اقرأ في هذا المقال
كتاب ما وراء النهر
يتضمن هذا الكتاب مجموعة من الأحداث التي لم يكن من طه حسين أن يقبلها ويسكت دون الرد عليها، محاولا نكرانها وجعل من يقع عليه مثل هذه التصرفات أن يقاومها بكل ما أوتي من قوة، فقصة ما وراء النهر تسرد أحداث عن ظلم وقهر وفقر تعرض لها أُناس من قبل أُناس آخرين، فالقوي يُذل الضعيف والقوي يأكل حقّ الفقير دون أن يكون هنالك رد على من يفعل ذلك، حيث أنّ الأمر وصل لأن تكون هذه التصرفات من قبل تلك الفئة محمية وبشكل قانوني، فالرفض والرفض والمقاومة لكل ما هو سلبي هو السبيل من أجل الوصول إلى رفاه المجتمعات وتطورها وتقدمها، ويذكر أن هذا الكتاب يعتبر من الكتب الإثرائية التي تعمل على تطوير وتعزيز تفكير الإنسان وعقله، حيث أُصدر بعد وفاة طه حسين بثلاثة أعوام، وتحديدا في عام 1975، بينما قامت مؤسسة الهنداوي التي تأخذ من القاهرة مقراً لها بإعادة طباعته ونشره في عام 2013.
المواضيع التي تضمنها الكتاب
- ما وراء النهر “قصة تتكلم عن أنواع الظلم الذي قد يتعرض لها الإنسان من أخيه الإنسان”
ملخص الكتاب
يتحدث لنا عميد الأدب العربي الأديب والمفكر المصري طه حسين في هذا الكتاب عن أحوال وظروف وأحداث وتصرفات ووقائع لا يمكن لأي إنسان عاقل وحر وشريف أن يقبل بها مهما كان به من ظرف وحاجه وفاقه، فهذه القصة التي تحمل اسم “ما وراء النهر” تجري احداثها في فترة ما من منتصف القرن العشرين تروي قصص عن أشخاص يتعرضون لأقسى أنواع الظلم والاستعباد والقهر والذل، فنجد أنّه هنالك أشخاص أقوياء يستقون بمالهم وجبروتهم على آخرين ضعفاء قليلي الحيلة، فهؤلاء الأُناسَ الذين يحملون قلباً أسوداً نرى غنيهم يُذل فقيرهم، وقويهم يتجبر على ضعيفهم، ويرفع التافه فيهم إلى أعلى المناصب، ويُنزل العالم المتعلم الذي يملك فهما وعقلاً راجحا إلى أدنى المستويات دون أن يهتم لأمره أحد.
كما يتطرق طه حسين في هذا الكتاب إلى الحديث عن الظلم والظالمين، وكيف يمكن لتلك الفئة من أن تجعل الظلم مشروعا لا يستطيع أحد أن ينكره، بل يعاقب من يفعل ذلك دون خوف أو مهابة من الله، فهذه الأمور والظروف التي عاشها وتعايش معها طه حسين ورأى وسمع بها لم يكن من مفكر حرٍّ وشريف حمل هم الإنسانية من عدل ومساواة ومقاومة الظالم ان يسكت ويبقى محايداً بعيداً، فقدّم لنا هذا الكتاب الذي يعتبر من الكتب التي تعمل على إثراء العقل وتوجيهه نحو قبول امور معينة.
وفي المقابل يقوم على رفض ونكران كثير من الأمور السلبية التي يعاني منها مجتمع ما، وهذا بالتحديد ما كان من عميد الأدب العربي، فالكتاب يدعو إلى عمليات إصلاح شاملة مضمونها رفض كل ما هو سلبي يؤدي إلى تدهور المجتمعات، والدعوة إلى عمليات البناء الفكري والمجتمعي التي بدورها تنقل الشعوب والدول والحضارات إلى مستويات متقدمة متطورة يسعى الجميع من حضارات الدول الأخرى أن تعمل على تقليدها ومحاكاتها، فتدرسها بكل تفاصيلها دون ان تغفل عن أي شيء.
مؤلف الكتاب
كانت بداية المراحل العلمية التي التحق بها طه حسين هي الكتّاب الذي كان في قريته، حيث تعلم فيه القراءة والحساب وحفظ القرآن الكريم، وبعدها انتقل لاستكمال دراسته في مدارس الأزهر وكان ذلك في عام 1902، وبقي فيها ستة أعوام تلقى فيها مختلف العلوم الدينية والدنيوية، وفي عام 1908 التحق بالجامعة الأهلية “الجامعة المصرية” ودرس فيها الأدب والفلسفة والفلك وغيرها من العلوم، وبسبب تفوقه على أقرانه تم ابتعاثه لاستكمال دراسته في فرنسا وتحديدا في جامعة باريس، وكان ذلك من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه التي حققها فعلا بعد مضي أربعة أعوام وتحديدا في عام 1918.
أشهر الاقتباسات في الكتاب
1- “ليست هذه القصة مصرية إذن؛ لأن مكانها لا يوجد في أرض مصر، ولأن أشخاصها لا يعيشون في جو مصر، ولأن أحداثها لا تلائم طبائع المصريين. وإذن فقد تسأل نفسك كما أسأل نفسي: أين وقعت أحداث هذه القصة؟ والحق أن الجواب عن هذا السؤال ليس شاقاً ولا عسرياً”.
2- “هذه هي الصلة المادية بين الربوة والقرية، وهي -كما ترى – قريبة ميسرة. فأما الصلة المعنوية فأشد من الصلة المادية قُربًا وأعظم منها يُسراً، وهي صلة السادة بالخدم، أو صلة الخدم بالسادة لا أكثر ولا أقل، وما ينبغي أن تظن أن أهل القرية جميعا خدم يعملون في القصر يرقون إليه مع الصبح ويهبطون منه مع الليل”.
3- “ولست أدري فيم كان الصديقان يتحدثان، ولكني أعلم أن رؤوفًا قطع الحديث فجأة ومس كتف الشاعر في رفق، ثم قال له: انظر إلى ما وراء النهر، أترى شيئًا؟ فمد الشاعر طرفه ثم رده، ثم قال: تريد هذه النار التي تتألق على هذه القمة؟”.