قصة الأخوين الغاضبين

اقرأ في هذا المقال


تمضي السنين على عجل، ويأتي على الإنسان وقت يتمنّى لو يعود به الزمن ليقوم بفعل أشياء كثيرة، سنحكي في قصة اليوم عن أخوين دائمي الشجار، استمر بهما الحال إلى أن أصبحا عجوزين، وعندما جلسا في مرة وتأمّل كل منهما حياته، تمنّوا لو عادت بهما مرحلة الطفولة ليقضياها باللعب والمرح.

قصة الأخوين الغاضبين

كان هناك أخوين يعيشان مع بعضهما البعض في عائلة سعيدة، وهما سيف وآدم، كانا يحبّان بعضهما البعض كثيراً ويترافقان في أغلب الأحيان ويلعبان معاً، لكن بنفس الآن لا يكفّان عن الشجار، ففي مرّة من المرّات نشب بينهما شجار كبير على لعبة من الألعاب كان كل منهما يريد أن يلعب بها لوحده.

قرّر هذين الأخوين أن يقومان باقتسام الألعاب؛ فيأخذ كل منهما ألعابه الخاصّة به ويلعب بها، ولكن الألعاب مختلفة الأحجام فمهنا الصغير ومنها الكبير؛ لذلك كانا يتشاجران على الألعاب الصغيرة والكبيرة، ظلّ سيف وآدم على هذه الحال مدّة طويلة، يتشاجران في النهار والليل.

وفي يوم من الأيام أراد كل منهما التوقّف عن اللعب بسبب الشجار الدائم، وتحوّلت حياتهما إلى غضب وصراخ طوال الوقت، قال سيف: سأقوم بعمل جبل من ألعابي خلف المنزل، وعندما شاهده أخاه آدم قرّر عمل نفس الشيء، ولكنّما عندما التقيا عادا للشجار على اختيار الألعاب التي سيقومان بصنع الجبل منها.

مرّت الأيام والسنوات حتى كبر آدم وسيف وأصبحا رجلين عجوزين، وعرف عنهما في الفترة الماضية أنّهما دائمي الخلاف والشجار، ولا يكفّان عن الغضب والصراخ أبداً، في يوم من الأيام جلس سيف وآدم يتحدّثان وبدأ كل منهما يحكي ذكريات طفولته، ذكر آدم قصّة الجبلين خلف المنزل.

ذهب سيف وآدم ليروا ماذا حلّ بالجبلين الذي قاما ببنائه، تفاجأ كل منهما أن الجبلين قد أصبحا جبل واحد؛ فقد كان الأطفال يأتون ويقومون بخلط الألعاب معاً، نظر سيف لآدم وشعرا بالندم على ضياعهما لهذه السنوات التي مضت بالخلاف والنزاع والصراخ، وتمنّى كل منهما لو استغل هذه الأوقات الجميلة باللعب والاستمتاع، صار العجوزين يلعبان مع الأطفال كل يوم وتم تسميتهما بالعجوزين اللاعبين.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: