الحركات الثورية في عهد الخليفة الأمين

اقرأ في هذا المقال


الحركات الثورية في عهد الخليفة الأمين:

عندما تولى الأمين الخلافة كانت حركة رافع بن الليث لا تزال قائمةً، وقد كُلّف هرثمة بن أعين بالقضاء عليها، وقد تمكن هرثمة في بداية أيام الأمين من حصار رافع في مدينة سمرقند، ثم دخل حائطها، فلجأ رافع إلى داخل المدينة وراسل الترك فوافوه، وأصبح هرثمة بين الترك ورافع محصوراً، ثم رجع الترك فضعُف أمر رافع، ثم راسل المأمون وطلب منه الأمان فَأمّنه، فجاء رافع إليه فأكرمه المأمون وقدّمه.

وثار مواطنين حمص على العامل إسحاق بن سليمان الذي ولاّه الأمين عليهم، فذهب إسحاق إلى بلدة السلمية، وقام الأمين بإرسال مكانه عبد الله بن سعيد الحرشي ومعه عافية بن سليمان، فسجن عدداً من وجهاء مدينة حمص، وأحرق بعض أحيائها، فسأله أهل المدينة الأمان فأجابهم، وسكنوا ثم ثاروا، فضرب أعناق بعضهم.

وفي عام (195 هجري)، ظهر بالشام السفياني وهو علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ودعا إلى نفسه، وقد حاصر والي الأمين على دمشق وهو سليمان بن أبي جعفر، غير أن الوالي قد تمكن من الهرب من دمشق، فأرسل الأمين إلى السفياني الحسين بن علي بن ماهان، فلما وصل إلى الرقة أقام بها، ولم ينفذ إليه.

حكم الروم في عهد الأمين:

لم تحدث حروب واسعة مع الروم أيام الأمين، إذ كان الروم مشغولين بأحداثهم الداخلية كالمسلمين، فقد مات نقفور عام (193 هجري)، في حربه مع البرغان بعد أن ملكَ تسع سنوات، وخلفه ابنه استبراق، وكان جريحاً فلم يلبث أن مات بعد شهرين من حُكمه، فخلفه ختنه، زوج أخته، ميخائيل بن جورجس، ثم ترك ميخائيل الحكم عام (194 هجري)، بعد أن أحسَّ الغدر من الروم إذ حاولوا قتله، وأصبح بعدها راهباً وتولى حكم الروم بعده إليون.

الإمارات في عهد الأمين:

بقيت الإمارات التي كانت أيام الرشيد هي نفسها أيام ابنه الأمين، فدولة الخوارج الصفرية في سجلماسة، ويحكمها أبو المنصور اليسع بن أبي القاسم . ودولة الخوارج الأباضيين في تاهرت، ويحكُّمها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، وهي الدولة المعروفة بالرستمية، وقد قامت عليه بعض الحركات من الخوارج أنفسهم.

أما الأمويون في الأندلس فقد أشتدَّ ساعدهم، وكان السلطة هناك للحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل، وهو المعروف باسم الحكم الربضي. وكانت دولة الأدارسة تحت حكم إدريس الثاني. وفي القيروان كانت دولة إبراهيم بن الأغلب يقوى أمرها، وقد ثار عليها في تونس عمران بن مخالد التميمي عام (195 هجري)، غير أن هذه الحركات لم يكتب لها النجاح، وتوفي إبراهيم بن الأغلب عام (196 هجري)، وخلفه ابنه عبد الله أبو العباس .

وجاءت أيام المأمون ولم تزل الإمارات المُستقلة مُقتصرةً على الجناح الغربي من الدولة الإسلامية، وتتدرج في خلافها للعباسيين من الشرق إلى الغرب، فالأغالبة يعدّون عُمالاً للعباسيين والخوارج يُهادنون الدولة في بغداد وعمّالها في القيروان، فالأدارسة الذين يختلفون معهم حتى نصل إلى الأندلس الذين هم في عداءٍ مع العباسيين.


شارك المقالة: