إن الحالة الصحيّة والجنس والعمر للمريض تفترض نوعية الدواء والجرعة المناسبة التي لا بد أن يتناولها، والتي من الممكن أن تتأثر في غذائه أو حالته التغذوية.
تأثير الغذاء على امتصاص الدواء
وبما أن تداخلات الدواء مع الغذاء سوف تؤثر على خصائص الدواء بالتالي سوف تُأثّر على آلية تأثيره المُفترض وتوزيعه في الجسم في المكان أو العضو المناسب (target site). كما تتأثر امتصاصية الدواء في الجسم في عدة عوامل منها الغذاء المتناول.
أمثلة على الأدوية التي تتأثر بما يتناوله المريض من طعام وشراب
1- أدوية القلب ACE Inhibitors(Angiotensin Converting Enzyme Inhibitors)
هذه بعض أدوية القلب التي تتأثر بما يتناوله المريض من الطعام والشراب، تستخدم هذه الأدوية وحدها أو مع غيرها من الأدوية لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، ولمعالجة الفشل في عضلة القلب مثل:
– دواء (Capoten 25 mg ، 50 mg)
- يجب تناول هذه الأدوية قبل تناول وجبة الطعام بساعة.
- إنّ هذه الأدوية تزيد من مستوى البوتاسيوم في الجسم لذلك يجب عدم تناول الأغذية التي تحتوي على كميّة كبيرة من البوتاسيوم بكميات كبيرة مثل: الموز والبرتقال والخضار الورقية الخضراء وعدم تناول بدائل الأملاح(salt substitutes) التي تحتوي على كمية كبيرة جداً من البوتاسيوم، لذلك يجب استشارة الطبيب في حال تناول بدائل الملح أو المكمِّلات الغذائية التي تحتوي على البوتاسيوم، لأنَّ ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الجسم قد يؤدي إلى عدم انتظام في ضربات القلب وأيضاً يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب.
2- مدرات البول (Diuretics)
تُعرف هذه الأدوية ب مُدرّات البول وتعمل على التخلص من السوائل الزائدة في الجسم والتي تُسبب التورُّم الذي يُصاب به المريض في بعض الأحيان، كمت تُعرف هذا الأدوية بأنَّها تساعد على التخلُّص من الصوديوم بالتالي يساعد على خفض ضغط الدم مثل :
- Lasix 40 mg.
- Esidrex 12.5 mg.
- Moduretic 5 mg.
- Aldacton 25 mg ، 50 mg .
تناول هذه الأدوية مع الطعام إذا كان المريض يعاني من إضطرابات في المعدة. عند تناول مدرات البول ( lasix، Esidrex، Moduretic ) فإن هذه الأدوية تعمل على خفض مستوى البوتاسيوم في الجسم لذلك يجب أن تتناول يومياً من مصادر البوتاسيوم الموجودة في الغذاء.
عند تناول مدر البول Aldacton فإنَّ هذا الدواء يحتفظ بالبوتاسيوم في الجسم مماّ يؤدي إلى ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الجسم ممّا يؤدي إلى التسبُّب في عدم انتظام في ضربات القلب وتسارع في ضربات القلب، لذلك يجب عدم تناول الأغذية التي تحتوي على كميَّة كبيرة من البوتاسيوم بكميات كبيرة التي أشرنا إليها سابقاً وعدم تناول بدائل الملح.
3- أدوية Glycosides
تُستخدم هذه الأدوية في معالجة الفشل في عضلة القلب و معالجة عدم إنتظام ضربات القلب مثل:
– دواء Digoxin
- يجب تناول هذا الدواء قبل ساعة من تناول الطعام أو بعد ساعتين من تناول الطعام.
- يجب تناول الدواء بنفس الموعد حسب تعليمات الطبيب.
- إن تناول هذا الدواء مع أغذية عالية بالألياف قد تؤدي إلى التقليل من امتصاصة في الجسم ويقلل من فاعليته، لذلك يجب تناول هذا الدواء بعد تناول وجبات الطعام التي تحتوي على ألياف عالية بساعتين.
- عدم تناول عِرق السوس وخلاصته والمنتجات التي تحتوي عليه، لأنَّ عند تناول هذا الدواء مع عرق السوس قد يؤدي إلى عدم انتظام في ضربات القلب.
4- أدوية (Lipid- Altering Agents Statins)
تُستخدم هذه الأدوية في معالجة ارتفاع الكولسترول في الدم، وذلك عن طريق التقليل في تكوين الكولسترول السيئ LDL والتي يمكن أن تزيد مستوى الكولسترول الجيد في الدم HDL ممّا يؤدي إلى التقليل من حدوث تصلّب الشرايين وبالتالي تُقلل من حدوث الجلطات مثل:
– دواء Zocor 20 mg
- يجب تناول هذا الدواء مساءً أو قبل النوم، لأنّ عملية إنتاج الكولسترول في الكبد تكون مرتفعة في منتصف الليل.
- عدم تناول هذا الدواء مع ثمرة الجريب فروت أو عصير الجريب فروت أو المكملات الغذائية التي تحتوي على خلاصة الجريب فروت لأنَّها تعمل على زيادة تركيزه في الدم مما يؤدي إلى زيادة التأثيرات الجانبية لهذا الدواء.
5- أدوية (Anticoagulant blood thinners)
تُسمى هذه الأدوية بمضادات التخثُّر والتي تعمل على التقليل من فرصة تكوّن الجلطات في الدم للمرضى الذين استبدلوا الصمّامات، وفي علاج عدم انتظام ضربات القلب، وتُستخدم أيضاً في علاج جلطات الدم التي تتشكَّل في أوردة الساق أو في الرئتين مثل:
– دواء (Warfarin 2 mg 3 mg، 5 mg)
يُنصح المريض بتقليل تناول المصادر الغذائية التي تكون غنية بفيتامين ك (Vitamin k) خلال فترة تناول هذه الأدوية، لأنَّ عمل فيتامين (ك) لا يتفق مع تأثير الأدوية المضادة للتجلط ويقلل من فعاليتها ومن الاستفادة منها.
ملاحظة مهمة: المصادر الغذائية الغنية بفيتامين (ك)والتي يجب التقليل منها وليس المنع خلال فترة العلاج:
1- المصادر النباتية
- الخضار الورقية: مثل البقدونس، السبانخ، الملوخية، الجرجير، الخس، الخبيزة.
- نباتات العائلة الصليبية: مثل الملفوف بأنواعه، الزهرة والبروكلي.
- البقوليات: مثل العدس، الفاصولياء وفول الصويا.
2- المصادر الحيوانية
- الكبدة بجميع أنواعها.
3- الزيوت غير المشبعة
- زيت الزيتون و زيت فول الصُّويا.
كيف اتجنب التداخلات الدوائية؟
لتجنب التداخلات الدوائية وضمان تناول الأدوية بأمان، يُفضل اتباع الإرشادات التالية:
تواصل مع الطبيب: قبل بدء أي دواء جديد أو تغيير الجرعة، تواصل مع الطبيب أو الصيدلي واطلب توجيهاتهم. سيتمكنون من تقديم المشورة حول التداخلات المحتملة وكيفية تجنبها.
قائمة الأدوية: قم بإعداد قائمة بجميع الأدوية التي تتناولها بما في ذلك الأدوية الوصفية والأدوية البدائل والمكملات الغذائية.
مشاركة المعلومات: اعرض هذه القائمة للجميع المعنيين برعايتك الصحية، بما في ذلك الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان ومقدمي الرعاية الصحية البديلة.
استفسار عن التداخلات: اطلب من الطبيب أو الصيدلي أن يقدم لك معلومات حول أي تداخل محتمل بين الأدوية التي تتناولها. يمكن للصيادلة والمحترفين الصحيين تقديم نصائح حول متى وكيفية تناول الأدوية بأمان.
اقرأ العلامات: اقرأ ملصقات الأدوية بعناية، بما في ذلك الأدوية الوصفية والبدائل والمكملات. ابحث عن أي تحذيرات حول التداخلات الدوائية.
تجنب التداخلات الغذائية: تجنب أي تداخلات غذائية تمكن من الحد من فعالية الدواء، مثل تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم عند تناول مضادات الحموضة.
مراقبة الأعراض: كن حذرًا وانتبه لأي أعراض غير معتادة أو تغييرات في صحتك بمجرد بدء تناول دواء جديد. قد تشير هذه الأعراض إلى تداخل دوائي.
استشارة الخبراء: في حالة الشك أو القلق بشأن تداخل دوائي، استشر الطبيب أو الصيدلي فورًا.
الالتزام بالتوجيهات والتواصل المفتوح مع محترفي الرعاية الصحية يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر التداخلات الدوائية ويساعد في الحفاظ على صحتك بأمان.
ما هي العوامل التي تؤثر على امتصاص الدواء؟
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على امتصاص الدواء في الجسم، وتشمل بعض هذه العوامل:
الغذاء: نوع وكمية الطعام الذي تأكله قبل تناول الدواء يمكن أن يؤثر على امتصاصه. بعض الأدوية تحتاج إلى تناولها مع الطعام لتقليل التهيج المعوي أو لزيادة امتصاصها. بينما تحتاج بعض الأدوية إلى تناولها على معدة فارغة لضمان امتصاص أفضل.
التفاعلات الغذائية: بعض الأغذية والمشروبات يمكن أن تتفاعل مع الأدوية وتقلل من امتصاصها أو تزيدها. على سبيل المثال، الحمضيات مثل الجريب فروت قد يؤثرون على عمل بعض الأدوية.
التوقيت: توقيت تناول الدواء بشكل صحيح يمكن أن يؤثر على امتصاصه. بعض الأدوية يجب تناولها قبل الوجبات بوقت محدد، في حين يجب تناول البعض الآخر بعد الوجبات.
تفاعلات الأدوية: تناول أكثر من دواء في وقت واحد يمكن أن يؤثر على امتصاصهما معًا. يجب الالتزام بتوجيهات الطبيب بشأن كيفية تناول الأدوية معًا.
نسبة الدهون: بعض الأدوية تحتاج إلى وجود نسبة معينة من الدهون في الجسم لتتم عملية امتصاصها بشكل صحيح.
الجهاز الهضمي: حالة الجهاز الهضمي، مثل مشكلات في المعدة أو الأمعاء، يمكن أن تؤثر على امتصاص الأدوية.
العمر والجنس: يمكن أن تكون هناك اختلافات في امتصاص الأدوية بناءً على العمر والجنس.
التوازن الكيميائي: التوازن الكيميائي في الجسم يمكن أن يؤثر على امتصاص الأدوية، بما في ذلك مستويات الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم.
تأخذ هذه العوامل في الاعتبار عند تناول الأدوية وتتبع توجيهات الطبيب بعناية لضمان أن تعمل الأدوية بشكل فعال وبأمان في جسمك.
هل يتفاعل الدواء مع الهواء؟
عادةً ما لا يكون هناك تفاعل مباشر بين الدواء والهواء. الدواء يتفاعل بشكل رئيسي مع الجسم والمكونات الداخلية مثل الأعضاء والأنسجة والمواد الكيميائية في الجسم. ومع ذلك، هناك بعض الأدوية التي يجب تخزينها بشكل صحيح في عبوات محكمة الإغلاق لمنع تعرضها للهواء أو الرطوبة، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تدهورها.
على سبيل المثال، بعض الأدوية الحساسة للرطوبة تحتاج إلى تخزينها في عبوات محكمة الإغلاق وبعيدًا عن الأماكن الرطبة، حيث يمكن أن يتفاعل الرطوبة مع الدواء ويؤدي إلى تغيير في تركيبه الكيميائي. وبالمثل، بعض الأدوية قد تفقد فعاليتها إذا تعرضت للهواء لفترات طويلة.
لذلك، يجب دائمًا اتباع توجيهات الصيدلي أو الطبيب بشأن كيفية تخزين وتناول الأدوية بشكل صحيح، وتجنب تخزينها في أماكن رطبة أو دافئة، والتحقق من تواريخ انتهاء الصلاحية على العبوة