في مُعظم الأحيان، يكون لون البول أصفر باهت لأنه يحتوي على مادة يوريكروم (Urochrome)، وهي أحد المواد التي يتم إنتاجها عند تحلّل الهيموغلوبين. الهيموغلوبين: هو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء والذي يتمسّك بالأكسجين حتى يُمكن نقله حول الجسم.
في بعض الأحيان، يتحوّل لون البول إلى لون مُختلف تماماً عن لونه الطبيعي. إنّ رؤية اللون الأحمر أو البرتقالي بدلاً من اللون الأصفر المُعتاد قد يكون مُقلق، خاصة إذا كان هناك أيضاً أعراض مثل الإحساس بالحرقة أو الألم بالتبوّل. قد يكون لون البول غير الطبيعي دليل مُبكّر على وجود حالة طبية خطيرة. لتكون في الجانب الآمن، يجب مناقشة هذه الأعراض مع الطبيب.
يُمكن أن يتغيّر لون البول لأسباب غير ضارّة تتعلّق بالأطعمة التي تناولتها أو الأدوية التي تتناولها. والألوان الأُخرى غير الأحمر والبرتقالي غير طبيعية للغاية. فيما يلي أسباب لبعض تغييرات الألوان وما قد يعنيه ذلك.
ألوان البول ودلالاته:
أولاً: لون البول الأصفر الغامق
يتكوّن البول من الماء والسموم التي تقوم الكلية بترشيحها من الدم. إذا تحوّل لون البول الطبيعي إلى اللون الأصفر الغامق، فقد يحتوي على كمية أقل من المياه ومخلّفات أكثر من المُعتاد، ممّا قد يكون مؤشّراً على أنك تُعاني من الجفاف بسبب عدم شرب كمية كافية من السوائل.
ثانياً: لون البول الأحمر
يُمكن أن يختلف لون البول الطبيعي إلى اللون الوردي أو اللون الأحمر الغامق. ويُمكن للفحص البسيط معرفة ما إذا كان اللون الأحمر ناتج عن بيلة دموية: وهي حالة من وجود خلايا الدم الحمراء في البول (وهي عبارة عن المصطلح الطبي للدم في البول). يُمكن أن يتحوّل البول أيضاً إلى اللون الأحمر إذا كان يحتوي على الميوغلوبين، وهو بروتين مُرتبط بالأكسجين في خلايا العضلات يُشبه الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء.
أيّ عدد من المشاكل الصحيّة التي تُؤثر على الجهاز البولي (الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل) يُمكن أن تسمح بدخول الدم إلى البول. تشمل المشاكل التي تُؤثر على الجهاز البولي حصى الكلى والتهابات المثانة أو سرطان المثانة. وفي الرجال تضخّم غدة البروستاتا (تضخّم البروستاتا الحميد).
يُمكن أن تُؤدي التمارين الشاقّة أيضاً إلى تحوّل البول إلى اللون الأحمر. يُمكن أن يكون بسبب الهيموغلوبين من خلايا الدم الحمراء التي تتسرّب إلى البول أو تكون ناتجة عن خلايا تالفة في مجرى الدم. أثناء التمارين الشاقّة، تنهار خلايا العضلات، وفي بعض الأشخاص يتم تحرير كمية كافية من الميوغلوبين لتحويل لون البول الطبيعي إلى اللون الأحمر.
الحالات الموروثة التي تُؤثّر على خلايا الدم الحمراء والهيموغلوبين، مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، يُمكن أن تُسبب بيلة دموية. وهناك مجموعة نادرة من الحالات المعروفة مُجتمعة باسم (البورفيريات) يُمكن أن تتحوّل إلى اللون البني المُحمّر أو البني.
ولكن هناك أيضاً سبب غير ضار للبول الأحمر يُسمّى (beeturia)، والذي يُمكن أن يحدث بعد تناول الشمندر. بعض الناس، وخاصة أولئك الذين لديهم حمض منخفض في المعدة، لن يكسروا الصبغة التي تُسمّى البيتانين في الشمندر. يتم امتصاصه في الأمعاء، ويدخل مجرى الدم ويُفرز عن طريق الكلى. يُؤدي نقص الحديد وتناول الشمندر مع الأطعمة التي تحتوي على مادة تُسمّى أوكسالات إلى زيادة احتمال الإصابة بتبوّل البول الأحمر.
ثالثاً: لون البول البني أو الأسود
إذا كان لون البول أحمر داكن، فقد يبدو لونه بني أو حتى أسود. في مثل هذه الحالات، قد تكون أسباب البول البني أو الأسود هي أسباب البول الأحمر الداكن.
لكن يُمكن أن يتحوّل البول إلى اللون البني. بسبب تراكم البيليروبين، وهو مُنتج آخر من عوامل انهيار الهيموغلوبين، في بعض الأحيان يكون لون البول بني أو أسود بسبب أمراض الكبد، مثل التهاب الكبد وتليّف الكبد، أو القناة الصفراوية التي تُسدّها الحصوات المرارية أو الورم أو بعض العقبات الأخرى. إذا وصل بعض من البيليروبين الزائد إلى البول، فيمكن للبول أن يتحوّل إلى لون بني.
عندما تتفكك خلايا الدم الحمراء في نفس الوقت، ينتج أيضاً فائض البيليروبين الذي قد يلوّث البول بسبب فقر الدم الانحلالي.
الميلانوما، أخطر أنواع سرطان الجلد، الميلانين: هي الصبغة التي تُسبب تغميق لون الجلد، وبعض من تلك الصباغ قد ينتهي به المطاف في البول. الأطعمة التي قد تحوّل لون البول الطبيعي إلى اللون البني تشمل حبوب الفافا والراوند.
رابعاً: لون البول البرتقالي
يُمكن أن تُحوّل العديد من الأدوية لون البول الطبيعي إلى اللون البرتقالي، بما في ذلك أيزونيازيد، الدعامة الأساسية لعلاج السُّل، دواء آخر للسُّل هو الريفامبين، جرعات عالية من الريبوفلافين، فيتامين ب، والفينازوبيريدين (Pyridium)، وهو دواء يستخدم في علاج التهاب المسالك البولية لتخفيف التبوّل المُؤلم.
خامساً: لون البول الأبيض الحليبي
تتسبب عدوى المسالك البولية أحياناً في تحويل لون البول الطبيعي إلى اللون الأبيض الحليبي؛ لأنها تُثير استجابة مناعية تطلق خلايا الدم البيضاء بشكل كبير. الأسباب الأُخرى للبول الأبيض تشمل بلورات حمض اليوريك ناتجة بسبب تناول الأطعمة الغنية بالبورين، مثل اللحوم الحمراء (لحم الضأن ولحم البقر)، وبلورات الفوسفات من هرمون الغدة الدرقية الزائد.
سادساً: لون البول الأزرق
يُمكن أن يتحوّل لون البول الطبيعي إلى لون الميثيلين الأزرق، وهو صبغة تستخدم في الفحوصات التشخيصية المُختلفة. الميثيلين الأزرق له خصائص مُضادة للميكروبات، لذلك يوجد أحياناً في الأدوية والعلاجات المنزلية. يُستخدم أيضاً من تلقاء نفسه لعلاج بعض الحالات الطبية النادرة. الحالات الوراثيّة مثل متلازمة مرض هارتنوب يُمكن أن تُؤدي إلى البول الأزرق.
ثامناً: لون البول الأخضر
إذا دخلت الصبغة الزرقاء إلى البول، فإنّ اللون يكون غالباً أخضر؛ لأن اللون الأزرق يمتزج مع اللون الأصفر المُوجود في مكانه الطبيعي. ولكن هناك تقارير حالة عن العديد من الأدوية الشائعة التي تُسبب البول الأخضر أو الأخضر المُزّرق، بما في ذلك البروبوفول المُخدر، وسيميتيدين دواء حمض المعدة (Tagamet)، والأميتريبتيلين المُضاد للإكتئاب ثلاثي الحلقات (Elavil).
اللون الأخضر هو تأثير جانبي غير ضار. يضيف الهليون أحياناً لون أخضر غير ضار تماماً. ولكن يُمكن أن يكون البول الأخضر علامة على وجود عدوى في المسالك البولية أو عدوى بكتيرية دخلت في الدم (تجرثم الدم).
تاسعاً: لون البول الأرجواني
اللون الأرجواني هو لون البول الوحيد الذي يحمل متلازمة سُميّت باسمه: متلازمة كيس البول الأرجواني. يحدث عندما يكون لدى شخص ما قسطرة بولية. تقوم البكتيريا التي تستعمر القسطرة، أو كيس التجميع، أو كلاهما بإنتاج مادة تُدعى (indirubin)، وهي حمراء ونيليّة وزرقاء اللون، وتتحد معاً لتكوين لون أرجواني ساطع.