مفهوم النهر
النهر هو تجمع طبيعي للمياه الجارية، يتدفق عادةً من مصدر مائي مثل جبل أو بحيرة ويتجه نحو البحر أو بحيرة أخرى. يُعتبر النهر أحد أهم عناصر الطبيعة والبيئة، حيث يوفر مصدراً للمياه العذبة للنباتات والحيوانات، ويعتبر مصدرًا أساسيًا للاستخدامات البشرية مثل الشرب والزراعة والصناعة.
الأنهار تلعب دورًا حيويًا في تشكيل الجيولوجيا والطبيعة المحيطة بها، حيث تقوم بنحت الوديان والوادي وتجمع الترسبات الطينية والحصى على طول مسارها. إلى جانب ذلك، تعتبر الأنهار محورًا للحضارات القديمة والحديثة، حيث كانت العديد من المدن والمجتمعات تنمو على ضفاف الأنهار بسبب إمكانية الوصول إلى المياه والوسائل التجارية التي توفرها.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الأنهار مصدرًا للترفيه والسياحة، حيث يمكن استخدامها لأنشطة مثل الرياضات المائية والصيد والاستجمام على ضفافها. في الختام، يمكن القول أن الأنهار تمثل جزءًا أساسيًا من البيئة والحضارة البشرية، وتلعب دورًا حيويًا في دعم الحياة وتطوير البشرية.
أقسام النهر
يتدفق النهر من مصدره الرئيسي نحو مصبه النهائي، ويمكن تقسيمه إلى عدة أقسام رئيسية تتميز بسماتها الفريدة. أولاً، يبدأ النهر عادةً من رأس النهر أو المصدر العلوي، حيث تكون المياه نقية وباردة وسريعة التدفق. ثم يمر النهر بمنطقة تعرف بالوسط، وهنا يزيد حجم المياه بسبب تدفق الأنهار والشلالات الجانبية.
يزداد عرض النهر ويصبح أكثر استقرارًا، مما يجعله مكانًا مثاليًا للعيش النباتي والحيواني. وأخيرًا، يصل النهر إلى المنطقة المعروفة بالمصب، حيث يلتقي بمياه بحر أو بحيرة. هذا القسم يمتاز بانخفاض سرعة التدفق وتكون الترسبات الرسوبية عالية، مما يؤدي إلى تشكيل السهول الطينية والأراضي الزراعية الخصبة. تلعب هذه الأقسام الرئيسية للنهر دورًا هامًا في توجيه تأثير النهر على البيئة والثقافة المحيطة به.
كما يتم تقسيم النهر إلى وادي النهر الذي يتألف من ضفتين يتم تغطيتهما بالتربة، ومن سرير النهر وهو المجرى الذي تجري من خلاله المياه، وينقسم إلى حوض النهر الذي يضم جميع الأراضي التي تنحدر مياهها بإتجاه النهر.
منبع النهر
يبلغ النهر اقصى ارتفاع له عند المنبع، تنساب في مجاري صغيرة وضيِّقة الحجم تُسمى الجداول، يتم ملؤها بالعواصف الممطرة، حتى تلتقي هذه الجداول مع بعضها من فوق التلال، لتُكوّن مجاري أوسع وأكبر تُسمى بالغدير، ثم بعد ذلك تتحد هذه الغُدران مع بعضها لتُكون أنهار صغيرة تُسمى نهيراً لتتَّحد مرة أخرى هذه الأنهار مُكونة الأنهار الكبيرة، حيث يُطلق اسم الروافد على الغدران والأنهار الصغيرة، التي بدورها تعمل على تكوين النظام النهري.
مجرى النهر
تقع معظم المساقط المائية أعلى مجرى النهر،المُتكونة عندما يعترض النهر طبقة قوية من الصخر المقاوم، وينقسم المجرى إلى ثلاثة أقسام:
- المجرى الأعلى الواقع بين منطقة المنبع والمنطقة التي تقل عندها سرعة جريان المياه.
- المجرى الأوسط الذي تكون فيه حركة المياه وجريانها منخفضة.
- المجرى الأدني حيث تكون فيه حركة المياه بطيئة جداً، بالإضافة إلى أنَّه مجرى كثير الإلتفاف.
مصب النهر
عند المصبِّ تبدأ سرعة جريان المياه بالانخفاض تلقائي، وهذا الانخفاض يُكوّن مايعرف بالدلتا، الذي يبدأ تكوّنها عند المصب وينتهي عند البحيرة أو المحيط الذي يصب فيه النهر، ولمصبات الأنهار ومنبعها أنواع منها:
- أنهار ساحلية: تنبع بالقرب من الساحل أو عند سفوح الجبال لتصبَّ بعد ذلك في البحر.
- أنهار داخلية: حيث تنبع من الداخل حتى تصل وتصبَّ في البحر.
- أنهار قاريِّة: تنبع من الداخل وتصب في بحر داخلي أو تُستهلك في عمليات الري والزراعة.
العمليات النهرية
- الحتُّ: بعد أن يتكون النهر تبدأ المياه بإذابة الصخور وحتها، وذلك بالاعتماد على نوع الصخور، وقد يكون الحت رأسي حيث يزيد من عمق مجرى الوادي، أو يكون حتٌّ أفقي يزيد من عرض النهر.
- النقل: بعد الانتهاء من عملية إذابة الصخور وحتّها، تبدأ عملية نقل المواد الناتجة، هذه المواد تتفاوت في أحجامها، قد تكون هذه المواد حصى صغيرة، حجارة، مواد مذابة، أو صخور كبيرة.
- الترسيب: عندما تقل قدرة النهر على النقل، تبدأ عملية ترسيب الحمولة النهرية، وبالتالي تتكون مظاهر وأشكال جديدة طبيعية على سطح الأرض.
العوامل المؤثرة على الأنهار
- نوع الصخور: فبزيادة مقاومة الصخور يقل تشكيل المعالم الأرضية.
- درجة الانحدار: تتغير معالم سطح الأرض نتيجة زيادة درجة الانحدار.
- عرض النهر: حيث يدل على المسافة الأفقية بين جوانب النهر.
- طبيعة السطح: تقل سرعة النهر عندما يكون السطج خشن.
- كمية التصريف النهري: كمية المياه الجارية في النهر في وقت محدد.