رواية القوزاق - The Cossacks Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعرف الكاتب ليو تولستوي وهو من مواليد دولة روسيا من أهم من برز في كتابة وتأليف الروايات والقصص القصيرة، حيث أنه صدر عنه العديد من الأعمال الأدبية، وقد اعتبره الأدباء من عمالقة المؤلفين في مجال الأدب، كما كان له تأثير كبير على الكُتاب من بعده، ومن أكثر الروايات التي حققت له شهرة واسعة حول العالم وحققت نسبة مبيعات عالية هي رواية القوزاق، والتي نُشرت للمرة الأولى سنة 1863م، وفي بداية الأمر كانت تحمل عنوان الرجولة المبكرة، وقد تم تجسيدها في مجموعة كبيرة من الأفلام السينمائية، كما تمت ترجمتها إلى مختلف اللغات العالمية.

نبذة عن الرواية

أثنى مجموعة كبيرة من الأدباء على هذا العمل الذي صدر عن ليو لتولستوي، وقد اعتبروه من الكُتب المفضلة التي عزم المؤلف على كتابتها، وبعد رؤية تولستوي إلى الآراء التي عقبت إصدار الرواية عزم على إعادة كتابتها بشكل كامل، كما كان الدافع خلف تولستوي من أجل العزم على إنهاء الرواية بسبب الظروف المعيشية التي كان يعيشها في تلك الفترة.

تناولت الرواية في مضمونها الحديث عن الحياة التي كان يعيشها شعب القوقاز، وقد كانت بمثابة سيرة ذاتية إلى حد ما حول حياة الكاتب، إذ اعتمد فيها على بعض الأحداث والتجارب التي عاشها في القوقاز خلال الفترة الأخيرة من الحرب التي حدثت مع شعب القوقاز، حيث أن الكاتب عاش مرحلة شباب تميزت بالطيش، إذ كان له مجموعة من العلاقات الفاسدة في أثناء فترة الشباب، وقد رأى الكثير من الأدباء أن الماضي الذي عاشه الكاتب هو مصدر الإلهام الأول في تكوين شخصية بطل الرواية.

الشخصية الرئيسية في الرواية كان شاب من طبقة النبلاء يدعى ديمتري، في أحد الأيام التحق بالجيش بصفته أحد الطلاب؛ وقد كانت غايته وهدفه من ذلك هو الأمل في الفرار والهروب من السطحية التي تطغى على حياته اليومية، وقد كان ذلك بعد تحرر من الوهم الذي كان يعيشه في الحياة الثرية في المجتمع الروسي، حيث أن الشاب حاولاً جاهداً في السعي من أجل العثور على الحياة التي يطغو عليها الصفاء بين أفراد شعب القوقاز، حيث كان يشعر أنه مجرد شعب يتميز بالبساطة.

وأول ما وصل إلى تلك المنطقة التابعة إلى القوقاز يدخل في علاقة صداقة مع رجل عجوز، إذ أراد من خلال ذلك محاولة التكيف والتأقلم مع العادات والتقاليد التي يسير عليها الشعب، والتعرف أكثر فأكثر على ثقافتهم المحلّية، ومن هنا يغير الشاب طريقته في اللباس حتى يتناسب مع أعرافهم، وفي حياته في ذلك المجتمع ينسى نفسه ويقع في عشق فتاة شابة منهم، كما يتعلّم الشاب دروس حول حياتهم الخاصة وفلسفتهم الأخلاقية، وطبيعة الواقع الذي يعيشونه خلال قضائه فترة من الوقت بصفته واحداً منهم، كما يتعرف على تعقيدات علم النفس البشري والطبيعة.

رواية القوزاق

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية في اليوم الذي انتقل به أحد الشبان والذي يدعى ديمتري من مدينة موسكو، وقد كان شاب لطيف ومهذب ومثالي، كان يسعى إلى هدف محدد في ذهنه ألا وهو أن يقوم على بناء حياة جديدة خاصة به في مدينة القوقاز، ويوماً بعد يوم كان ديمتري يُفتن بجمال الطبيعة والمحيط من حوله في مدينة الستينيتسا، وفي كل لحظة كان يتذكر حياته السابقة كان يحتقرها وينبذها، وفي أحد الأيام يتعرف ديمتري على أحد الرجال الذي كان في ذلك الوقت في مرحلة الشيخوخة، ومن هنا يحدث بينهم تعارف ومن ثم تتكون علاقة صداقة، وهذا العجوز يدعى إروشكا، وأصبح في كل يوم يذهب ديمتري مع الرجل العجوز للصيد، وقد كان ديمتري يعتبره من أفضل الأصدقاء، حيث أنه هناك الكثير من الصفات المشتركة بينهم ومن أهمها شرب الممنوعات.

وفي ذلك الوقت يقوم أحد الشباب والذي يعرف باسم لوكا وهو من شعب القوقاز بقتل رجل آخر من الشيشان كان يحاول في تلك الأثناء عبور النهر صوب البلدة التي يقيم بها القوقاز؛ بهدف التلصص والتجسس على مواقع القوزاق، وعلى أثر ذلك يحظى لوكا بمكانة وقيمة كبيرة من الاحترام والتقدير بين أفراد مجتمع القوقاز، وقد كان في ذلك الوقت ديمتري واقع في حب وعشق إحدى الخادمات والتي تدعى ماريا، لكن تلك الخادمة تكون تحتفظ بمشاعر الحب إلى لوكا، وعند معرفة ديمتري بذلك يحاول تحدي مشاعره ومنعها من الاستمرار، حيث أنه كان يكن الحب لكل من لوكا وماري، وذلك لأنه كان يشعر أنهم بسيطين جداً، ومن هنا قرر أنه لا يمكن لشخص أن يقدّم الكثير من أجل مساعدة الآخرين باستمرار أن يجد السعادة لذاته، دون أن يفكر في الآخرين.

وفي تلك الأثناء قام ديمتري بتقديم هدية إلى لوكا، وتلك الهدية كانت عبارة عن حصان، لكنّ لوكا لم يكن يعلم بما دفع ديمتري إلى تقديم مثل تلك الهدية وكان يشك في أمره، ولكنه على الرغم من ذلك يقبل بها، ومع مرور الوقت، يستطيع ديمتري أن يكسب محبة واحترام وتقدير القرويين المحليين من شعب القوقاز، لكن في تلك الأثناء يظهر رجل فجأة آخر يدعى بيل وهو من أصول روسية كذلك، كان بيل شخصية منافقة وفاسدة، وقد عزم  على اتباع التصرفات والسلوكيات التي يقوم بها ديمتري، فقط كان متأثر به إلى درجة كبيرة، حاول بيل مراراً وتكراراً على إقناع ديمتري بالسعي ومحاولة كسب قلب ماريا.

ومن هنا يعود ديمتري للتقرب منها في محاولات عدة، وصل خبر المحاولات التي يقوم بها ديمتري إلى مسامع لوكا من القرويين، وهنا يقرر عدم دعوته إلى حضور حفل خطوبته على ماريا في المساء، فيقضي ديمتري تلك الليلة برفقة العجوز، ولكنّه سرعان ما يصرح أنّه لن يتخلى عن حب حياته ويحاول أن يقوم بكسب قلبها والفوز به، وفي أحد الأيام يعرض ديمتري الزواج على ماريا في لحظة عاطفية، لترد عليه بأنّها سف تعطيه إجابتها في وقت قريب.

وفي أحد الأيام يتعرض لوكا إلى الإصابة بعدة جروح خطيرة، وقد حدث ذلك بعد ذهابه مع مجموعة من الشباب التابعون إلى شعب القوقاز؛ وذلك من أجل مواجهة مجموعة من الشيشان، والذين كانوا يحاولون في ذلك الوقت تنفيذ هجوم على البلدة، ومن بين هؤلاء الشباب الشيشان كان شقيق الشاب الذي تم قتله في السابق على يد لوكا، وفي تلك المواجهة يخسر الشيشان أمام القوقاز، وقد كان ذلك جراء استخدام القوزاق عربةً ضخمة من أجل التصدي إلى رصاصاتهم، لكن شقيق القتيل الشيشاني نجح في إطلاق رصاصة على لوكا وأصابه في بطنه، وفي أشرف لوكا على الموت.

لكن جميع أهالي البلدة ساعدوا حتى الشفاء، وفي تلك الأثناء يتقرب ديمتري من ماريا ويطلب منها الزواج مرة أخرى، لكنها في هذه المرة رفضت طلبه وبشدة وغضب، وهنا يدرك ديمتري أنّ التصور والانطباع الأول بتأكده من عدم قدرته على الوصول إلى هذه الفتاة كان صادق بالفعل، وهنا طلب ديمتري من قائد كتيبته السماح له بمغادرة الكتيبة والانضمام إلى الأركان، وفي النهاية يودع ديمتري العجوز ويسير إلى الانتقال إلى مكان آخر والالتحاق بالأركان.

المصدر: The Cossacks Novel


شارك المقالة: