من المحتمل ألا يكون الحليب هو الغذاء الصحي حيث أن هناك ادعاءات بأن حليب البقر غير صحي للشرب، كما أن تناول الحليب يضر أكثر مما ينفع، لكن هل أي من هذه صحيح؟ ما هي العناصر الغذائية الفريدة الموجودة في منتجات الألبان والتي لا يحتويها؟ هيّا لنتعرف على المزيد.
هل الحليب مضر للصحة
صحيح أنه من الأسهل الحصول على الكالسيوم من الحليب أكثر من أي مصدر آخر لكن يمكن للشخص الحصول على الكالسيوم من مصادر أخرى كثيرة، كما يعتبر الحليب مصدر جيد للكالسيوم، كذلك البروتين، المواد المغذية الأخرى مثل فيتامين د، البوتاسيوم ففي الماضي تم الترويج للحليب على أنه طريق مضمون للقوة، الصحة، السعادة، فعلى الرغم من أنه لا يجب على الجميع التسرع في التخلص من منتجات الألبان، إلا أن هناك مخاطر ناتجة عن الإفراط في شرب الحليب.
إن شرب ثلاثة أكواب من الحليب يوميًا هو أفضل طريقة لتلبية متطلبات الكالسيوم لكن في النهاية، الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك بقليل، فقد لا يكون الحليب الحل السحري ففي الواقع البلدان التي تميل إلى استهلاك أعلى كميات من الحليب والكالسيوم لديها أيضًا أعلى معدلات لكسور الورك لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الحليب تسبب في كسورهم، فقد خلص الباحثون إلى أن الحليب يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية للإنسان، لكن يمكن العثور على هذه العناصر الغذائية في مكان آخر.
كما أن الحليب ليس جزءًا أساسيًا من الوجبات الغذائية إذا تم أخذ معدلات الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز في الاعتبار وهو سكر موجود في منتجات الألبان، الذي يؤدي إلى الانتفاخ، عدم الراحة، آلام المعدة، حيث أن معدلات عدم تحمل اللاكتوز تصل إلى 65 في المائة من سكان العالم الغير قادرين على هضم اللاكتوز.
كما تشير بعض الدراسات في كاليفورنيا إلى أن استهلاك منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب كامل الدسم يرتبط ارتباط وثيق بمعدلات الإصابة بسرطان البروستاتا، كما ارتبط استهلاك منتجات الألبان بسرطان بطانة الرحم، خاصة عند النساء الأكبر سنًا اللاتي لا يتلقين العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث.
لذلك منتجات الألبان ليست غير ضرورية فحسب، بل من المحتمل أن تؤدي إلى خسائر صحية، في حين أن الشخص الذي يستبدل المشروبات السكرية بالحليب قد يتخذ خيارًا صحيًا، فإن شخصًا آخر لديه بالفعل نظام غذائي متوازن وغني بالمغذيات، يضيف الحليب إليه قد لا يتمتع بأي فائدة إضافية كما أن الكالسيوم يمكن أن يأتي من الخضروات الورقية، فول الصويا والأطعمة الأخرى، حيث أنه إذا أراد الشخص عدم تناول منتجات الألبان فمن الأفضل تناول حليب اللوز، الكاجو.
ماذا يحدث عند شرب الحليب بكثرة؟
شرب الحليب بكثرة يمكن أن يؤدي إلى عدد من الآثار الجانبية، على الرغم من أن الحليب يُعتبر جزءًا صحيًا من النظام الغذائي عند تناوله بكميات معتدلة. إليك بعض التأثيرات المحتملة لشرب كميات كبيرة من الحليب:
1. زيادة الوزن: الحليب يحتوي على سعرات حرارية، خاصة إذا كان كامل الدسم. شرب كميات كبيرة من الحليب يمكن أن يساهم في زيادة الوزن، خاصة إذا لم يتم موازنة السعرات الحرارية من خلال النظام الغذائي والنشاط البدني.
2. مشاكل هضمية: إذا كنت تعاني من عدم تحمل اللاكتوز، فإن شرب كميات كبيرة من الحليب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل هضمية مثل الانتفاخ، الغازات، الإسهال، أو آلام البطن. حتى في الأشخاص الذين لا يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، قد يؤدي الإفراط في تناول الحليب إلى شعور بعدم الراحة في الجهاز الهضمي.
3. فرط استهلاك البروتين: الحليب مصدر غني بالبروتين، ولكن تناول كميات كبيرة منه قد يؤدي إلى استهلاك مفرط للبروتين، والذي يمكن أن يضع عبئًا إضافيًا على الكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى.
4. زيادة الكالسيوم: شرب الكثير من الحليب يعني زيادة استهلاك الكالسيوم. على الرغم من أن الكالسيوم ضروري لصحة العظام، إلا أن استهلاك كميات كبيرة جدًا منه قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل حصوات الكلى أو فرط الكالسيوم في الدم (حالة نادرة تتميز بارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم).
5. اضطراب في توازن المغذيات: إذا كنت تعتمد بشكل كبير على الحليب كمصدر رئيسي للعناصر الغذائية، قد يؤدي ذلك إلى نقص في تنوع الغذاء، وبالتالي نقص في المغذيات الأخرى المهمة التي لا يحتوي عليها الحليب.
6. زيادة خطر الحساسية: هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الاستهلاك المفرط لمنتجات الألبان قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع الحساسية أو تفاقمها، خاصة في حالات الحساسية أو الربو.
7. التأثير على امتصاص الحديد: شرب كميات كبيرة من الحليب يمكن أن يقلل من امتصاص الحديد في الجسم، خاصة لدى الأطفال، مما قد يؤدي إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
8. محتوى الهرمونات: الحليب يحتوي على كميات صغيرة من الهرمونات الطبيعية مثل الإستروجين. في حين أن هذه الكميات عادة ما تكون صغيرة وغير ضارة، إلا أن شرب كميات كبيرة قد يؤدي إلى تراكم هذه الهرمونات في الجسم، خاصة مع تناول الحليب غير العضوي.
النصيحة:
- الاعتدال هو المفتاح: من الأفضل تناول الحليب كجزء من نظام غذائي متوازن يتضمن مصادر متنوعة من البروتينات والكالسيوم والمغذيات الأخرى.
- تنويع المصادر: حاول تضمين مصادر أخرى للكالسيوم والبروتين في نظامك الغذائي مثل الخضروات الورقية الداكنة، الأسماك، المكسرات، والبقوليات.
إذا كنت تتناول كميات كبيرة من الحليب بشكل منتظم وكنت قلقًا بشأن التأثيرات المحتملة، من الجيد استشارة اختصاصي تغذية أو طبيب لمراجعة نظامك الغذائي والتأكد من أنك تحصل على توازن مناسب من المغذيات.