اقرأ في هذا المقال
يرى علماء الاجتماع أن دراسة واقع التأويل والتفسير في علم العلامات والدلالة، تعتمد على النموذج الثلاثي المستخرج من نظرية العالم تشارلز بيرس حول أبنية المعرفة التنبؤية.
التأويل والتفسير في علم العلامات والدلالة
في الواقع للدخول في مزيد من التفاصيل حول التأويل والتفسير في علم العلامات والدلالة سيجد المرء أن النموذج الثلاثي المشتق من نظرية تشارلز بيرس عن أبنية المعرفة التنبؤية، وما يمكن إظهاره هو أن نموذج علم العلامات والدلالة يعتمد على ما يسمى عادة التصنيفات الثلاثة.
والتي سوف يُشار إليها هنا بالتفسير، والإدراك والعموم، وأولاً قبل التجريد أو تصورات يمكن بناؤها، ويجب أن تكون هناك المعلومات أو الإحساس الذي يمكن للمرء من خلاله بناء التفسير، وغائبًا عن أي تصنيف أو نمذجة أو فهم، وبالتالي فإن التفسير هو الملاحظة التي يتلقاها الوكيل من البيئة دون مزيد من التحليل أو المقارنة أو العلاقة.
وفي نموذج علم العلامات والدلالة اللغوي سيكون هذا هو الدخان كدلالة بدون كائن مقابل أو تفسير، وشيء محسوس فقط، وبالطبع لا تتكون المفاهيم والأفكار ببساطة من إحساس خام غير معالج، حيث يرتبط إحساس الدخان والإحساس بالنار من خلال إدراك وبناء البيئة بغض النظر عن أي معنى معين.
على سبيل المثال كيف يصف التكييف الكلاسيكي الاستجابات الثابتة للمنبهات مثل الوميض، والتي لا تتطلب مستوى أعلى من الإدراك المفاهيمي، وهكذا فإن المكون الثاني للثالوث هو الإدراك، ويصف كلاً من الخصائص التي تكون البيئة من حيث وكيف كل خاصية تتعلق بأحاسيس مختلفة.
وضمن المعرفة التنبؤية والتعلم الآلي يمكن العثور على فكرة الإدراك في العديد من الأماكن أي تقدير التنبؤ أو قيمة إجراء زوج من الدوال.
والآن قد يبدو من غير الواضح لماذا يحتاج المرء إلى جزء ثالث، وهناك لحظات محسوسة وتصورات تربطهم في ماذا يمكن أن يكون، أو لا بد من وجوده؟ ومع ذلك قد يكشف بعض التفكير عن أوجه القصور في هذه العلاقة اليومية.
وللتفكير مرة أخرى قد يحدث إحساس بالدخان العلاقة الإدراكية بين النار في موقع المخيم الخاص وكلاهما يجتمعان معًا، مثل الوميض ولكن هناك العديد من التجارب الأخرى التي تأتي مع النار، في بعض الأحيان يكون هناك موقع تخييم ويشوي الناس أعشاب من الفصيلة الخبازية، وفي أوقات أخرى قد تضرب الصواعق أو الحرارة الجافة، فما هي النتيجة التي يستخلصها المرء من الإحساس بالدخان أي ما يعنيه الدخان.
وبالتالي تطبيق مفهوم عام أوسع على سبيل المثال نار المخيم مقارنة بحرائق الغابات، وقد يتطلب الاختيار المفيد لمفهوم أوسع على آخر وخلفية غنية من الخبرة المكتسبة على سبيل المثال حجم الدخان ولون الأفق، أو رائحة الصنوبر المحترق، لكنها مع ذلك خطوة معرفية نشطة حيث يتم تطبيق فكرة عامة على حالة معينة.
وأن مصدر هذا الدخان وهذه النار هي البشر وليس البرق، وهذه الفئة الثالثة علاقة عامة لأنماط ولحالات معينة، هو ما يطلق عليه اسم العمومية.
دالة القيمة العامة
وقد قام الآن علماء الاجتماع بتطوير مثال موسع يغطي التأويل والتفسير في علم العلامات والدلالة، ولكي يفعل لذلك تُأخذ دالة القيمة العامة وهي الآلية الأساسية للعديد من مقترحات المعرفة وتقييم ما إذا كان تعلم دالة قيمة تقريبية يمكن اعتباره علاقة ثلاثية تقوم بتقييم ما إذا كان التنبؤ هو عملية تنتج المعنى.
وتقوم دالة القيمة العامة بعمل تنبؤات تقدر القيمة، أو المجموع المخصوم المتوقع للإشارة المعرفة على أنها القيمة لبعض الدوال التي تقدر فيما يتعلق بسياسة محددة، وباستخدام دالة القيمة العامة يمكن أن يتم سؤال أسئلة مثل كم من الوقت سأستغرق في الاصطدام بالحائط إذا واصلت السير إلى الأمام؟
وهذه دالة القيمة العامة يتم تعلمها عادةً عبر الإنترنت من خلال التفاعل بين الوكيل وعالمه عبر خطوات زمنية منفصلة، وتشغيل في كل خطوة زمنية يتلقى العامل متجهًا بعد ذلك يصف ما يتم استشعاره، ويأخذ العمل قبل الاستخدام أو بناء الميزة.
والملاحظات التي يتلقاها النظام هي الإحساس المكون الأول من الفئات الثلاث، وتُستخدم الملاحظات مع بعض مقارب الوظائف، لإنتاج حالة الوكيل ومتجه الميزة الذي يصف البيئة من منظور الوكيل، وهذه الحالة تستخدم بالتزامن مع بعض طرق التعلم لتقدير المجموع المخصوم للإشارات المستقبلية.
ومع ذلك ستعمم الاستنتاجات على طرق تقييم السياسات الأخرى، حيث يشكل علاقة بين ما الذي يتم استشعاره، والإجراءات المتخذة والإشارة التي يتم توقعها؛ وبالتالي فإن تقديرات القيمة تشكل المكون الثاني من الفئات الثلاث في الإدراك.
المعرفة التنبؤية في علم العلامات والدلالة
وبعد أن وصل المرء إلى نهاية عملية تحديد الدال وتعلمه، قد يتساءل المرء عن مكان التعميم الموجود في المعرفة التنبؤية، وبعد كل شيء يزعم الكثيرون أن توقعًا واحدًا له معنى، ولكن حتى الآن تم تحديد الإحساس والإدراك فقط.
فبينما قد يلتقط الدال تنبؤًا لأي حالة معينة، التعميم على الملاحظات من خلال بعض تقريب الوظائف، فإنه لا يلتقط التعميم، بل يتم تكوين التنبؤ على شكل تأويل، وتم توقع أن للإشارات المستقبلية تغلب على كل التجارب، مما يجعل من المستحيل ربط مظاهر حالات الإشارات من أجل مقارنتها وتباينها، باستخدام التأويل.
ويدعوا هذا القيد في التعبير عن الفئات الثلاث إلى التساؤل عما إذا كان مفهوم الإحساس، يعتبر الإدراك والتعميم عاملاً مثمرًا فهو يؤطر المعرفة التنبؤية كعملية سيميائية تساعد على فهم ذكاء الآلة بشكل أفضل؟
حيث هناك طرق أخرى للسيميوزيس بعضها لا يعتمد على العمومية، فمجرد العثور على الأساليب لتكون ذات مغزى وعدم إغفال قيود طرق المعرفة التنبؤية الحالية، أطر المعرفة التنبؤية يمكن أن يفسر على إنه بناء معنى بموجب تعريفات أخرى للسيميائية.
ومع ذلك أن هذه الأساليب غير كافية ولا تساعد أنظمة المعرفة التنبؤية على عبور فجوة التجريد والتعبير عن المفاهيم التي هي في الوقت الحاضر مراوغة إعلان المعنى ولن تسمح فجأة بالتنبؤ بطرق المعرفة للتفكير حول العمومية، أو توضيح كيف يمكن لمفاهيم مثل الأشياء أن يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها في بيئة تنبؤية.
فكيف إذن يتم التغلب على الفجوة بين العموميات المجردة والعلاقات التي ترشدهم؟ في حين أن التنبؤات وحدها غير كافية، فقد يكون من الممكن التعبير عن العموميات من خلال بناء النماذج واستخدام التنبؤات بالطريقة القائمة على النموذج والتي تحدد بشكل صريح انتقالات الحالة إلى الإجراءات والتي لا تتعلق فقط بحالة واحدة لكنها تتعلق بالحالات من حيث جميع التحولات الممكنة بالنظر إلى كل ما هو ممكن.
والإجراءات التي كان يمكن اتخاذها في نموذج قادر على ربط العديد من التنبؤات يمكن مقارنته بالسياقات والمقارنة بينها يمكن اعتبارها سيميائية، لهذه الأسباب الصعوبة في بناء العموميات لا ينتمي إلى أساليب التعلم غير الكافية، أو بناء الدولة السيئ على الرغم من أنها تؤثر على التقدم، وتنتج صعوبة بناء التجريدات من عدم القدرة على ربط ما يتم تعلمه وإنها مشكلة تتعلق بكيفية بناء هياكل المعرفة التنبؤية، وليس كيف يتم تعلمهم.