منظمة داعش الإرهابية

اقرأ في هذا المقال


صنفت الأمم المتحدة الجماعة منظمة ارهابية، معروفة بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL) بمقاطع الفيديو، التي تصور عمليات قطع الرؤوس وأنواع أخرى من عمليات الإعدام، لكل من الجنود والمدنيين بمن فيهم الصحفيون وعمال الإغاثة وتدمير مواقع التراث الثقافي. لذلك تُحمل الأمم المتحدة داعش المسؤولية عن ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان والإبادة الجماعية، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. كما ارتكبت داعش عمليات تطهير عرقي على نطاق غير مسبوق في شمال العراق.

مفهوم داعش:

هي جماعة مسلحة ودولة بدائية سابقة غير معترف بها تتبع أصولياً، العقيدة السلفية الجهادية للإسلام السني. اكتسب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام شهرة عالمية في أوائل سنة 2014، عندما أخرج القوات الحكومية العراقية من المدن الرئيسية في هجومه على غرب العراق، تلاه استيلاءه على الموصل ومجزرة سنجار.

تأسيس داعش:

نشأت داعش بإسم جماعة التوحيد والجهاد في سنة 1999، التي تعهدت بالولاء للقاعدة وشاركت في التمرد العراقي بعد غزو العراق سنة 2003 من قبل القوات الغربية، بناء على طلب من الولايات المتحدة. في يونيو 2014 أعلنت الجماعة نفسها خلافة في جميع أنحاء العالم، حيث بدأت تشير إلى نفسها على أنها الدولة الإسلامية، وباعتبارها دولة خلافة فقد ادعت وجود سلطة دينية وسياسية وعسكرية، على جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم. تم انتقاد تبنيها لإسم الدولة الإسلامية وفكرتها عن الخلافة، مع رفض الأمم المتحدة والحكومات المختلفة والجماعات الإسلامية السائدة، رفضاً قاطعاً لقيامها بدولتها.
في سوريا نفذ التنظيم هجمات برية، على كل من القوات الحكومية وفصائل المعارضة. بحلول ديسمبر سنة 2015، سيطر على منطقة تمتد من غرب العراق إلى شرق سوريا، تضم ما يقدر بنحو 8 إلى 12 مليون شخص، حيث فرضت تفسيرها للشريعة الإسلامية. يعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL) يعمل في 18 دولة، بما في ذلك أفغانستان وباكستان مع فروع طموحة في مالي، ومصر والصومال وبنغلاديش وإندونيسيا والفلبين. في سنة 2015 قدرت ميزانية داعش السنوية، بأكثر من مليار دولار أمريكي وقوة تضم أكثر من 30 ألف مقاتل.
في منتصف سنة 2014 تدخل تحالف دولي برئاسة يادة الولايات المتحدة، ضد داعش في سوريا والعراق بحملة جوية، بالإضافة إلى توفير المستشارين والأسلحة والتدريب والإمدادات، لأعداء داعش في قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية. أعادت هذه الحملة تنشيط القوتين الأخيرتين، ووجهت ضربة إلى الدولة الإسلامية الناشئة، فقتلت عشرات الآلاف من جنودها، وألحقت أضراراً ببنيتها التحتية المالية والعسكرية. تبع ذلك تدخل روسي على نطاق أصغر حصرياً في سوريا، حيث فقدت داعش آلاف المقاتلين الآخرين في الضربات الجوية، وهجمات صواريخ كروز وأنشطة عسكرية روسية أخرى، كما تدهورت قاعدتها المالية بشكل أكبر.
في يوليو سنة 2017، فقد التنظيم السيطرة على أكبر مدنه، مثل: الموصل لصالح الجيش العراقي، تلاه خسارة عاصمته السياسية الفعلية في الرقة لصالح قوات سوريا الديمقراطية. لقد استمر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL)، في خسارة الأراضي لصالح مختلف الدول والقوات العسكرية الأخرى المتحالفة ضده.
أفاد مسؤولون عسكريون أمريكيون وتحليلات عسكرية متزامنة في سنة 2017، أن الجماعة احتفظت بنسبة 2٪ فقط من الأراضي التي كانت تحتلها في السابق. في 10 ديسمبر سنة 2017 قال رئيس الوزراء العراقي،”إن القوات العراقية طردت آخر فلول تنظيم الدولة الإسلامية من البلاد، بعد ثلاث سنوات من استيلاء الجماعة على نحو ثلث أراضي العراق”. بحلول مارس سنة 2019، خسر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL)، واحدة من آخر مناطقه المهمة في الشرق الأوسط في حملة دير الزور، وسلم مدينة الخيام والجيوب في الباغوز فوقاني إلى قوات سوريا الديمقراطية في نهاية معركة.
أبو بكر البغدادي قائد تنظيم داعش، منذ سنة 2013 قتل نفسه لاحقاً بتفجير حزام ناسف، أثناء غارة على محافظة إدلب السورية التي يستولي عليها المتمردون، نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في 27 أكتوبر سنة 2019. في 31 أكتوبر أعلنت وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أن أبو إبراهيم الهاشمي القرشي هو خليفة البغدادي.

أنصار داعش:

وفقاً لتقرير رويترز الصادر في يونيو 2015، الذي استشهد بمصدر إيديولوجيين جهاديين، فإن 90٪ من مقاتلي داعش في العراق كانوا عراقيين، و70٪ من مقاتليها في سوريا كانوا سوريين. لقد ذكر المقال أن الجماعة لديها 40 ألف مقاتل و 60 ألف من أنصارها في معاقلها الرئيسية في العراق وسوريا. وفقاً للباحث فواز جرجس الذي كتب في ISIS: A History، فإن حوالي 30 بالمائة من الشخصيات البارزة، في القيادة العسكرية لداعش كانوا ضباطاً سابقين في الجيش والشرطة من قوات الأمن العراقية، التي تم حلها وتحولوا نحو الإسلام السني وانجذبتهم الولايات المتحدة إلى داعش سياسة البعث إثر الغزو الأمريكي للعراق.
وفقاً لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن السكان المسلمين من مختلف البلدان لديهم آراء سلبية، بشكل ساحق عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL)، مع وجود أكثر الآراء السلبية في لبنان. في معظم هذه البلدان، تتزايد المخاوف بشأن التطرف الإسلامي.
يوجد هناك ما لا يقل عن 10000 سجين من داعش، وأكثر من 100000 من أفراد أسر داعش وغيرهم من النازحين، في عدة مخيمات في جميع أنحاء المناطق الكردية في سوريا.

نتائج انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب:

في تموز سنة 2014 أفادت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، بأن كبير محققي الأمم المتحدة قال: “يمكن إضافة مقاتلين من الدولة الإسلامية في العراق والشام، إلى قائمة المشتبه في ارتكابهم جرائم حرب في سوريا”. بحلول يونيو سنة 2014 وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، قتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مئات أسرى الحرب وأكثر من 1000 مدني.
في تشرين الثاني سنة 2014، قالت لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن سوريا: :إن داعش ارتكب جرائم ضد الإنسانية:. لقد اتهم تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش، في تشرين الثاني سنة 2014 جماعات داعش، التي تسيطر على درنة بليبيا بارتكاب جرائم حرب، وانتهاكات لحقوق الإنسان وترهيب السكان.
لذلك وثقت هيومن رايتس ووتش ثلاث عمليات إعدام بإجراءات موجزة على ما يبدو، وما لا يقل عن 10 عمليات جلد علنية من قبل مجلس شورى الشباب الإسلامي، الذي انضم إلى داعش في تشرين الثاني. كما وثقت قطع رؤوس ثلاثة من سكان درنة وعشرات الاغتيالات، التي بدت ذات دوافع سياسية لقضاة ومسؤولين عموميين، وأفراد من قوات الأمن وغيرهم. أيضاً قالت سارة ليا واتسون التي تعد مديرة هيومن رايتس ووتش، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “على القادة أن يفهموا أنهم قد يواجهون محاكمة محلية أو دولية، بسبب الانتهاكات الجسيمة للحقوق التي ترتكبها قواتهم”.

المصدر: داعش، باتريك كوكبيرنداعش والجهاديون الجدد، جاسم محمد أيام داعش، مصطفى محمود عواضتنظيم داعش و إدارة الوحشية، صلاح عبد الحميد


شارك المقالة: