قصة لغز المصابيح

اقرأ في هذا المقال


نواجه في حياتنا الكثير من الألغاز المختلفة التي تريد منّا مواجهتها بكل شجاعة، هذا ما حدث مع زياد الذي واجهت قريته لغز سرقة المصابيح، وعندما واجه الأمر بكل شجاعة استطاع أن يكتشف الفاعل، ويساعد أهل قريته في حل تلك المشكلة، وكذلك استطاع أن يواجه السارق ويتعرّف إلى سبب سرقته ويحلّ له مشكلته التي جعلته يسرق تلك المصابيح.

قصة لغز المصابيح

يحكى زياد قصّته الغريبة مع اختفاء المصابيح، ففي إحدى الليالي تم فقدان جميع المصابيح في القرية، وامتلأ الظلام الدامس في جميع المنازل؛ الأمر الذي سبّب الخوف والذعر للجميع، والأمر الذي زاد من شعورهم بالخوف هو بحثهم الطويل عن تلك المصابيح دون أي فائدة، فكان أمر اختفاء المصابيح أمر غامض ولغز عجيب أثار الحيرة والاستغراب بين النّاس.

لذلك فكّر زياد في حل لتلك المشكلة، وقال في نفسه: لا بدّ أن أمر اختفاء المصابيح هذا له سبب، وأنّ هنالك سارق ولا بدّ أن هذا السارق قد ترك خلفه أي دليل أو أثر؛ فقرّر أن يبدأ برحلة البحث عن السارق، بدأ زياد بتجهيز نفسه لكي يحاول إيجاد أي دليل على سارق المصابيح، قام بارتداء قبعّة وأحضر معه عدسة مكبرّة وبدأ يسير بطريقه.

أول ما وجده زياد هو شعرة سوداء طويلة، وكانت تلك الشعرة بجانب نافذة منزله، وقال في نفسه وهو يصرخ: تلك هي شعرة السارق، لا بدّ أنّه تركها وراءه وهرب، ولكن يا ترى هذه الشعرة يبدو عليها أنّها خميلة سوداء، لا يبدو أنّها لبشر بل ربّما لغول أو قرد شمبانزي أو غزال، بدأ زياد يشعر بالخوف.

كان زياد يشعر بالخوف الشديد ولكنّه قال في نفسه: لا بدّ أن أستجمع شجاعتي لأكتشف السارق الحقيقي للمصابيح، أخذ عدسته وراح يبحث عن السارق في كلّ مكان، صعد أعلى الجبل وبحث في البساتين والسهول، ولكن لم يجد أي كائن حي تنطبق عليه مواصفات تلك الشعرة، شعر بالتعب الشديد لطول بحثه المتواصل.

جلس زياد ليستريح قليلاً من تعبه وإجهاده، وبينما هو كذلك إذ رأى ضوءً متوهجّاً من بعيد، تفاجأ زياد وقال في نفسه: عجباً من أين يأتي هذا الضوء ومصابيح القرية جميعها قد سرقت، اقترب زياد أكثر ليعرف مصدر الضوء، وعندما اقترب أكثر وجد أن الضوء قادم من داخل الكهف المجاور؛ قرّر زياد أن يدخل الكهف فوجد مصابيح القرية داخله مفكّكة، قال في نفسه: لا بدّ أن السارق أخذ المصابيح ووضعها هنا وهرب، ولكن أين ذهب يا ترى.

بينما كان زياد يحدّث نفسه ويتساءل عن السارق إذ سمع صوت عالي جدّاً وغليظ يقول له: أنا الذي سرق المصابيح جميعها، عندما نظر زياد والتفت رأى دبّاً طويلاً شعره أسود وضخم الحجم يقف ويقول: من أنت؟ شعر زياد بالخوف والدهشة بنفس الآن، ولكنّه استجمع شجاعته وقال: هل أنت دب الإنديز الذي يسكن بالكهوف وذو الشعر الأسود الطويل؟ ردّ عليه الدب: نعم أن هو دب الإنديز.

سأله زياد: ولماذا قمت بسرقة مصابيح أهل القرية؟ ردّ عليه الدب وقال: هل تريد حقّاً أن تعرف لماذا قمت بذلك؟ أنا أسكن بالكهوف منذ وقت طويل، ولم يعد هنالك دببة من سلالتي وأنا أشعر بالوحدة، أردت البحث عن شيء يؤنس وحدتي، فشعرت أنّني لو أضأت الكهف وصار يلمع ربّما سأجد بعض الأصدقاء، نظر له زياد وقال: ولماذا لم تخبرنا بأنّك الوحيد من نوعك وتعاني من تلك المشكلة، لو قلت لي ذلك لبحثت لك عن الحل، هلّا أعدت المصابيح لأصحابها لكي أجد لك الحل؟

وافق الدب على هذا الحل وقال لزياد: لقد سرقت مصابيح قريتكم، ولكنّها كانت تستهلك الكثير من الكهرباء، لذلك قرّرت أن أستبدلها بمصابيح القرية المجاورة؛ فلديهم مصابيح موفّرة، خطر بذهن زياد أن يقوم باقتراح قد أثاره الدب لأهل قريته، وهو استبدال مصابيح قريتهم بنوع آخر ممّا يجعلهم يوفرّون استهلاك الكهرباء.

نفّذ زياد تلك الخطة وساعد أهل قريته، أمّا مشكلة الدب فقرّر هو وزملائه أن يقوموا كل يوم بزيارته واللعب معه، وصار زياد وأصدقائه أصدقاء للدب الأسود، وكان هو يزورهم في المدرسة في بعض الأيام، وبذلك استطاع زياد أن يقوم بحل لغز المصابيح وأن يساعد الدب ويحصل على صديق جديد.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: