التباعد الحديث للقشرة الأرضية في الصفائح المحيطية

اقرأ في هذا المقال


ما هو التباعد الحديث للقشرة الأرضية في الصفائح المحيطية؟

إن بنيات التباعد المحيطي هي أكثر أهمية وأكثر وضوحاً من بنيات التباعد القاري، ولا سيما في النطاقات المحيطية الحديثة المتشكلة منذ أقل من 200 مليون سنة، هذا التباعد يعتبر هو المسبب للأعراف المحيطية أو للنهوض الجبلي السريع الذي يتشكل بين التروس، (التروس هي عبارة عن تضاريس كبيرة سواء أكانت بعرضها (أكثر من 1000 كيلو متر) أم بفروق ارتفاعها (حوالي 4000 كيلو متر) وخاصة بأطوالها (حوالي 4000 كيلو متر)).
ومن الهم معرفة ودراسة التضاريس ومناقشة الأسباب المولدة لها، حيث قام الجيولوجيين بفهم الأعراف المحيطية التي فسرت التباعد الحديث في القشرة الأرضية وخاصة في الصفائح المحيطية.

الخصائص العامة للأعراف المحيطية:

تبدي الأعراف المحيطية المختلفة المقطع الطبوغرافي نفسه المميز بانخفاض ضيق مركزي محاط بتضاريس تقل كلما ابتعدنا عنه، وهذا يشبه إلى حد ما مقطع الأودية الانهدامية الإفريقية، وفي بعض الأحيان أمكن التأكد من أن هذا الانخفاض المركزي ما هو إلا نطاق انهياري محاط بفوالق عمودية.
كما أن طبيعة هذه الأعراف المحيطية هي واحدة مكونة من صخور اندفاعية أمكن دراستها بواسطة عمليات الجرف المحيطي العديدة، وكذلك بواسطة الدراسات الجيوفيزيائية، وفي مركز الانخفاض الموجود في العرف المحيطي، حيث إن هذه الصخور لا تُغطى بالتوضعات الرسوبية التي لا تظهر إلا على مسافة معينة من هذا المركز وتصبح سميكة باتجاه الأطراف.
إن عمر الصخور البركانية البازلتية تم تحديده بواسطة العمر المطلق الذي يزداد كلما ابتعدنا عن محور العرف المحيطي، وغالباً ما تكون صخور المركز حالية أو حديثة أي من عمر مليون سنة، وكلما ابتعدنا نصادف صخوراً من عمر 5 إلى 10 مليون سنة، وفي الأطراف يصل هذا العمر إلى أكثر من 20 مليون سنة.
في هذه الأطراف تسهل عملية تحديد عمر الصخور البازلتية والبركانية بواسطة الصخور الرسوبية التي تغطيها؛ وذلك لاحتواءها على مستحاثات دقيقة، إن هذا التدرج في عمر الأعراف المحيطية منذ المركز وحتى الأطراف يسمح بتتبع النشاط البركاني حتى الحقب الثلاثي وهو يبيّن أن هذا النشاط كان مستمراً خلال هذه الفترة كلها.

تفسير المظهر العام للأعراف المحيطية وآلية تشكلها:

إن كل الأعراف المحيطية مصابة بكسور طويلة تصل أحياناً عدة ملايين من الكيلو مترات مؤدية إلى إزاحتها مئات عديدة من الكيلو مترات، هذا الوضع يظهر بشكل واضح جداً في الأطلنطي الجنوبي، وقد أفترض في بادئ الأمر أن هذه الكسور هي عبارة عن انزلاقات لاحقة لتشكل الأعراف بشكل مشابة للانزلاقات التي تصيب القارات، غير أنه أمكن البرهان من معرفة أن هذه الكسور تكون معاصرة لعملية تشكل الأعراف المحيطية.
والذي أكد على ذلك هو عدم وجود الكسور بعيدة عن هذه الأعراف، كما أن رميات الكسور عندما تكون كبيرة الامتداد تكون معدومة على أطراف الأعراف وكبيرة عند الأعراف، ومن الممكن أن تكون موجودة أثناء تشكل الأعراف وقد شاركت في تشكلها ولذلك فهي انزلاقات تباعدية.
إن اتجاه هذه الانزلاقات يتوافق مع اتجاه انزياح الصفائح على جانبي العرف، وهذا يعرف بتقدير حركة الصفائح، هذه الانزلاقات عبارة عن فوالق محولة وهي قادرة على تحويل نتوء إلى نتوء آخر، ولذلك يطلق عليها اسم transform foults.
عند التمعن بخارطة عامة للأعارف المحيطية يمكن التأكد من أنها تقوم بتغيير جهتها باستمرار وأنها تبدي مظهراً عاماً منحنياً، وهذا المظهر يمكن أن يفسر بسهولة إذا قبلنا أن مظهر الأعراف يتوقف مباشرة على مظهر أطراف الصفائح التي ولدت هذه الأعراف بتباعدها عن بعضها، فاتجاه انزياح الصفائح هو مائل على العرف، كما أن الانزلاقات التي تتشكل تكون مائلة على الأعراف أيضاً.

آلية تشكل الأعراف المحيطية:

تمكن الجيوفيزيائيون حديثاً من وضع فرضية تفسر تشكل الأعراف المحيطية، وهي مبنية على دراسة الشواذ المغناطيسية التي تصادف في الأعراف المحيطية، فقد تبيّن أن هذه الشواذ موجبة وسالبة بشكل متعاقب أو دوري وهي توجد على امتداد كل الأعراف وتتوازى مع محورها، بحيث أنها متناظرة بالنسبة لهذا المحور.
هذا التوازي والتناظر يشيران إلى أن منشأ الأعراف مرتبط بمنشأ الشواذ المغناطيسية وإن الميكانيكة المولدة هي ميكانيكية متناظرة، غير أنه لم يتمكن من تفسير سبب التعاقب بين الإيجابية والسلبية لهذه الشواذ والتشابه بينها في كل الأعراف المحيطية.
وقد حاول فين وماتيوز من تفسير ذلك فتبين لهما أن الشواذ السالبة تتوافق مع الفترات الزمنية المختلفة التي لها حقل مغناطيسي عكسي، وأن هذه الشواذ تكون أكثر حداثة كلما اقتربنا من محور العرف، وضمن هذه الشروك فإن لكل فترة زمنية شواذ معينة، وقد تبيّن أن هذه الشواذ تظهر على امتداد فترة من الزمن تزيد على عدة عشرات الملايين من السنين.


شارك المقالة: