطبيقي بحت؛ لذلك لا يمكن أن يتم تطبيق هذا النص إلّا وفق شروط ومعايير محدّدة، وهذه الشروط والمعايير تم وضعها من قبل الدارسين والباحثين، أهم هذه الشروط الموضوعة هي الإتقان التام والدراسة الحثيثة لكلتا اللغتين، المراد النقل منها والمراد النقل لها.

كما أن من الخطوات التنظيمية المقترحة للترجمة وخاصّةً للغة العربية هي دراسة كل ما يختصّ بها من قواعد النحو والصرف، ودراسة أهم التعابير الاصطلاحية، وعلى المترجم بعد إتقان هذه الأمور فيما يختصّ باللغة أن يقوم بدراسة إمكانية وخلفية متكلّم اللغة التي يريد النقل منها، ولا مانع أن يكون المترجم على سبيل المثال إن كان يرد ترجمة كتاب باللغة الفارسية، أن يكون قد احتكّ بالشعب الفارسي لمدّة ولو قصيرة؛ فهذا الأمر يساعد كثيراً في سهولة الاتصّال والتواصل.

كما أن العرب قديماً اهتمّوا كثيراً بالمعاجم اللغوية، فوضعوا معجم اللغة العربية كما أن الدول الأخرى فعلت بذلك، ووجب بحسب رؤية العرب أن يكون المترجم يحمل معجم ثنائي اللغة، وأن يكون هذا المعجم دائماً يتوفّر بحوزة المترجم؛ فهو يساعده كثيراً في فك الكثير من المصطلحات الغامضة.

وبالوقت ذاته لا يمكن الاعتماد على هذه المعاجم بشكل كامل، وهي لا تحكم على أداء المترجم، بل إنّها تعتبر خطوة من الخطوات التنظيمية المقترحة، ويعتبر العرب القدماء اللغة كأنّها صرح شامل يدخل في بناءه المتكامل العديد من العناصر، وفي حين كانت الترجمة شعراً عليه أن يكون عارفاً بالوزن، وعندما يكون النص ديني أو عقائدي؛ فعليه الالتزام بالنص كما هو دون محاولة إجراء أي تعديل.


شارك المقالة: