مشاكل صحية تدل على نقص اليود في الجسم

اقرأ في هذا المقال


اليود هو معدن أساسي شائع في المأكولات البحرية. يتم استخدامه في الغدة الدرقية لإنتاج الهرمونات، والتي تُساعد على إصلاح الخلايا التالفة والتحكّم في النمو ودعم عملية التمثيل الغذائي الصحي.

الأشخاص الأكثر عرضة لنقص اليود 

لسوء الحظ، ما يصل إلى ثلث الناس في جميع أنحاء العالم معرّضون لخطر نقص اليود. الأشخاص الأكثر تعرّض لخطر نقص اليود:

  • النساء الحوامل.
  • الأشخاص الذين يعيشون في البلدان التي يوجد فيها القليل جداً من اليود في التربة. ومن هذه البلدان جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا ونيوزيلندا والدول الأوروبية.
  • الأشخاص الذين لا يستخدمون الملح المعالج باليود.
  • الناس الذين يتبعون نظام غذائي نباتي.

من ناحية أُخرى، فإنّ نقص اليود نادر في الولايات المتحدة، حيث توجد مستويات كافية من المعادن في الإمداد الغذائي. يُمكن أن يسبب نقص اليود أعراضاً غير مريحة وحتى شديدة. وهي تشمل تورّم في الرقبة والمشاكل المُتعلقة بالحمل وزيادة الوزن وصعوبات التعلم.

أعراض نقص اليود تشبه إلى حد كبير أعراض قصور الغدة الدرقية، أو هرمونات الغدة الدرقية المُنخفضة. نظراً لاستخدام اليود في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، فإنّ نقص اليود يعني أن الجسم لا يستطيع إنتاج ما يكفي منها، ممّا يُؤدي إلى قصور الغدة الدرقية.

علامات وأعراض نقص اليود في الجسم

1- تورم في الرقبة

التورّم في مقدمة الرقبة هو من أكثر الأعراض شيوعاً لنقص اليود. وهو ما يُسمّى (تضخّم الغدة الدرقيّة) ويحدث عندما تنمو الغدة الدرقية بشكل كبير. الغدة الدرقية: هي غدّة صغيرة على شكل فراشة في مقدمة الرقبة.

عندما ترتفع مستويات الدم من هرمون الغدة الدرقية (TSH)، تستخدم الغدة الدرقية اليود لصنع الهرمونات. ومع ذلك، عندما يكون الجسم منخفضاً في اليود، لا يُمكن أن يكفي لصنع الهرمونات. للتعويض، تعمل الغدة الدرقية بجهد أكبر في محاولة لكسب المزيد من اليود. يُؤدي هذا إلى نمو وتكاثر الخلايا، ممّا يُؤدي في نهاية المطاف إلى تضخّم في الغدة الدرقيّة.

لحسن الحظ، يُمكن علاج مُعظم الحالات عن طريق زيادة كمية اليود. ومع ذلك، إذا لم يتم علاج تضخّم الغدة الدرقية لسنوات عديدة، فقد يتسبب في تلف دائم للغدة الدرقية.

2- زيادة الوزن غير المتوقع

زيادة الوزن غير المُتوقعة هي علامة أُخرى على نقص اليود. قد تحدث زيادة الوزن أو السّمنة إذا كان الجسم لا يحتوي على ما يكفي من اليود لصنع هرمونات الغدة الدرقية. وذلك لأن هرمونات الغدة الدرقية تُساعد في التحكّم في سرعة الأيض وهي العملية التي يحوّل بها الجسم الطعام إلى طاقة وحرارة.

عندما تكون مستويات هرمون الغدة الدرقية لديك منخفضة، يحرق الجسم سعرات حرارية أقل أثناء الراحة. لسوء الحظ، هذا يعني أن الباقي من السعرات الحرارية التي لا يتم حرقها من الأطعمة التي تتناولها يتم تخزينها في الجسم كدهون. إن إضافة المزيد من اليود إلى النظام الغذائي قد يُساعد في عكس آثار الأيض البطيء، حيث يُمكن أن يساعد الجسم على إنتاج المزيد من هرمونات الغدة الدرقية.

3- التعب والضعف

التعب والضعف من الأعراض الشائعة لنقص اليود. في الواقع، وجدت بعض الدراسات بأن ما يقارب من 80٪ من الأشخاص الذين يُعانون من انخفاض في مستويات هرمون الغدة الدرقية، والتي تحدث في حالات نقص اليود، يشعرون بالتعب والبطء والضعف. تحدث هذه الأعراض من بينها الضعف لأن هرمونات الغدة الدرقية تُساعد الجسم على توليد الطاقة.

عندما تكون مستويات هرمون الغدة الدرقية منخفضة، لا يستطيع الجسم إنتاج الكثير من الطاقة كما يفعل عادة. قد يتسبب ذلك في انخفاض مستويات الطاقة لديك ممّا يجعلك تشعر بالضعف. في الواقع، وجدت دراسة أجريت على 2،456 شخصاً أن التعب والضعف هما أكثر الأعراض شيوعاً بين المُصابين بمستويات هرمون الغدة الدرقية منخفضة.

4- تساقط الشعر

هرمونات الغدة الدرقية تُساعد في السيطرة على نمو بُصيلات الشعر. عندما تكون مستويات هرمون الغدة الدرقية منخفضة، قد تتوقّف بصيلات الشعر عن التجدد. وبمرور الوقت، قد يُؤدي ذلك إلى تساقط الشعر. ولهذا السبب، قد يُعاني الأشخاص الذين يُعانون من نقص اليود أيضاً من تساقط الشعر.

وجدت إحدى الدراسات التي شملت 700 شخص أن 30٪ من المصابين بمستويات مُنخفضة من هرمون الغدة الدرقية يُعانون من تساقط الشعر. ومع ذلك، فقد وجدت دراسات أُخرى أن انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية يبدو أنه يسبب تساقط الشعر فقط لدى أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من فقدان الشعر.

إذا كنت تعُاني من تساقط الشعر بسبب نقص اليود، فقد يُساعد الحصول على ما يكفي من هذا المعدن في تصحيح مستويات هرمون الغدة الدرقية لديك ووقف تساقط الشعر.

5- الجلد الجاف

قد يؤثر الجلد الجاف على العديد من الأشخاص المُصابين بنقص اليود. في الواقع، وجدت بعض الدراسات أن ما يصل إلى 77٪ من الأشخاص الذين يُعانون من انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية قد يُعانون من جفاف الجلد. هرمونات الغدة الدرقية، التي تحتوي على اليود، تُساعد خلايا الجلد على التجديد. عندما تكون مستويات هرمون الغدة الدرقية منخفضة، فإنّ هذا التجديد لا يحدث في كثير من الأحيان، وربما يُؤدي إلى جفاف الجلد.

بالإضافة إلى ذلك، تُساعد هرمونات الغدة الدرقية الجسم على تنظيم العرق. الأشخاص الذين يُعانون من مستويات قليلة من هرمون الغدة الدرقية، مثل أولئك الذين يُعانون من نقص اليود، يميلون إلى التعرّق أقل من الأشخاص الذين يُعانون من مستويات هرمون الغدة الدرقية الطبيعي. بالنظر إلى أن العرق يساعد في الحفاظ على رطوبة البشرة وترطيبها، فإنّ نقص العرق قد يكون سبباً آخر لكون الجلد الجاف والقشاري أحد الأعراض الشائعة لنقص اليود.

6- الشعور بالبرودة أكثر من المعتاد

الشعور بالبرد هو أحد الأعراض الشائعة لنقص اليود. في الواقع، وجدت بعض الدراسات أن أكثر من 80٪ من الأشخاص الذين يُعانون من انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية قد يشعرون بأنهم أكثر حساسية لدرجات الحرارة الباردة من المُعتاد. نظراً لاستخدام اليود في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، يُمكن أن يُؤدي نقص اليود إلى انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية لديك.

بالنظر إلى أن هرمونات الغدة الدرقية تُساعد في التحكم في سرعة عملية الأيض لديك، فقد تُؤدي مستويات هرمون الغدة الدرقية المُنخفضة إلى تباطؤها. الأيض الأبطأ يولّد حرارة أقل، ممّا قد يجعلك تشعر أكثر برودة من المُعتاد. أيضاً، تُساعد هرمونات الغدة الدرقية على تعزيز نشاط الدهون البني، وهو نوع من الدهون متخصص في توليد الحرارة. وهذا يعني أن انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية، والتي قد تكون ناجمة عن نقص اليود، يُمكن أن تمنع الدهون البني من أداء وظيفته.

7- التغييرات في معدل دقات القلب

معدل دقات القلب هو مقياس لعدد مرات دقات القلب في الدقيقة. قد يتأثّر بمستويات اليود. القليل جداً من هذا المعدن يُمكن أن يتسبب في دقات القلب بشكل أبطأ من المُعتاد، بينما قد يُؤدي الكثير منه إلى دقات القلب بشكل أسرع من المُعتاد. قد يُؤدي نقص اليود الوخيم إلى معدل دقات القلب البطيء بشكل غير طبيعي. هذا يُمكن أن يجعل تشعر بالضعف والتعب والدوار وربما يسبب لك الشعور بالاغماء.

8- مشاكل في التعلم والتذكر

قد يؤثر نقص اليود على القدرة على التعلّم والتذكّر. وجدت دراسة شملت أكثر من 1000 شخص بالغ أن الذين لديهم مستويات هرمون الغدة الدرقية أعلى أداء في اختبارات التعلم والذاكرة، مقارنة مع تلك التي لديها مستويات هرمون الغدة الدرقية أقل.

هرمونات الغدة الدرقية تُساعد العقل على النمو والتطوّر. هذا هو السبب في أن نقص اليود، المطلوب لصنع هرمونات الغدة الدرقية، يُمكن أن يقلل نمو المخ. في الواقع، وجدت الدراسات أن الحصين، وهو جزء من الدماغ يتحكم في الذاكرة طويلة المدى، يبدو أصغر في الأشخاص الذين يٌعانون من انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية.

9- مشاكل أثناء الحمل

النساء الحوامل معرّضات بشكل كبير لخطر نقص اليود. هذا لأنهم يحتاجون إلى الاستهلاك الكافي لتلبية احتياجاتهم اليومية، وكذلك احتياجات طفلهم المتنامي. يستمر الطلب المتزايد على اليود طوال فترة الرضاعة، حيث يتلقى الأطفال اليود من خلال حليب الأم. عدم تناول كمية كافية من اليود طوال فترة الحمل والرضاعة قد يسبب آثاراً جانبية لكل من الأم والطفل.

قد تواجه الأمهات أعراض قصور الغدة الدرقية، مثل الإصابة بتضخّم الغدة الدرقية والضعف والتعب والشعور بالبرد. وفي الوقت نفسه، قد يُؤدي نقص اليود عند الرضع إلى توقف النمو البدني وتطور المخ.

10- مشاكل الحيض لدى النساء

قد يحدث نزيف الحيض الثقيل وغير النظامي نتيجة لنقص اليود. مثل معظم أعراض نقص اليود، يرتبط هذا أيضاً بمستويات منخفضة من هرمونات الغدة الدرقية، نظراً لأن اليود ضروري لصنع هرمونات الغدة الدرقية. في إحدى الدراسات، شهدت 68٪ من النساء ذوات مستويات هرمون الغدة الدرقية انخفاضاً في دورات الحيض غير المنتظمة، مقارنة بـ 12٪ فقط من النساء الأصحاء.

تُشير الأبحاث أيضاً إلى أن النساء ذوات مستويات هرمون الغدة الدرقية المنخفضة يتعرّضن لدورات شهريّة أكثر تواتراً مع نزيف حاد. وهذا لأن انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية قد يُعطّل إشارات الهرمونات التي تشارك في الدورة الشهريّة.


شارك المقالة: