قصة القناص

اقرأ في هذا المقال



(The Sniper 1923) هي قصة قصيرة شهيرة جدًا لليام أوفلاهارتي، تدور أحداثها خلال معركة دبلن، وهي سلسلة من معارك الشوارع التي وقعت بين 28 يونيو و 5 يوليو 1922، والتي كانت بمثابة بداية الحرب الأهلية الأيرلندية. تم نشرها في صحيفة اشتراكية أسبوعية أثناء استمرار الحرب، بطل الرواية قناص يقوم بمجازفة اثناء أداء واجبه وتكون عواقب هذه المجازفة قاتلة، حيث تلتقي بفكرتها مع رواية أخرى وهي (Ambrose Bierce’s A Horseman in the Sky) لعرضهم الفكرة المتشابهة للسخرية والمعضلات الأخلاقية للحرب.

الشخصيات:

  • القناص.

قصة القناص:

تدور أحداث القصة في مدينة دبلن، حيث تلاشى شفق يونيو الطويل في الليل، وكانت المدينة محاطة بالظلام لولا الضوء الخافت للقمر الذي كان يتلألأ من خلال السحب الصخرية، مما يلقي ضوءًا باهتًا مع اقتراب الفجر على الشوارع والمياه المظلمة في نهر ليفي حين اندلعت المدافع الثقيلة حول المحاكم الأربع المحاصرة، وهناك عبر المدينة كسرت المدافع الرشاشة والبنادق صمت الليل، بشكل متقطع مثل الكلاب التي تنبح في المزارع المنفردة حيث كان الجمهوريون والأحرار يشنون حربًا أهلية.
على سطح أحد المنازل بالقرب من جسر أوكونيل، كان قناص جمهوري مستلقيًا يراقب وبجانبه وضع بندقيته وفوق كتفيه نظارة ميدانية، كان وجهه وجه تلميذ نحيف لكن عينيه كانتا تلمعان بريق المتعصب البارد وكانتا عيون عميقة ومدروسة لرجل اعتاد النظر إلى الموت وكان يأكل الشطيرة بجوع فهو لم يأكل شيئًا منذ الصباح، لقد كان متحمسًا جدًا لتناول الطعام وبعدما أنهى الشطيرة، توقف للحظة يفكر فيما إذا كان يجب أن يخاطر بالتدخين، كان خطراً عليه حيث يمكن رؤية ضوء الدخان الصغير في الظلام، وكان هناك أعداء يراقبون ولكنّه قرر المخاطرة.

وضع سيجارته بين شفتيه وأشعل عود ثقاب، واستنشق الدخان على عجل وأطفأ الضوء ثمّ على الفور تقريبًا سقطت رصاصة على الأرض على حاجز السقف لكنّ القناص أخذ نفحة أخرى وأطفأ السيجارة، ثم شتم العدو بهدوء وزحف بعيدًا إلى اليسار، ورفع نفسه بحذر وأطل من فوق الحاجز حيث كان هناك وميض ورصاصة فوق رأسه عندها أنزل رأسه على الفور، لقد كان الوميض من الجانب الآخر من الشارع.

تدحرج فوق السطح إلى كومة مدخنة في الخلف، وسحب نفسه ببطء خلفها حتى أصبحت عيناه على نفس مستوى قمة الحاجز و لم يكن هناك شيء يمكن رؤيته فقط مخطط قاتم لسطح المنزل المقابل للسماء الزرقاء لأنّ عدوه كان متخفيا، بعد ذلك فقط، عبرت سيارة مصفحة الجسر وتقدمت ببطء في الشارع ثمّ توقفت على الجانب الآخر من الشارع، على بعد خمسين ياردة حيث كان بإمكان القناص سماع اللهاث المملة للمحرك حينها كان قلبه ينبض بشكل أسرع لأنّها كانت سيارة العدو، أراد إطلاق النار، لكنه كان يعلم أن ذلك غير مجد لأنّها رصاصته لن تخترق المعدن الذي غطى الوحش الرمادي.

ثم قرب ناصية شارع جانبي جاءت امرأة عجوز مغطى رأسها بشال ممزق وبدأت في التحدث مع الرجل في برج السيارة، كانت تشير إلى السطح حيث يرقد القناص ويبدو أنّها تعمل مخبراً للعدو عندها انفتح برج السيارة وظهر رجل أخرج رأسه وكتفيه ناظرا نحو القناص حينها رفع القناص بندقيته وأطلق النار، عنده سقط رأس الرجل الآخر بشدة على جدار البرج واندفعت المرأة نحو الشارع الجانبي ثمّ أطلق القناص النار مرة أخرى حيث دارت المرأة حولها وسقطت بصرخة قوية وماتت.
وفجأة انطلقت رصاصة من السطح المقابل وألقى القناص بندقيته حينها اصطدمت البندقية بالسطح، اعتقد القناص أن الضوضاء ستوقظ الموتى وحين انحنى لالتقاط البندقية لم يستطع رفعها لأنّ ذراعه مصابة، لذلك تمتم قائلاً: لقد أصبت وسقط على السطح وزحف عائداً إلى الحاجز وبيده اليسرى شعر بالساعد الأيمن المصاب، كان الدم ينزف في كم معطفه ولم يكن هناك ألم، فقط إحساس ميت، كما لو أن الذراع مقطوعة.

سرعان ما سحب سكينه من جيبه، وفتحه ثمّ ومزق كم معطفه حيث كان هناك ثقب صغير دخلت فيه الرصاصة وعلى الجانب الآخر من يده لم يكن هناك ثقب مما يشير أنّ الرصاصة استقرت في العظم، ولا بد من كسرها لذلك ثنى ذراعه تحت الجرح ثمّ ثناها للخلف بسهولة، وقد عض على أسنانه للتغلب على الألم ثم أخرج حقيبته الميدانية، وكسر عنق زجاجة اليود وترك السائل المر يتساقط في الجرح حينها اجتاحه نوبة من الألم، فوضع حشوة القطن على الجرح ولف الضمادة عليها وربط النهايات بأسنانه.

ثم استلقى على الحاجز، وأغمض عينيه وبذل جهدًا للتغلب على الألم وفي الشارع تحت كل شيء كان لا يزال ثابتاً حيث تقاعدت السيارة المدرعة بسرعة فوق الجسر، وكان رأس المدفع الرشاش معلقًا بلا حياة فوق البرج وكانت جثة المرأة لا تزال ملقاة في الشارع، ظل القناص ساكنًا لفترة طويلة وهو يعالج ذراعه المصابة ويخطط للهروب، يجب ألا ييقى حتى الصباح مجروحًا على السطح، بينما قام العدو على السطح المقابل بمنع هروبه ثمّ يجب أن يقتل ذلك العدو ولا يمكنه استخدام بندقيته، ولم يكن لديه سوى مسدس ليفعل ذلك، ثم فكر في خطة.

نزع قبعته ووضعه على فوهة بندقيته ثم دفع البندقية ببطء إلى أعلى فوق الحاجز، حتى أصبح الغطاء مرئيًا من الجانب الآخر من الشارع، وعلى الفور تقريبًا بدأ العدو إطلاق النار، واخترقت رصاصة وسط الغطاء، حيث أسقط العدو بندقية القناص إلى الأمام، في المقابل ثم أمسك القناص الذي على السطح بالبندقية في المنتصف، وكانت يده اليسرى تنزل وتتدلى بلا حياة. بعد لحظات ترك البندقية تسقط إلى الشارع، ثم وقع فوق السطح وجر يده معه.

زحف بسرعة على قدميه، نظر إلى زاوية السطح حيث نجحت حيلته وحين رأى الجندي من جهة العدو سقوط القبعة والبندقية، ظن أنه قتل رجله، ولكن كان يقف القناص فوق السطح الآن أمام صف من أواني المداخن ينظر عبره، ورأسه مظلل بوضوح مقابل السماء الغربية ثمّ ابتسم القناص الجمهوري ورفع مسدسه فوق حافة الحاجز، كانت المسافة حوالي خمسين ياردة حين قرر أن يطلق الرصاصة كضربة قاسية في الضوء الخافت، وبينما كانت ذراعه اليمنى تؤلمه بشدة، أخذ هدفًا ثابتًا ثمّ ارتجفت يده بلهفة و ضغط على شفتيه معًا، وأخذ نفسًا عميقًا من خلال فتحتي أنفه وأطلق النار، كاد يصم أذنيه من الصوت واهتزت ذراعه من شدة الارتداد.

ثم عندما انقشع الدخان، أطل عبره وأطلق صرخة فرح لأنّه قد أصاب عدوه حيث كان يترنح فوق الحاجز في عذاب موته وعندما كافح ليحافظ على قدميه، لكنه كان يسقط ببطء للأمام كما لو كان في حلم ثمّ سقطت البندقية من قبضته، واصطدمت بالمتراس وصدمت عمود محل حلاقة تحتها، حينها انهار الرجل المحتضر على السطح وسقط إلى الأمام، و انقلب الجسد مرارًا وتكرارًا وضرب الأرض بضربة قاتمة ثم بقي ساكناً.

نظر القناص إلى عدوه وهو يسقط فارتجف، وفي تلك اللحظات ماتت فيه شهوة الحرب، لقد أصابه الندم و برز العرق كالخرز على جبهته، وبدأ يشعر بألم جرحه وهذا اليوم الصيفي الطويل من الصيام والمراقبة على السطح، ثار عن أنظار الكتلة المحطمة لعدوه القتيل وشدّ بقوة على أسنانه، وبدأ يثرثر في نفسه وهو يشتم الحرب، ويلعن نفسه ويلعن الجميع ثمّ نظر إلى المسدس الذي يدخن في يده، وألقى به على السطح عند قدميه بقوة حينها انطلق المسدس بصوت كارتجاج في المخ وانطلقت الرصاصة فوق رأس القناص، كان خائفا من الصدمة ثمّ عاد إلى رشده وهدأت أعصابه.
وبعد أن تبعثرت سحابة الخوف في عقله ضحك وأخذ قارورة الماء من جيبه، أفرغها في فمه الجاف ثمّ قرر مغادرة السطح الآن والبحث عن قائد فرقته للإبلاغ، حيث كان المكان هادئاً و لم يكن هناك خطر كبير في المرور في الشوارع ثمّ حمل مسدسه ووضعه في جيبه وزحف عبر الفتحة إلى المنزل تحته، وعندما وصل القناص إلى الممر الجانبي على مستوى الشارع، شعر بفضول مفاجئ حول هوية القناص العدو الذي قتله.
وبما أن تسديدة عدوه تجاهه كانت جيدة تساءل هل يعرفه، ربما كان علي معرفته قبل الانقسام في الجيش، لذلك قرر المخاطرة بالذهاب لإلقاء نظرة عليه وبعدما أطل حول الزاوية في شارع أوكونيل، كان هناك إطلاق نار كثيف في الجزء العلوي من الشارع، ولكن كان كل شيء هنا هادئًا حوله، ثمّ اندفع القناص عبر الشارع حين بدأ رشاش يطلق على الأرض من حوله بوابل من الرصاص، لكنه نجا، وبعدما ألقى وجهه إلى أسفل بجانب الجثة، توقف المدفع الرشاش ثم قلب القناص الجثة ونظر اليها وإذا به يرى وجه أخيه.

المصدر: The Sniper https://americanliterature.com/author/liam-oflaherty/short-story/the-sniperThe Sniper https://en.wikipedia.org/wiki/The_Sniper_(story)The Sniper https://time.com/3672295/american-sniper-fact-check/


شارك المقالة: