في الأسلوب التقليدي الكلاسيكي، يستعمل الانقلاب قوة الحكومة للتمكن من الاستيلاء السياسي على الدول. وتُعَدّ القوات المسلحة سواء كانت نظامية أو شبه نظامية، ليست هي العنصر المحدد لتعريف الانقلاب.
مفهوم الانقلاب:
إبعاد مفاجئ في نظام الحكم يقوم به أشخاص، ينتمون إلى مؤسسات الدولة (رجال الجيش)، كذلك قيام سلطة مخالفة للقوانين الدستورية، أيضاً السيطرة على الحكم بأسلوب غير شرعي. ويعتبر الانقلاب ناجح إذا تمكّن الانقلابيون من بسط قوتهم، فإذا لم يتمكََّنوا فإن الحرب الأهلية تكون واردة.
ومؤخراً برزت وجهات نظر المعارضين، بأن الانقلاب يُعَدّ تهديداً على الاستقرار والديمقراطية، حيث قدمت مفهوم (الانقلاب الديمقراطي)، الذي يأتي رداً لنشاط شعبي ضد نظام سلطوي، فيفشل ذلك النظام بهدف معين، هو إجراء انتخابات شريفة لقيادة مدنية.
ومن الأمثلة على ذلك الانقلاب، استلام المشير سوار الذهب، الحكم في السودان عام 1985، قبل تسليمها إلى حكومة أحمد الميرغني والصادق المهدي المنتخبة.
تطور وتاريخ الانقلاب:
برز المفهوم الفرنسي في القرن 17، للدلالة إلى التدابير العنيفة والمفاجئة، التي كان يتخذها الملك، دون إبداء احترام للعادات والقانون للتخلص من العدو، حيث كان يعود لها للحفاظ على أمن الدولة ومصلحته.
وانتشر مصطلح انقلاب طوال فترة القرن 19، حيث أصبح يشير على أعمال الاضطهاد، التي ترتكبها أحد أجهزة الدولة، مثلاً: القوات المسلحة؛ لأجل إطاحة رأس الدولة. ولقد بسَّط هذا المفهوم نفسه، لكن تم تفريقه عن مفهوم ثورة الذي يكون منظم بشكل أساسي من قبل مدنيين، لا نفوذ لهم في قطاع الدولة.
وفي القرن 20، لقد برز كتاب فنيات الانقلاب، من تأليف كورزيو مالابارتي عام 1930، الذي بسَّط استعمال مفهوم الانقلاب بمعناه الجديد، عن طريق تفسيره النقدي لأعمال الفاشية والنازية.
وحسب مالابارتي لا ينطبق مصطلح الانقلاب فقط على الساسة والعسكريين، بل يشمل حتى القوى المدنية، التي تشارك أيضاً عن طريق زعزعة استقرار الحكومة؛ من خلال تدابير تهدف إلى خلق حالة من الفوضى الاجتماعية وتمكَّن وتبرر في وصول الانقلابيّين إلى الحكم.