تعتبر حركة الاستعمار أحد الحركات، التي انتشرت في جميع أرجاء العالم عبر التاريخ، كما تُعَدّ حركة الاستعمار مرتبطة بالنهضة الأوروبية، أيضاً تزامنت مع عصر الاستكشاف، حيث تدعم السلطات المركزية في كل من فرنسا وإسبانيا وبريطانيا والبرتغال وبعض الممالك الإيطالية، حيث شهدت أوروبا تطورات تكنولوجية في أواخر القرون الوسطى، خصوصاً في الملاحة.
تاريخ الاستعمار:
يعتبر بعض المؤرخين البداية لحركة الاستعمار، كانت عند إنشاء المستعمرات البرتغالية عام 1415 في سبتة. ولقد كانت أول حركة لبسط احتلال دولة أوروبية، خارج نطاق القارة الأوروبية، هو الاستيلاء على سبتة من قبل البرتغال، أيضاً بناء المستعمرة داخلها.
وأثناء القرن 15، أيام الأمير إنريكي الملاح، الملك أفونسو الخامس والملك مانويل الأول. ولقد شنَّت البرتغال حملات استكشافية بحرية، حيث تمكَّن ملاحوها من عبور رأس بوجادور، الذي اعتبره الأوروبيون نقطة غير قابلة للاجتياز سنة 1434.
مفهوم الاستعمار:
تعتبر حركة تهدف إلى استيلاء دولة عظمى على دولة صغرى، من خلال بسط قوتها من أجل استعمال المنافع في النطاق الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، فهي تُعَدّ نهب وتجريد لخيرات الدول المستعمرة، فضلاً عن تدمير كرامة شعوب تلك الدول، بالإضافة إلى تحطيم التراث الثقافي والحضاري، أيضاً الإلزام بثقافة الاستعمار على أنها الوحيدة القادرة، على نقل الدول المستعمرة إلى مرحلة الحضارة.
والاستعمار إرغام مجموعة من الأشخاص لسيطرة أجنبية، حيث يُسمَّى سكَّان الدول المستعمرين، أمّا المناطق التي تحت الاحتلال تُسمَّى الدول المستعمرة. وتُعَدّ بعض المستعمرات بعيدة عن الدولة المحتلة بمحيطات. وفي بعض الأحيان ما تبعث الدولة الأجنبية سكان للعيش، في المستعمرات وحكمها واستغلالها مصدر للمنافع. إن هذا ما يجعل رؤساء المستعمرات منفصلين عرقياً عن المحكومين.
أنواع الاستعمار:
- أولاً: الاستعمار القديم التي قامت بها أوروبا منذ أوائل العصور الحديثة، عندما تسرَّعت معظم الدول الأوربية، في القرن 16 للغزو والاحتلال، في قارَّة أفريقيا وآسيا والعالم الجديد، حيث برز هذا النوع نتيجة لانفتاح أوروبا على العالم الخارجي، أيضاً حب المغامرة والاستكشاف والبحث عن الثروة والذهب، ومحاولة تخلص العديد من الظلم السياسي والطائفي في أوروبا.
- ثانياً: الاستعمار الجديد، لقد برز هذا الاستعمار في القرن 19، بعد نشوب الثورة الصناعية في أوروبا، حيث بدأت هذه الدول الاستقصاء عن الأسواق لترويج منتجاتها، أيضاً البحث عن المواد الأولية المتوفرة في القارات، لاستثمار رؤوس الأموال الأوروبية الزائدة.