التحديات التي تواجه الابتكار الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الصعوبات والتحديات التي تواجه الابتكار كبيرة وهائلة، إذ أنَّ بعض الأفراد أو الجماعات أو حتى بعض المجتمعات لا تقبل التغيُّر، ولا يشعرون بالراحة مع التغير والتحديث الذي ينتج من الابتكار، وخاصةً عندما يكون الابتكار يحدث على نطاق واسع وشامل.

التحديات التي تواجه الابتكار الاجتماعي:

قد يؤثر الابتكار بشكل سلبي على الموظفين حسب اعتقادهم في الشركات والمؤسسات؛ حيث يكون السبب في الخوف والشك والإحباط لهم، بسبب وجود عقود اجتماعية في تلك المؤسسات والشركات تُنمي الولاء والالتزام والثقة لدى الموظفين، والابتكار قد يُعطل هذه العقود عن طريق إعادة توزيع الموارد، وتغيير العلاقات بين الفِرَق والمجموعات، وكذلك تأكيد سيطرة جزء من المؤسسة بما يضرّ بالأجزاء الأخرى للمؤسسة، فالابتكار بذلك يمكنه إرباك المهارات المهنية والتقنية التي يكتسبها الأفراد على مَرّ السنين، والتي يرتبطون فيها بصورة كبيرة، ويعني سياقه في التنظيم أنَّه لا ينفصل عن ممارَسة السّلطة ومقاومتها.

كذلك معظم محاولات الابتكار تنتهي بالفشل في أغلب الأحيان، وهناك العديد من المحاولات غير الناجحة لتطبيق وتنفيذ الأفكار الجديدة، والتي في العادة تكون أفكاراً جيدة، تمَّ التّوصّل إليها عن طريق أشخاص أو مؤسَّسات أو مجتمعات.

نذكر على سبيل المثال فكرة ابتكار السيارات الكهربائية التي تعمل على البطاريات التي توفر الطاقة، فقد كانت هذه الفكرة المبتكرة تمثّل تهديداً خطيراً لبعض المصالح القائمة في المجتمع، وتمَّ جمع تحالفات وتكتّلات في مجموعة من المصالح السياسية والتجارية لمنع هذه الفكرة من الوصول إلى الأسواق، على الرَّغم من شعبية هذه الفكرة لدى الناس، ولكنَّ التنافس التجاري قد يمنع انتشار مثل هذه الأفكار.

تحتاج المؤسّسات الاجتماعية للقيام بأمور تسمح لها بالعمل على المدى القصير، من حيث استغلال مهاراتها ومعارفها الحاليّة، واكتشاف أمور وأشياء جديدة تُنمي القدرات من أجل دعم وجودها المستمر الطويل المدى في ظلّ العالم المتغير، وتحتاج هذه الأمور سلوكيات وممارَسات متعارضة ومختلفة في أغلب الأحيان.

تواجه المؤسَّسات أحياناً مفارقة تتمثّل في الحاجة لتنفيذ وتطبيق أفكار حديثة وجديدة تهدد الممارَسات التي أدّت لنجاحها الحالي. ولكنْ مع التّطوّر في إنتاج الابتكار أصبح من الضروري تفضيل الطرق والأساليب لتنظيم ابتكار الأفكار الجديدة وتطبيقها على أرض الواقع.

ومن النادر أنْ يكون تطبيق الأفكار المبتكرَة يقتصر على المؤسَّسة لوحدها، ولكنْ يشترك في ذلك المستهلكون والمُوَّردون، فالمؤسَّسات تبتكر في سياق إقليمي وقومي معين، وتُتاح فرصة كبيرة للبنية التحتية لوسائل الاتصال والمواصلات في ذلك، فتزيد هذه الأمور من تعقيد الابتكارات.


شارك المقالة: