قصة قصيدة إذا ما أراد الغزو لم تثن عزمه

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر كثير عزة عندما دخل إلى الخليفة عبد الملك بن مروان بينما كان يتجهز للخروج لقتال مصعب بن الزبير.

من هو كثير عزة؟

هو كثير عزة بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، شاعر من شعراء العصر الأموي.

قصة قصيدة إذا ما أراد الغزو لم تثن عزمه

أما عن مناسبة قصيدة “إذا ما أراد الغزو لم تثن عزمه” فيروى بأن كثير عزة دخل في يوم من الأيام إلى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان الخليفة ساعتها يتجهز للخروج إلى مصعب بن الزبير، فقال له الخليفة: ويحك يا كثير، لقد تذكرتك قبل قليل بشعر من شعرك، فإن قلت لي ما هو الشعر الذي تذكرتك به، وأصبت به أعطيتك ما تريد، فقال له كثير: يا مولاي، كأنك حينما ودعت زوجتك بكت لفراقك، فبكيت أنت لبكئها، وتذكرت قولي:

إِذا ما أَرادَ الغَزوَ لَم تَثنِ عَزمَهُ
حَصانٌ عَلَيها نَظمُ دُرٍّ يَزينُها

يمدح الشاعر الخليفة عبد الملك بن مروان ويقول بأنه عندما يريد أن يخرج غازٍ لم يثنه شيء عن ذلك، فيخرج على خيله المزينة بالنظم كأنها الدر.

نَهَتهُ فَلَمّا لَم تَرَ النَهيَ عاقَهُ
بَكَت فَبَكى مِمّا شَجاها قَطينُها

وَلَم يَثنِهِ عِندَ الصَبابَةِ نَهيُها
غَداةَ اِستَهَلَّت بِالدُموعِ شُؤونُها

وَلَكِن مَضى ذو مِرَّةٍ مُتَثَبِّتٌ
لِسُنَّةِ حَقٍّ واضِحٍ يَستَبينُها

أَشَمُّ عَميمٌ في العَمامَةِ أَظهَرَت
حِزامَتُهُ أَجلادَ جِسمٍ يُعينُها

وَصِدقَ مَواعيدٍ إِذا قيلَ إِنَّما
يُصَدِّقُ موعودَ المَغيبِ يَقينُها

وَهُم يَضرِبونَ الصَفَّ حَتّى يُثَبّتوا
وَهُم يُرجِعونَ الخَيلَ جُمّاً قُرونُها

فَتىً أَخلَصَتهُ الحَربُ حَتّى تَقَلَّبَت
كَما أَخلَصَت عَضباً بِضَربٍ قُيونُها

وَصِدقَ مَواعيدٍ إِذا قيلَ إِنَّما
يُصَدِّقُ موعودَ المَغيبِ يَقينُها

وَهُم يَضرِبونَ الصَفَّ حَتّى يُثَبّتوا
وَهُم يُرجِعونَ الخَيلَ جُمّاً قُرونُها

فَتىً أَخلَصَتهُ الحَربُ حَتّى تَقَلَّبَت
كَما أَخلَصَت عَضباً بِضَربٍ قُيونُها

فقال له الخليفة: لقد أصبت يا كثير، فاطلب ما تريد، فقال له كثير: مائة من أفضل نوقك، فقال له الخليفة: هي لك، ومن ثم سار الخليفة إلى العراق، وبينما هو في طريقه إلى العراق أخذ الخليفة يتفكر بما دار بينه وبين كثير قبل أن يخرج ، فأمر بأن يحضروه له، وعندما أتاه، قال له: إن قلت لك بما كنت تفكر هل تعطيني حكمي؟، فقال له كثير: نعم، فقال له الخليفة: إنك تقول في نفسك بأن هذا الرجل ليس على مذهبي، وهو في طريقه لقتال رجل ليس على مذهبي، فإن أصابني سهم، خسرت دنياي وآخرتي، فقال له كثير: نعم والله يا مولاي، ما هو حكمك؟، فقال له الخليفة: حكمي أن تعود إلى أهلك وأحسن جائزتك، وأعطاه مالًا وأعاده إلى أهله.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل كثير عزة إلى الخليفة في يوم، وكان في طريقه لقتال مصعب بن الزبير، فسأله الخليفة عن شعر تذكره له، وأخبره بأنه إن عرف ما هو له ما يريد، فأخبره الشعر وأصاب، فأعطاه ما يريد، ومن ثم خرج إلى العراق.

المصدر: كتاب "مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان" تأليف عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: