تشخيص أورام الغدة النخامية بالأشعة

اقرأ في هذا المقال


تلعب الغدة النخامية دورًا مركزيًا في نمو الجسم والتمثيل الغذائي والوظيفة الإنجابية، كما يوجد العديد من الأمراض التي تؤثر على محور الغدة النخامية، والتي يمكن أن يكون لها عواقب إكلينيكية وعصبية عميقة.

أورام الغدة النخامية

يمكن تصنيف هذه الحالات على أنها أورام ومعدية والتهابات وما بعد الصدمة وخلقية / تطورية وفسيولوجية، كما تشمل الحالات الورمية المختلفة الورم الحميد النخامي والسكتة الدماغية، الورم الدبقي تحت المهاد والورم القحفي البلعومي كيس الفلح الخشن والورم الجرثومي والورم المسخي والنقيلة وتسلل اللوكيميا والورم الليمفاوي وكثرة المنسجات لخلايا لانغر هانز.

تشمل الأسباب المعدية والالتهابية التهاب الغدة النخامية السل والخلايا الليمفاوية وداء الساركويد وأورام حبيبي ويغنري أو حبيبوم واغنر أو داء واغنر الحبيبومي، كما تشمل الأسباب المؤلمة سيلا بعد الجراحة أو قطع ساق الغدة النخامية.

التمايز التشخيصي الدقيق لهذه الآفات ضروري لإدارة المرض بشكل آمن وفعال، حيث تساعد التطورات الحديثة في التصوير العصبي أخصائي الأشعة وأخصائي الغدد الصماء على دراسة منطقة الغدة النخامية بمزيد من التفصيل، كما أن التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) هو طريقة التصوير المفضلة لتقييم أمراض الغدد الصماء المرتبطة بالغدة النخامية.

طرق تصوير أورام الغدة النخامية

يعتبر تصوير الغدة النخامية مهمًا ليس فقط في تأكيد تشخيص آفات الغدة النخامية، ولكن أيضًا في تحديد التشخيص التفريقي لآفات السرج التركي (باللاتينية: Sella turcica) الأخرى، كما أن الصور الشعاعية للجمجمة ضعيفة في تحديد الأنسجة الرخوة، ونادرًا ما تُطلب هذه الأيام لتشخيص أمراض السيلار والباراسيلار.

الحجم الشعاعي لسيلا (Sella )ليس مؤشرا حساسا لاضطراب الغدة النخامية، حيث أن السيلا الفارغة قد يؤدي في حد ذاته إلى تضخم الحجم، وهكذا يتم استبدال الصور الشعاعية العادية بتقنيات التصوير المقطعي مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي.

التصوير المقطعي المحوسب

يعد التصوير المقطعي المحوسب على الرغم من أنه أقل استخدامًا لتقييم آفات السيلار، فهو فحصًا مفيدًا يصور تكلس الأنسجة الرخوة وتدمير العظام والتشريح العظمي ذي الصلة جراحيًا، كما تعد فحوصات التصوير المقطعي المحوسب ذات قيمة، خاصة عندما يتم منع استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، كما هو الحال في المرضى الذين يستخدمون أجهزة تنظيم ضربات القلب أو الغرسات المعدنية في الدماغ أو العينين.

ومع ذلك فإن تباين الأنسجة الرخوة الأقل مثالية والتعرض للإشعاع، هما عيبان مهمان يحدان من الاستخدام الحكيم للأشعة المقطعية لتقييم آفات الغدة النخامية.

التصوير بالرنين المغناطيسي

حاليًا يعد التصوير بالرنين المغناطيسي هو الفحص المفضل لأمراض السيلار والباراسيلار نظرًا لتباين الأنسجة الرخوة الفائق، والقدرة المتعددة الأسطح ونقص الإشعاع المؤين، بالإضافة إلى ذلك فقد يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي أيضًا معلومات مفيدة حول علاقة الغدة بالتركيبات التشريحية المجاورة ويساعد في التخطيط للاستراتيجية الطبية أو الجراحية.

شهدت تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي في تشخيص آفات الغدة النخامية تطورًا سريعًا، بدءًا من التصوير بالرنين المغناطيسي غير المتباين في أواخر الثمانينيات إلى التصوير بالرنين المغناطيسي المعزز بالتباين في منتصف التسعينيات، حيث أدى إدخال التصوير بالرنين المغناطيسي الديناميكي المعزز بالتباين إلى تحسين هذه التقنية في تشخيص الأورام الغدية الدقيقة في الغدة النخامية.

في الآونة الأخيرة تم تطوير مجموعة متنوعة من تقنيات MR المتقدمة، والتي تساعد بشكل خاص في تقييم حالات معينة. حيث يتضمن ذلك التحليل الحجمي ثلاثي الأبعاد لحجم الغدة النخامية، كما ان التصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة عند 3 تسلا (T) لتقييم ساق الغدة النخامية، التصوير الموزون بالانتشار، التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي، نسبة نقل المغنطة والتصوير بالرنين المغناطيسي أثناء العملية.

الهدف من التصوير بالرنين المغناطيسي

الهدف من التصوير بالرنين المغناطيسي هو الحصول على صورة ذات دقة مكانية عالية مع نسبة إشارة إلى ضوضاء معقولة، ومن المهم تحديد الغدة المنفصلة عن الآفة إن أمكن، وفي البداية يتم الحصول على أقسام صدى الإكليل والسهمي الموزونة مسبقًا T1 و T2 باستخدام  FOV صغير (20 × 25 سم) وشرائح رفيعة (3 مم) ومصفوفة عالية الدقة (256 × 512).

يمكن دمج كل من صور ما بعد التباين الديناميكية والروتينية والمسح المتأخر بعد 30-60 دقيقة في دراسة واحدة للحصول على التصوير الأمثل، وعلى الرغم من اكتشاف معظم الأورام الغدية في التصوير بالرنين المغناطيسي غير المعزز، إلا أن الأورام الغدية الدقيقة قد لا تظهر إلا بعد حقن التباين، كما ثبت أن التصوير بالرنين المغناطيسي بالتباين الديناميكي هو أفضل أداة تصوير في تقييم أورام الغدة النخامية.

يمكن استخدام صدى تدرج تحويل فورييه ثلاثي الأبعاد أو تسلسل صدى دوران توربو سريع (TSE) للدراسة الديناميكية، وعادة ما تكون جرعة 0.05 ملي مول / كغم من الجادولينيوم المحقونة في الوريد كافية، وبعد حقنة بلعة من الجادولينيوم في الوريد، يتم الحصول على ست مجموعات متتالية من ثلاث صور في المستوى الإكليلي كل 10 ثوانٍ.

يحدث التعزيز أولاً في ساق الغدة النخامية، ثم في خصلة الغدة النخامية (نقطة تقاطع القصبة والغدة)، وأخيراً هناك عتامة ناتجة عن الطرد المركزي للفص الأمامي بأكمله، وفي غضون 30-60 ثانية تظهر الغدة بأكملها تحسنًا متجانسًا، حيث يتم تحقيق أقصى تباين للصورة بين أنسجة الغدة النخامية الطبيعية والأورام الغدية الدقيقة بعد حوالي 30-60 ثانية من حقن التباين الوريدي.

الأورام الغدية الدقيقة

تظهر معظم الأورام الغدية الدقيقة على أنها آفات (مظلمة) غير متداخلة نسبيًا داخل الغدة النخامية المعززة بشكل مكثف. يحدث التعزيز الذروة لأورام الغدة النخامية في 60-200 ثانية، وعادةً بعد التحسين الأكثر وضوحًا للغدة النخامية الطبيعية، ويستمر لفترة أطول. قد يُظهر الفحص المتأخر (30-60 دقيقة بعد حقن التباين) انعكاسًا لتباين الصورة الذي تم الحصول عليه في 30-60 ثانية في المسح الديناميكي.

هذا لأن التباين من الغدة النخامية الطبيعية يتلاشى، ولكنه ينتشر في الورم الغدي الدقيق الذي يبرز كتركيز مفرط الشدة، وقد وثقوا تحسنًا مبكرًا في الأورام الغدية الدقيقة قبل فترة طويلة من الفص الأمامي، والذي يُعزى إلى أورام الغدة النخامية التي تحتوي على إمداد دم شرياني مباشر مماثل لتلك الموجودة في الفص الخلفي من الغدة النخامية.

التصوير بالرنين المغناطيسي المتباين الديناميكي ليس مفيدًا فقط في تقييم الأورام الغدية الدقيقة في الغدة النخامية، ولكن له أيضًا دور مهم بنفس القدر في تقييم الأورام الغدية الكبيرة وغزو الجيوب الكهفية بواسطة الأورام الغدية الكبيرة والتمييز بين الورم المتبقي والمتكرر من أنسجة ما بعد الجراحة.

تظهر بعض الأورام الغدية الدقيقة أقصى تباين من الآفة إلى الغدة على الفحص غير المعزز، ومع ذلك يبدأ تباين الصورة هذا في التضاؤل لحظة وصول العامل المعزز للتباين إلى الغدة النخامية.


شارك المقالة: