ما هي قصة اختراع آلة زراعة البذور؟
قديمًا في الحقول والمزارع وعمليات الحصاد كان كل شيء يتم يدويًا لم يكن هناك أي آلات أو أدوات يتم استعمالها، وكان الامر يستغرق من العاملين الجهد الكبير، مع الوقت تم ابتكار آلة لزراعة البذور، كانت أقدم نسخة معروفة لآلات زراعة البذور في بلاد ما بين النهرين بحلول عام 2000 قبل الميلاد، لكنها كانت بطيئة للغاية ولم تكن عملية أبدًا.
بحلول القرن السابع عشر، تم استخدام آلات أخرى تقوم بنفس العمل لكن بدقة أعلى؛ يقال بأن تصميم تلك الآلات العملية تعود إلى عام 1699م لم تكن دقيقة للغاية ولكن كانت تفي بالغرض وذلك بواسطة (John Worlidge)، ثم قام ببنائها لاحقًا بواسطة (Jethro Tull)، أصبحت لاحقًا أداة لبداية الازدهار الزراعي والتي ازدهرت في تصميمها خلال الثورة الصناعية، كاختراع بحد ذاته تم تشغيلها بسرعة بدلًا من القيام بذلك يدويًا، كانت هذه الطريقة أكثر فاعلية من القيام بالمهمة يدويًا.
جهود (Jethro Tull) في ابتكار آلة زراعة البذور:
سمحت آلة تال بإنجاز العمل بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع، مع اعتماد أقل على العمالة، تلك العوامل عملت على زيادة الأرباح بالإضافة إلى تقليل القوى العاملة اللازمة لتحقيق نطاق أكبر من الزراعة، ولتقليل الوقت كان ابتكارها يُعد أحد الاختراعات الرئيسية خلال الثورة الزراعية البريطانية، في الواقع عد (Jethro Tull) هو المخترع الحقيقي لها وهو مزارع وكاتب ومخترع، وكان شخصية فعالة في الزراعة الإنجليزية، بالإنجليزية يتم تسميتها بـ (Seed Drill) أو بـ (Grain drill).
جهوده الكبيرة دفعت إلى تحسين الممارسات الزراعية القديمة من خلال تطبيق العلم والتكنولوجيا، عندما تزوج انتقل للعيش في مزرعة حيث تعلم آلية الممارسات الزراعية وكان يؤدي التجارب في تصميم آلات خاصة بالزراعة باستمرار ويقوم بتجربتها، اخترع (Jethro Tull) آلة زرع البذور في عام 1701م كوسيلة للزراعة بشكل أكثر كفاءة، قبل اختراعه كان يتم زرع البذور يتم يدويًا، عن طريق نثرها على الأرض أو وضعها في الأرض بشكل فردي.
اعتبر تال أنّ تشتت البذور هدر لأنّ العديد من البذور لم تتجذر، تضمنت آلته أداة لتخزين البذرة وأسطوانة لتحريكها، تم تصنيعها من خشب الدردار بالإضافة إلى إطار خشبي بعجلات عن طريق حفر ثلاث قنوات في الأرض حيث يتم إسقاط البذور على فترات منتظمة، بعد ذلك يتم تغطية البذور التي تم إسقاطها بواسطة المشط (قضيب خلفي)، عندما تدور العجلة المحززة داخل البذور، تلتقط البذور وتسقطها في أنبوب.
بالرغم من نجاحها كان المزارعون البريطانيون مترددين جدًا في تبني آلته ولم يتم استعمالها على نطاق واسع إلّا بعد قرن ونصف تقريبًا، مع أن آلته كانت بسيطة إلّا أنّها ناجحة وعملية لكن التصميمات لاحقًا زرعت البذور بشكل أفضل وكان لها عجلات عملية أدق، باستخدام ماكينته، يمكن للمزارع بحركة واحدة زرع البذور على فترات منتظمة وعلى العمق الصحيح، نظرًا لإمكانية زرع البذور في خط مستقيم، فقد أتاح إمكانية استخدام الآلة لإزالة الأعشاب الضارة.
ساعدت زيادة الإنتاجية في تحسين مبدأ عمل الزراعة في بريطانيا، أيضًا تم تنظيم المحاصيل والسماح بالتوسع في الزراعة في مناطق شاسعة، استمر تال في صنع المزيد من الاختراعات الرائدة مثل المجرفة التي تجرها الخيول التربة، السبب الحقيقي الذي يجعلك تستخدم آلة زراعة البذور هو أن تهيأ التربة للزراعة بشكل يسمح بوصول المزيد من الرطوبة والهواء إلى جذور النبات، كان يعتقد تال أنه يجب عليك حرث التربة أثناء نمو النبات، وليس فقط أثناء الزراعة.
أصبحت الزراعة بفضل تال أكثر تجذرًا في العلم، واستمر هذا المخترع العبقري بإنتاج العديد من الآلات الميكانيكية الأخرى والتي ينحدر منها العديد من الأدوات والمركبات الزراعية اليوم، في أمريكا تم تحسين وتطوير آلات لزراعة البذور وذلك في عام 1841م بواسطة صموئيل وموسيز بينوك من مقاطعة تشيستر، بنسلفانيا، كانت عبارة عن بكرة خشبية بها سلسلة من الثقوب تدور في قاع قادوس البذور بواسطة الأنابيب، تم تدوير البكرات بواسطة التروس الحافزة على المحور الرئيسي.
عام 1851م تم تطوير تلك الآلة بالإضافة إلى قيامها بقياس كمية البذور بدقة، بحلول القرن التاسع عشر، أصبحت شائعة الاستخدام في المزارع في أمريكا، بحلول عام 1890م، أصبح يوجد 50 شركة لآلات زراعة الحبوب والبذور في الولايات المتحدة، قامت الشركات بصناعة آلات زراعة البذور في العديد من الأحجام والأنماط المختلفة، خلال عشرينيات القرن الماضي، تم إدخال آلات زراعية متطورة للاستخدام مع الجرارات، تم تجهيز هذه الآلات برافعات ميكانيكية كهربائية.